"كوتو ميسي" لباس تقليدي يبعث رسائل في جناح "سورينام"

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأزياء التقليدية موروث وتراث وعادات تختلف في تفاصيلها وألوانها وطريقة حياكتها وأسلوب لباسها من دولة إلى أخرى، ومن شعب إلى آخر، ليس هذا فحسب فبعض الشعوب قديما كانوا يستخدمونها كلغة تواصل فيما بينهم وإرسال الرسائل ذات المغزي لبعضهم البعض.
يستعرض جناح دولة سورينام الزي التقليدي الذي يطلق عليه اسم "كوتو ميسي" والذي احتفظت به نسائها لأكثر من 300 عاما، ويعني بالعربية "لباس المرأة"، لا يقف عند حد أنه يجسد كل ما يتعلق بالهوية الوطنية، خاصة إذا كان الموروث كينونة حية في نفوس وعقول الناس، فالتراث هو التاريخ الذي

يعيش فينا ونعيش فيه، وما وصل إلينا ممن سبقونا، أيا كان ذلك ماديا أو نظريا أو حتى سيكولوجيا وروحيا.

ولكن الزي التقليدي في سورينام تجاوز هذا المفهوم إلى لغة التواصل بين الناس آنذاك حين كان التواصل المباشر يشهد صعوبة بسبب العادات والتقاليد التي كانت تفرض عدم اختلاط الرجال بالنساء في ذاك الوقت، فضلا عن إمكانية إيصال الرسائل لبعض أفراد المجتمع عبر طريقة الثوب التقليدي. 

وتحكي كل قطعة في هذا الثوب قصة مختلفة حتى القبعة التي ترتديها المرأة والتي يطلق عليها "آنسة" باللغة السورينامية، إذا كانت مغلقة يعني أنها متزوجة فلا يقترب منها أحدا أما إذا كانت مفتوحة فهذا يعني أنها عزباء وأن المجال مفتوح لطلب يدها ممن يرغب بالزواج بها.

وكانت النساء في ذاك الوقت تبعث رسائل لمن ترغب، عبر ارتدائها الثوب بطرق مختلفة، على سبيل المثال إذا ارتدت القبعة بطريقة مائلة نحو اليمين فهي رسالة لصديقها بأنها ترغب في أن تقابله في المكان المفضل لديهما في هذا اليوم.

أما إذا ارتدت القبعة مائلة نحو اليسار وتمشي مختالة فهي رسالة لمن حولها بأنها تدري بأنهم يتناولن سيرتها بشيء سيء وأنها لا تهتم بما يتداولونه عنها.
العديد من الرسائل التي تحمل معاني ومغزى تريد المرأة التي ترتديه أن توصله لمن حولها من دون أن تنطق ببنت شفة فقد كانت طريقة ارتداء الثوب هي لغة التواصل بين المرأة وبين من حولها من أفراد المجتمع.

ويتميز الثوب التقليدي النسائي لسورينام بالحشمة نظرا التنوع الديني، واللغوي، والعرقي بها، وهو على شكل عباءة تشبه إلى حد كبير الزي التقليدي في ماليزيا، حيث يتألف من قطعتين ذات ألوان زاهية بالإضافة إلى القبعة.

Email