مثقفون: الإمارات والسعودية سد منيع في وجه العواصف

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، تنمو شجرة المحبة، فما بين الشعبين من روابط عميقة، ووشائج تاريخية، كفيلة بأن تروي هذه الشجرة، التي أينعت وعانقت السماء، فأصبح «الإماراتي سعودي.. والسعودي إماراتي»، وباتت الأخوة بينهما راسخة، نابعة من الرؤى والمواقف والتوجهات المشتركة للبلدين، والتي تصب في إطار دعم المصالح الثنائية وتعزيزها.

العلاقات بين الإمارات والسعودية ليست حديثة العهد، وإنما عميقة، ولها تاريخ عريق، تستمد أنفاسها من وجدان الشعبين، لذا لم يعد غريباً أن تتردد أصداء احتفالات الأشقاء في المملكة، بيومهم الوطني في فضاء الإمارات، حيث يرتبط البلدان بإرث عتيق، يتزين بالعز والفخر.

مناسبة جميلة

اليوم الوطني السعودي الـ 91، بدا مناسبة جميلة، عبر فيها عدد من الكتاب الإماراتيين عن عمق العلاقات بين البلدين، حيث أكدوا في حديثهم مع «البيان» أن قوة العلاقات بين الإمارات والسعودية قد انعكست بشكل إيجابي على المشهد الثقافي في البلدين.

وفي هذا السياق، أكد الكاتب علي عبيد الهاملي، مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام أن «العلاقات الإماراتية- السعودية تمثل نموذجاً فريداً من الانسجام بين شعبين تجمعهما عوامل مشتركة قل أن تجتمع لعلاقة أخرى»، وقال: «على رأس هذه العوامل يأتي الدين والتاريخ المشترك، وأواصر النسب والقربى، التي ربطت بين الشعبين الشقيقين على مدى التاريخ.

وقبل هذا كله يشكل الانسجام الكامل بين قيادتي البلدين الرابط الأكبر الذي يعطي هذه العلاقة زخماً وبعداً استراتيجياً كبيراً»، وتابع: «لقد شكلت المبادرات والمشروعات الثقافية المشتركة بين البلدين رافداً قوياً من روافد بناء هذه العلاقة.

وشهد التبادل الثقافي، مثل المعارض الأدبية والفنية والثقافية، خلال مسيرة العلاقات بين البلدين تطوراً ملموساً خلال السنوات الأخيرة، إذ شاركت الإمارات في الكثير من الفعاليات المقامة في السعودية، مثل مهرجان الجنادرية ومهرجان «سوق عكاظ» ومعرض «مسك للفنون»، ومعرض الرياض الدولي للكتاب.

كما شاركت السعودية في كثير من الفعاليات الثقافية والفنية، التي أقيمت في الإمارات، مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب، وفعاليات الدورة الأولى لمهرجان البردة في «معرض 421» بالعاصمة أبوظبي، وأقامت مجموعة من الفنانات الإماراتيات والسعوديات معرضاً فنياً مشتركاً في ندوة الثقافة والعلوم بدبي تحت عنوان «من أنت». وأشار عبيد إلى أن «الفعاليات المشتركة تدعم التاريخ الممتد للعلاقات الإماراتية السعودية، وتسهم في تعزيزها وترسيخها».

خصوصية أخوية

من جهتها، قالت الكاتبة صفية الشحي: بلا شك فإن ما يجمعنا مع الأشقاء في السعودية هو خصوصية أخوية تجلت من خلال المشترك التاريخي والسياسي والاقتصادي والثقافي، وبتقديري أن الأخيرة تلعب دوراً مهماً في تعزيز الروابط بين الشعبين من خلال مشروعات ومبادرات مشتركة، تعكس التجدد والتواصل على مستويات حضارية وإنسانية بأدوات الأدب والفن والتنمية المعرفية.

في حديثها، أشارت صفية الشحي إلى الدور الذي لعبته الفعاليات الثقافية في تعزيز العلاقات بين البلدين. وقالت: الفعاليات ذات الأثر المتجذر في الفعل الثقافي مثل الجنادرية وسوق عكاظ ومهرجان البردة ومعرضي الرياض الدولي للكتاب والشارقة الدولي للكتاب وغيرها، هي عبارة عن منصات لتبادل الفكر ونشر الوعي حول القيم الفنية والثقافية المشتركة.

وقد أسهمت في الدفع باتجاه حراك معرفي، يشجع الشباب على الانخراط في الحياة الثقافية كونها إحدى ركائز المستقبل، مبينة أن هذه الفعاليات أصبحت بمثابة، مساحات خاصة لتفعيل المشاركة الشعبية في جميع الأحداث، التي ينظمها البلدان، الأمر الذي يسهم في توثيق أواصر التواصل والجيرة.

علاقات راسخة

وقال الكاتب والإعلامي وليد المرزوقي: «عندما تكون العلاقات راسخة وقوية بين أي بلدين، تنعكس بشكل إيجابي على الثقافة بكل أنواعها وصنوفها، والعلاقات الثقافية بين الإمارات والسعودية قوية جداً وحتى الإعلامية أيضاً، وهذا نابع من حرص قيادة البلدين على ترسيخ هذه العلاقات وتعميقها بين الشعبين»، وتابع:

«الاحتفاء باليوم الوطني السعودي أصبح بمثابة مناسبة عزيزة على قلوبنا، تعكس مدى عمق العلاقات بيننا، والتي بنيت بشكل أساسي على المحبة»، ونوه المرزوقي بأن قوة العلاقات هذه انسحبت أيضاً على التبادل الثقافي بين البلدين، وقال:

«بالنسبة لي أذكر أنني شاركت في العديد من المناسبات الثقافية التي عقدت في المملكة العربية السعودية، كما زرت المملكة ضمن وفد إعلامي من قناة سما دبي، بهدف تغطية فعاليات اليوم الوطني السعودي في 2018، حيث تلمست حينها مدى صلابة العلاقة بين البلدين»، وأكد أن وجود الكتاب السعوديين في المشهد الثقافي الإماراتي ملموس.

سد منيع

من جانبه، وصف الكاتب والإعلامي هزاع الشحي العلاقات بين البلدين بـ«سد منيع». وقال: «لقد جعلت الإمارات السلام أساس التواصل مع جميع دول العالم، وبلا شك فإن الروابط الأخوية التي تجمع الإمارات والمملكة العربية السعودية، جعلت منهما سداً قوياً منيعاً يصون الدولتين، بقوة عالية لا يمكن أن تضعف».

وأشار إلى أن الإمارات والسعودية أصبحتا تشكلان معاً نموذجاً استثنائياً للأخوة الراسخة، وقال: «ليست المصالح المشتركة هي التي تجمع البلدين فقط، وإنما هناك حبل اجتماعي متين بينهما، الجميع فيه يسير على نهج المحبة، الذي يشكل أساس الصلة بين الإمارات والسعودية»، مضيفاً:

«العلاقات بين البلدين قوية، لا يمكن للعواصف أن تهزها، تجمعهما نظرة بعيدة المدى، مضمونها استشراف المستقبل، وبتقديري أن في ذلك يكمن السر، خصوصاً أن العلاقات تزداد مع مرور الوقت تلاحماً، وما يعززها هو وجود مسيرة حافلة بالإنجاز والعطاء والعمل الإنساني».

استقرار

أكد هزاع الشحي «إن الروابط الأخوية بين البلدين أسهمت في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها، وزاد من وتيرة النجاحات والأعمال الاستثنائية التي حققتها الدولتان على مر الزمن بفضل قيادة البلدين، التي تحظى بتقدير المجتمع»، مستشهدًا بقول الأمير خالد الفيصل: إن «السعودي إماراتي.. والإماراتي سعودي»، قائلاً: «هذا هو واقع البلدين، الذي نعيشه اليوم، بفضل من الله سبحانه وتعالى، ثم قيادة البلدين الحكيمة».

Email