مؤسس ورئيس «آرتون كابيتال» لـ«البيان»: سنعود إلى انفتاح عالمي أعلى من مستويات ما قبل «كوفيد»

الدبلوماسية النشطة ونجاح مكافحة كوفيد خلف تصدر جواز السفر الإماراتي العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد أرماند آرتون، مؤسس ورئيس شركة آرتون كابيتال للاستشارات المالية العالمية أن الدبلوماسية النشطة ونجاح مكافحة كوفيد خلف تصدر جواز السفر الإماراتي كأقوى جواز سفر في العالم في قائمة مؤشر «باسبورت إندكس».

وذكر آرتون لـ«البيان» بمناسبة صعود جواز السفر الإماراتي إلى المركز الأول كأقوى جواز سفر في العالم في قائمة مؤشر «باسبورت إندكس» أن صعود الجواز الإماراتي للمركز الأول للمرة الثانية، بعد أن احتل المركز الأول لعدد من الفصول المتتالية قبل جائحة كورونا، ولا يزال يحقق أعلى ترتيب في المنطقة، يجعل العالم يُنظر إلى الإمارات العربية المتحدة على أنها مصدر إلهام للمنطقة، عبر التزامها بتحسين حياة مواطنيها، والحفاظ على علاقات جيدة مع المجتمع الدولي، وفتح اقتصادها أمام الاستثمار والفرص الفردية.

وقال إن هناك عدداً من الوسائل التي تمكن أي دولة من زيادة تصنيف جواز السفر الخاص بها، ومؤشر جوازات السفر يوضح هذه التأثيرات بشكل منتظم، ففي حالة دولة الإمارات العربية المتحدة كانت سلسلة من القرارات الحكومية حول قيود كورونا التي تم رفعها بالإضافة إلى تنفيذ بعض ترتيبات التأشيرات الثنائية الجديدة وراء النجاح، فهذه القرارات تجعلها قدوة يحتذى بها لصناع القرار الآخرين في المنطقة، الراغبين بتسهيل حركة مواطنيهم.

وأضاف شهدنا خلال الربع الأخير ارتفاعاً بنسبة 9% في معدل التنقل العالمي و14.8% منذ بداية العام الجاري، وكان من المتوقع بالطبع أن نشهد ارتفاع حصيلة السفر للعديد من جوازات السفر بعد تخفيف قيود إغلاق كورونا خلال عام 2021، ومع ذلك استعاد جواز السفر الإماراتي المركز الأول، مع إضافة 12 دولة أخيراً إلى حصيلته، إما بسبب رفع قيود كورونا أو بسبب إضافة دول جديدة تتيح دخولها من دون تأشيرة أو تمنح التأشيرة عند الوصول.

وتوقع آرتون خلال العام المقبل 2022 استمرار المسار في اتجاه تصاعدي، ولكنه قال: «ما زالت مستويات التنقل الآن أقل مما كانت عليه قبل ست سنوات، حيث يبلغ معدل الانفتاح العالمي حالياً البالغة 17.684 وذلك أقل بحوالي 300 نقطة من مستويات عام 2015. وهو أعلى مستوى وصل له معدل الانفتاح العالمي (WOS)، وهي عدد الدول التي تتيح دخولها من دون تأشيرة أو تمنح التأشيرة عند الوصول ويشمل 199 جواز سفر، هو 21.360، ولذلك لا يزال أمامنا طريق لنقطعه كي يرتفع المؤشر بنسبة 18% تقريباً ونصل لمستويات ما قبل كوفيد للانفتاح العالمي. والإمارات العربية المتحدة خير مثال يوضح للعالم كيفية القيام بذلك.

وأضاف مؤسس ورئيس «آرتون كابيتال» إن تصنيفات جوازات السفر تتغير بشكل يومي، ويعتبر مؤشر جوازات السفر منصة مستقلة لقياس الطبيعة المتغيرة لحالات التأشيرات، بالإضافة إلى تتبع العلاقات الثنائية والقرارات المتعلقة بجائحة «كوفيد 19» بين البلدان.

وأشار مؤسس ورئيس شركة آرتون كابيتال إلى أنه لا يمكن للبلدان أن تعزز ترتيبها إلا من خلال سلسلة من الجهود الدبلوماسية، وهذا يحدث على مستوى صناع القرار ويتطلب اتفاقاً بين طرفين كحد أدنى، يعكس مؤشر جوازات السفر هذه التغييرات فور حدوثها، وفي هذه الحالة، أدت سلسلة من ترتيبات كورونا والتأشيرات إلى هذا الارتفاع الملفت في حصيلة سفر الجواز الإماراتي.

وفيما يتعلق بجوازات السفر الحاضرة بانتظام في المراكز العشرة الأولى، ذكر أنها أوروبية في الغالب، حيث عملت حكومات هذه الدول على بناء علاقات تجارية ودبلوماسية قوية - إما ككتلة (الاتحاد الأوروبي) أو بشكل فردي، ومن الواضح أن دولة الإمارات العربية المتحدة رصدت أفضل الممارسات وتجاوزتها في نواحٍ كثيرة في نموذجها الدبلوماسي الحالي، والذي أدى لهذا التصنيف المرتفع.

وأضاف فيما يتعلق بالتوقعات عندما نتجاوز ظل جائحة كوفيد، نعتقد في مؤشر جوازات السفر أننا - وفقاً للتوجهات الحالية - سنعود إلى درجة انفتاح عالمية تشبه أعلى مستويات ما قبل كوفيد.

وحول مستقبل جوازات السفر الحديثة ودمجها مع التطعيمات والفحوصات، قال آرتون تعد «جوازات سفر اللقاحات» أمراً واقعاً، ومن الصحيح أن التنسيق بين البلدان حول كيفية إدارتها ليس مثالياً تماماً ويجب العمل المستمر لدمج هذا النوع من البيانات الصحية في بيانات الجواز، وأنا متأكد من وجود محادثات بهذا الخصوص تجرى على أعلى مستوى، وسيواصل مؤشر جوازات السفر مراقبة مستخدميه وتزويدهم بأفضل ما يمكن من أخبار التطورات ذات الصلة.

وحول أهم المزايا التي يتميز بها مؤشر باسبورت إندكس عن غيره من المؤشرات العالمية الأخرى، قال إن باسبورت إندكس يقيس الدول أو الأقاليم المصدرة لوثائق السفر الفعلية، ويستبعد الوجهات التي لا تملك جوازات سفر منفصلة، ولذلك نحن نقيم 199 جواز سفر، ويمكنني التحدث عن منهجية مؤشر جوازات السفر، لكنها بسيطة إلى حد ما - إجمالي البلدان التي لا تحتاج إلى تأشيرة أو التي تمنح تأشيرة عند الوصول، ونسمّي هذا الرقم حصيلة السفر، وفي المناخ الحالي، نقوم أيضاً بتقليل النتيجة أو رفعها استناداً إلى قيود كورونا المؤقتة، وهو عامل لم يكن يُنظر إليه سابقاً.

وحول التوقعات الخاصة بطبيعة وشكل جوازات السفر الجديدة خلال العقدين المقبلين، قال إن جوازات السفر الرقمية هي المستقبل، وهذا تطور مهم للجميع، ونحن بالتأكيد نتجه نحو نظام أسهل وأفضل لتسهيل التنقل حول العالم للأفراد والفرص، ونشهد سلسلة من الابتكارات مثل جوازات سفر اللقاحات، وهي مجرد عينة عما سيأتي، ونحن في مؤشر جوازات السفر نراقب هذه التطورات باهتمام شديد، وفي الوقت الحالي، لا تزال هناك بعض الحواجز التي يجب التغلب عليها من حيث التنسيق بين البلدان في هذه المجالات، ولكن يتم إحراز التقدم، وستكون فترة مميزة للمسافرين حول العالم.

Email