بحسب استطلاع أصداء بي سي دبليو الثالث عشر لرأي الشباب العربي

غالبية الشباب العربي متفائلون بالمستقبل على الرغم من الجائحة والتدهور الاقتصادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف استطلاع أصداء بي سي دبليو الثالث عشر لرأي الشباب العربي أن معظم الشباب العربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعتقدون أن أيامهم القادمة ستكون أفضل، وذلك على الرغم من الجائحة والصراعات المستمرة والتدهور الاقتصادي غير المسبوق في المنطقة. وأعرب المشاركون في الاستطلاع عن أملهم بأن تبادر حكوماتهم إلى معالجة المحسوبيات والفساد، وتقديم المزيد من الدعم لهم لإطلاق أعمالهم التجارية الخاصة. 

كانت هذه بعضاً من نتائج الاستطلاع الذي أصدرته اليوم "أصداء بي سي دبليو"، الشركة الرائدة في مجال استشارات العلاقات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي كشف أيضاً عن مستوى عالٍ من المرونة والتفاؤل لدى الشبّان والشابات العرب، وكذلك عن خيبات أملهم المتزايدة بشأن البطالة، وجودة التعليم، وارتفاع تكاليف المعيشة. 

ومع إتمام عامه الثالث عشر، وبصفته أشمل دراسة تركز على الفئة السكانية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تضم ما يزيد على 200 مليون شاباً وشابة، شمل الاستطلاع 3,400 مواطناً عربياً تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً في 50 مدينة عبر 17 دولة خلال الفترة الممتدة بين 6 و30 يونيو 2021. وتم إجراء المقابلات لصالح أصداء بي سي دبليو من قبل شركة "بي إس بي إنسايتس" المتخصصة في التحليل والدراسات الاستراتيجية العالمية، وتوزعت عينة الاستطلاع بالتساوي بين الرجال والنساء. 
التفاؤل بحياة أفضل

مُنيت اقتصادات الشرق الأوسط العام الماضي بخسائر قُدِّرت بنحو 227 مليار دولار أمريكي نتيجة تفشي جائحة "كوفيد-19"، مما أوصل بعض الدول إلى حافة الإفلاس. ومع هذا، ولدى سؤالهم عما إذا كانوا يعتقدون بأن أيامهم القادمة ستكون أفضل أم أسوأ، أعرب 60% من الشباب العربي المشاركين عن تفاؤلهم بالمستقبل – وهو أعلى مستوى تفاؤل يسجله الاستطلاع منذ خمس سنوات. 

ويسلط تقرير الاستطلاع، الذي يحمل عنوان "المستقبل بآمال متجددة"، الضوء على التفاؤل الذي يتمتع به الشباب العربي؛ حيث قال نصفهم تقريباً (48%) إنهم سيحظون بحياة أفضل من آبائهم وهي النسبة الأعلى خلال السنوات الثلاث الأخيرة. كما قال نصف المشاركين في الاستطلاع بأن اقتصادات بلدانهم تسير في الاتجاه الصحيح، وتوقع معظمهم انتعاشاً اقتصادياً شاملاً بحلول عام 2022. 

ولا تخفف هذه النتائج المبشرة من حجم التحدي الذي يواجهه صناع السياسات الإقليميين، حيث أعرب 89% من الشباب العربي عن قلقهم البالغ بشأن ارتفاع تكاليف المعيشة. كما أكد 8 من كل 10 أشخاص قلقهم بشأن البطالة وجودة التعليم، بينما قال أكثر من ثلثهم (37%) بأنهم يكافحون لتغطية نفقاتهم. وأشار ثلث هؤلاء (33%) إلى خسارتهم - هم أو أحد أفراد أسرتهم - لوظائفهم بسبب جائحة "كوفيد-19". 

واختار الشباب العربي 3 استراتيجيات لزيادة فرص العمل، وتلخصت أهم أولوياتهم في: مكافحة الفساد والمحسوبيات، وتوفير المزيد من المعلومات بشأن فرص العمل المتاحة، وإصلاح نظم التعليم. وقالوا إنهم يأملون من حكوماتهم مساعدتهم في إطلاق أعمالهم التجارية الخاصة من خلال تسهيل  الإقراض والحد من الروتين الحكومي. 

ثقة متزايدة في الحكومة

كشف الاستطلاع ازدياد نسبة الشباب العرب الذين يثقون في حكوماتهم لمعالجة مشكلاتهم، حيث يعتقد نحو ثلاثة أرباع الشباب العربي (72%) أن حكوماتهم تهتم لآرائهم – وهو ما يؤيده 88% من الشباب في دول الخليج. ويسود هذا الاعتقاد أيضاً حتى في دول شمال إفريقيا وشرق المتوسط والتي شهدت اضطرابات كبيرة في السنوات الأخيرة. 

الولايات المتحدة أكثر الدول تأثيراً في العالم العربي 

تظهر نتائج الاستطلاع بأن الشباب العربي ينظرون إلى مصر والإمارات والسعودية باعتبارها الدول الحليفة الأقوى لبلدانهم، حيث قال 8 من كل 10 أشخاص إن هذه الدول حليف حقيقي أو حليف نوعاً ما لبلدانهم. كما يرى الشباب العربي بأن الصين وروسيا هما رابع وخامس أقوى الحلفاء في المنطقة، بينما تأتي المملكة المتحدة والولايات المتحدة في المرتبتين الثامنة والتاسعة على التوالي. وما يزال الشباب العربي يلمسون تأثير الولايات المتحدة في الشؤون الإقليمية، فقال أكثر من نصفهم (51%) بأنها صاحبة التأثير الأقوى في العالم العربي تليها السعودية (29%) والإمارات (23%). 
للعام العاشر على التوالي؛ الإمارات العربية المتحدة البلد المفضل الذي يرنو الشباب العربي للعيش فيه. 

للسنة العاشرة على التوالي، اختار الشباب العربي الإمارات العربية المتحدة لتكون البلد المفضل للعيش فيه ويريدون لبلدانهم أن تقتدي به. فأعرب نحو نصفهم (47%) عن رغبتهم بالعيش في دولة الإمارات مقابل 19٪ اختاروا الولايات المتحدة و15% كندا.  كما قال نصف الشباب العربي تقريباً (46%) إنهم يتمنون لو تقتدي بلدانهم بدولة الإمارات، تليها الولايات المتحدة بنسبة 28%، ثم كندا وألمانيا (كلاهما 12%). 

تحول في الآراء بشأن حقوق الجنسين 

رصد استطلاع هذا العام تحولاً ملحوظاً في الآراء بشأن حقوق الجنسين، فبينما قالت 64% من المشاركات في استطلاع العام الماضي إنهن يتمتعن بحقوق مساوية للرجال في بلدانهن، بلغت نسبتهن هذا العام أكثر من النصف بقليل (51%). وتبدو الشابات اللبنانيات الأقل حظاً مقارنةً بالرجال، إذ قالت نسبة 44% منهم فقط إنهن يتمتعن بحقوق مساوية للرجال مقارنةً مع 60% في العام الماضي. 

وتوقف أيضاً تقدم النساء في أماكن العمل، حيث قالت 46% من النساء المشاركات في الاستطلاع إنهن يتمتعن بفرص مهنية مساوية للرجال مقارنةً مع 52% العام الماضي. وفي مؤشر يدعو للقلق، أعربت 44% من الشابات عن اعتقادهن بأن الرجال يتمتعون بفرص مهنية أفضل منهن هذه الأيام، حيث ارتفعت هذه النسبة من (35%) في العام الماضي. 

تراجع نسبة الشباب العربي الذين يفكرون بالهجرة

ما تزال قلة الفرص الاقتصادية هي الدافع الرئيسي لهجرة الشباب العربي، حيث قال ثلث المشاركين (33%) إنهم كانوا يفكرون أو حاولوا ترك أوطانهم، ورغم أنها نسبة كبيرة لكنها تبقى أقل بكثير من نسبة 42% المسجلة في عام 2020. 


الأمل بالمستقبل 

وقالت دونا إمبيراتو، الرئيس التنفيذي العالمي لوكالة "بي سي دبليو": "على مدى 13 عاماً، وفرت نتائج استطلاعنا السنوي لرأي الشباب العربي بيانات جيدة حول آمال ومخاوف وتطلعات الجيل الذي سيرسم ملامح مستقبل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هذه المنطقة التي تنطوي على أهمية كبيرة لازدهار وأمن ورفاهية العالم أجمع". 

وأضافت إمبيراتو: "دأبت هذه المبادرة الفكرية الأكبر في المنطقة على توفير رؤىً غير متوقعة – الأمر الذي استمر خلال هذا العام مع التفاؤل المفاجئ الذي أبداه الشباب العربي على الرغم من التحديات الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على تفشي جائحة ’كوفيد-19‘". 
وتابعت إمبيراتو: "على العموم، تنطوي هذه الرسالة المستبشرة بالمستقبل على مسؤولية كبيرة، حيث يتعين على صناع القرار - في الحكومات ومجتمع الأعمال على حد سواء- أن يبذلوا ما بوسعهم لتحقيق تطلعات الشباب في بلدانهم إذا أرادوا إحراز التقدم المستمر الذي تحتاجه هذه الدول". 

ومن جانبه قال سونيل جون،  رئيس شركة "بي سي دبليو الشرق الأوسط" ومؤسس "أصداء بي سي دبليو": "بصفتها واحدة من أكبر شركات العلاقات العامة في المنطقة مع إرث غني يمتد لـ 21 عاماً، تلتزم أصداء بي سي دبليو بإيصال صوت الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر استطلاعها السنوي لآراء الشباب العربي. وقد اكتسب هذا الصوت أهمية أكبر مع توسيع نطاق استطلاعنا على مر السنين بدءاً من 9 دول شملها الاستطلاع في نسخته الأولى عام 2008 وانتهاءً بـ 17 دولة هذا العام؛ وبذلك استطلعنا آراء الشباب مع بدء الأزمة المالية العالمية، وقبل وبعد أحداث الربيع العربي، وخلال تفشي جائحة ’كوفيد-19‘". 

واختتم جون: "كشف استطلاع هذا العام بعضاً من تداعيات الجائحة، وكذلك المساعي اللازمة لتحقيق التطلعات المستقبلية للشباب العربي. ومن ناحية أخرى، أبرز مستوى التفاؤل والبراغماتية التي يتحلى بها الشباب العربي. وتمنحنا هذه الإيجابية حافزاً مهماً ومنصة ممتازة تتيح لصناع السياسات إرساء مستقبل أفضل وأجمل". 
 

Email