باحثة إماراتية تدعم الأمن الحيوي بدراسات علمية متخصصة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتوالى إنجازات أبناء وبنات الإمارات لترسم خريطة للسبق في كل المجالات. وفي قائمة المبدعين زليخة الحمادي، مديرة قسم المايكروبيولوجي والبيولوجيا الجزيئية بالإنابة ومحللة رئيسة في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، التي تعد من أوائل الشابات الإماراتيات اللواتي التحقن بركب الإرادة، والسير قدماً لرفع راية الوطن عالياً، إذ تخصصت في مجال تكنولوجيا المختبرات الطبية وهو تخصص فني مبتكر يدعم منظومة الأمن الحيوي من خلال الاستجابة لمختلف طوارئ الأوبئة.

كما أنه يدعم مفهوم الصحة العامة، ويساهم في بناء خط دفاع قوي للتصدي للأمراض المختلفة والوقاية منها، من خلال الاطلاع على مختلف التقنيات والفحوص المستخدمة للكشف عن المسببات المرضية، هذا بالإضافة إلى كونها تعمل في حقل حيوي مهم يعد إحدى دعائم العملية التشخيصية والعلاجية للخدمات البيطرية في إمارة أبوظبي.

فحوص دقيقة

وأسهمت الحمادي في تحقيق إنجاز مهم لدعم الأمن الحيوي في إمارة أبوظبي، إذ قامت بتفعيل عدد من فحوص البيولوجيا الجزيئية بتقنية تفاعل «البلمرة المتسلسل الحقيقي» و«تفاعل البلمرة المتسلسل» لعدد من الفيروسات من درجة الخطورة الثالثة والرابعة، ما ساهم بشكل فعال في رفع كفاءة الاستجابة لطوارئ الأمراض، وكذلك بادرت بفكرة إنشاء بنك «للبادئات الحيوية» الذي بدوره يضمن الاستجابة السريعة لمختلف البؤر الوبائية من خلال استخدام البادئات التي تم تخزينها في البنك لتفعيل الفحص بشكل فوري وسريع، ولشغفها الكبير بالبحوث العلمية التخصصية، ساهمت في إثراء مجالات المختبرات الطبية بــ6 بحوث علمية متخصصة.

وحظيت الحمادي بفرصة للاطلاع على التقنيات المستخدمة في زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية من خلال حصولها على منحة اطلاعية لمركز دانة فاربر للسرطان Dana Farber Cancer Institute سنة 2006 من كليات التقنية العليا، إذ اطلعت على تقنيات استخلاص الخلايا الجذعية من المتبرعين وكذلك تقنيات استخلاصها وتنقيتها وتركيزها في المختبرات ومن ثم نقلها إلى مريض السرطان بغرض العلاج.

ولم ينتهِ الطموح عند هذا الحد، بل واصلت رحلتها الحثيثة، إذ إنه لتميزها حصلت على منحة للتدريب في أحد مستشفيات هارفرد ببوسطن - أمريكا في مجال تقنية زراعة الخلايا الجذعية ونخاع العظم، كما بادرت وشاركت في تفعيل العديد من الفحوص المخبرية التخصصية في مجال تشخيص البكتيريا، والفيروسات والطفيليات باستخدام التقنيات والتكنولوجيا الحديثة.

بالإضافة إلى تحليل العينات عالية الخطورة من الدرجة الثالثة والرابعة، وهذا بالإضافة إلى مشاركتها ضمن خط الدفاع الأول في مكافحة جائحة كورونا من خلال تفعيل فحص التشخيص المختبري للفيروس وتحليل العينات البشرية عام 2020، والمشاركة في برنامج المسح الوطني لـ«كوفيد-19» لعينات الحيوانات ومنتجاتها والأسطح والأسماك والعينات الزراعية لتعزيز منظومة الأمن الحيوي العام الماضي، كما ساهمت في الإعلان عن مختبر الوثبة مختبراً مرجعياً وطنياً لمرض حمى قرم الكونغو النزفية وفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية من خلال تحليل العينات عالية الخطورة.

فرص استثنائية

وتؤمن الحمادي بأن التحديات ما هي إلا فرص استثنائية على أرض التفاني، قائلة: من أهم التحديات التي واجهتني في المهنة تطبيق الدراسة العلمية، وخصوصاً أن الدراسة كانت تتمحور حول تكنولوجيا المختبرات الطبية للأمراض البشرية أو المشتركة فقط، فكان من المهم أن أعمل على تطبيق معارفي التي اكتسبتها في سنوات دراستي وعملي في المختبرات الطبية في المجال البيطري.

ولذلك عملت وبشكل مكثف على صقل هذه المهارات من خلال خبرة الزملاء والقراءة والاطلاع وحضور الدورات التدريبية التخصصية، كما أن عملي مدة 14 سنة متواصلة أكسبني خبرة عميقة في مجال المختبرات ومنها 3 سنوات في مجال المختبرات الطبية و11 سنة في مجال المختبرات البيطرية، وحصلت على مجموع 54 شهادة تدريبية في مجال التخصص، منها شهادات الدورات التخصصية في مجال زراعة الفيروسات وإنتاج المواد المرجعية والبنك الحيوي.

Email