دراسة: تحفيز شعور المجتمع بالأمان يعزز الحد من التغير المناخي

ت + ت - الحجم الطبيعي
نشرت جامعة نيويورك أبوظبي، دراسة من أربعة أجزاء، في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية، بإشراف الباحثة المساعدة كلوديا ف. نيسا، والأستاذة المساعدة في علم النفس جوسلين جيه بيلانجر، حيث بينت الدراسة أن تحفيز الشعور بالأمان من خلال الارتباط العاطفي، يزيد من درجة تقبل أفراد المجتمع، واهتمامهم واستعدادهم لتحمل التكاليف، بهدف الحد من تغير المناخ.
 
ويمكن تعريف فكرة الروابط العاطفية، بأنها نظام سلوكي فطري، يجمع بين الأشخاص، حيث يتيح الشعور بالأمان، نتيجة الارتباط بالآخرين، تعزيز التعاطف بشكل أسهل بين الأشخاص الذين يندرجون ضمن مجموعة واحدة، إضافةً إلى التعاطف مع الغرباء والبشرية عموماً. وتُعتبر هذه الدراسة إنجازاً رائداً من ناحيتين.
 
تفاصيل
 
إذ أظهرت، أولاً، أنه من الممكن تفادي معارضة الأفراد المحافظين سياسياً لمسألة الحد من التغير المناخي، حيث لم يترك فيديو نموذجي من ناشيونال جيوغرافيك، يستعرض حقائق حول تغير المناخ أي أثر عليهم، بينما زادت تبرعاتهم النقدية للمجموعات الناشطة في مجال البيئة، إلى درجة مماثلة لأصحاب التوجهات السياسية المختلفة عنهم، عند عرض صور حفزت شعورهم بالأمان من خلال الارتباط العاطفي.
 
ويوفر هذا وسيلة جديدة، تسهل الوصول إلى المعارضين لمفهوم تغير المناخ، بسبب أيديولوجيتهم السياسية، عن طريق إثارة تعاطفهم تجاه الآخرين، بدلاً من عرض مزيد من المعلومات.
كما تظهر هذه الدراسة، إمكانية اعتماد تحفيز الشعور بالأمان، من خلال الارتباط العاطفي، بنجاح كإجراء تدخّل فعال وقابل للتطبيق للحد من التغير المناخي.
 
وتم إجراء دراسة ميدانية في حرم جامعة نيويورك أبوظبي، تضمنت عرض لافتتين في الكافتيريا في أيام مختلفة، على مدار شهر. وذكرت إحداهما رسالة قائمة على المعلومات، حملت عبارة «مخلفات الطعام تؤدي إلى انبعاث غازات تسبب الاحتباس الحراري، خففوا من هدر الطعام». وتضمنت الأخرى رسالة لتحفيز الشعور بالأمان، من خلال الارتباط العاطفي، حملت عبارة «أنقذوا أمّنا الأرض بالحد من هدر الطعام»، إلى جانب صورة لامرأة تحمل كوكب الأرض في بطنها.
 
وراقب الباحثون أكثر من 140 ألف وجبة غذائية، تم تقديمها على الفطور والغداء والعشاء في الكافتيريا لمدة ثلاثة أشهر، بما في ذلك فترة ما قبل التدخل وبعده، بدعم لوجستي من شركة أبوظبي الوطنية للفنادق، شريك المأكولات والمشروبات لجامعة نيويورك أبوظبي. ووجدوا أن لافتة «أنقذوا أمّنا الأرض»، كانت أكثر فاعلية في الحد من هدر الطعام من اللافتة التي تحمل معلومات متعلقة بالانبعاثات.
 
Email