آرمين سيردكيان أخصائي اقتصاد في مكتب الفاو لدول الخليج لـ« البيان»:

10 توجهات استراتيجية وتمكينية لريادة الإمارات في «الأمن الغذائي» القائم على الابتكار

ت + ت - الحجم الطبيعي
أكد آرمين سيردكيان، أخصائي اقتصاد في مكتب الفاو الفرعي لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن، أن دولة الإمارات عمدت في السنوات الأخيرة إلى تكثيف الاستثمار في التكنولوجيا الزراعية لتقليل اعتمادها على الواردات، إذ لا يزال حجم القطاع المحلي المنتج للأغذية.
 
وما يتبعه من وفورات كميّة تحدياً يلقى اهتماماً واسعاً، وسط تنوع الخيارات المبتكرة، التي تفسح المجال بدورها لفرصة في التغيير، حيث ازداد عدد المبادرات والشركات الناشئة التي تنتج بشكل مستدام المزيد من المحاصيل المحلية، وخاصة المحاصيل عالية القيمة والغنية بالعناصر الغذائية مثل الفواكه والخضروات.
 
5 توجهات
 
وأشار سيردكيان في تصريح خاص لـ«البيان» أنه بناءً على مؤشر الأمن الغذائي العالمي، وتماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، يمكن تحديد خمسة توجهات استراتيجية أساسية لدعم الأمن الغذائي المحلي، وهي تسهيل الأعمال التجارية الزراعية، وتعزيز الإنتاج المحلي باستخدام التكنولوجيا، والحد من فقد الأغذية وهدرها، وتحسين سلامة الأغذية.
 
هذا بالإضافة إلى التأهب للطوارئ، وكذلك إضافة إلى خمسة عوامل تمكينية وهي الحوكمة الرشيدة وأجندة البحث والتطوير، والبيانات والمعلومات السليمة، بالإضافة إلى جودة رأس المال البشري وحركة الغذاء، وجميعها تتقاطع مع التوجهات الاستراتيجية التي تحدد إطار العمل الاستراتيجي الفريد لدولة الإمارات.
 
وأوضح سيردكيان أن من الجوانب الأساسية على هذا الصعيد إيجاد حوافز مثل ضمان الميزانيات المالية لاعتماد التقنيات، والتعويل على التقنيات الرقمية وتوفير الموارد، وتركز الاتجاهات في مجال البحث والتطوير والتقنيات إلى حد كبير على كفاءة استخدام المياه وموارد الطاقة وتوسيع نطاق الاقتصاد الأخضر الدائري الحيوي، إلى جانب تحسين إمكانية تتبع سلسلة القيمة، وتحسين الوصول إلى السوق المحلية، والمعلومات الدقيقة من قواعد البيانات المختصة.
 
وفي سياق متصل أكد سيردكيان أن بناء شراكات قوية هو المفتاح لتحقيق الأمن الغذائي، حيث يحتل مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي الصدارة في أولويات دعم المنظمة لمبادرات دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الابتكار المطبق على إدارة الأغذية والزراعة والموارد الطبيعية لتحقيق النمو المستدام.
 
وقال «تهدف مشاريعنا إلى تعزيز البحث والتكنولوجيا والابتكار للأمن الغذائي، وتطوير قطاعي تربية الأحياء المائية والإنتاج الحيواني، وتقييم نظام مراقبة سلامة الأغذية، والتخطيط للتنمية المستدامة للزراعة مع إيلاء اهتمام خاص لإمارة أبوظبي».
 
استثمار
 
وأوضح سيردكيان أن تشجيع الإمارات الشركات على الاستثمار في الأغذية ساهم بشكل فاعل في تعزيز الإنتاج المحلي، مما سمح بزيادة عدد الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية، كما «وادي تكنولوجيا الغذاء» الذي أطلقته دبي يهدف إلى مضاعفة إنتاج الغذاء في الإمارات 3 مرات، ومن المقرر أن يكون موطناً للتكنولوجيا والهندسة الزراعية، ومركزاً للابتكار الغذائي.
 
تقليل التكلفة
 
تشير أغلب الدراسات إلى أن الأمن الغذائي لا يتعلق بالكم، إنما بالتنوع الغذائي، وفي هذا الصدد أوضح سيردكيان أن جودة النظام الغذائي تعد رابطاً مهماً بين نتائج الأمن الغذائي والتغذية التي تتطلب تقليل تكلفة إنتاج الأطعمة الصحية وتوفيرها، وجعلها في المتناول وبأسعار معقولة، وتنتج الإمارات الكثير من الخضار الورقية والخضروات ذات القيمة العالية والخضروات عالية الجودة والبروتينات عالية الجودة.
 
بما فيها البيض ومنتجات الألبان ومنتجات اللحوم والأسماك، مثل السلمون والقاروص والدنيس من خلال اعتماد أنظمة إعادة تدوير الأحياء المائية، كما تعزز الإمارات العلاقات الدبلوماسية والتجارية القوية لتحقيق الأمن الغذائي لتسهيل الوصول إلى الأسواق.
 
Email