الإمارات وفرنسا.. صداقة وتعاون استراتيجي في جميع المجالات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقدمت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا خطوات كبيرة، خلال السنوات الأخيرة، في إطار الشراكة الاستراتيجية بينهما، لتتخطى العلاقات الثنائية الجوانب الثقافية، إلى القطاعات العسكرية والسياسية والتعليمية والقانونية والتعاون في مجال الآثار والطاقة والسياحة والقطاع الطبي وغيرها، فيما تلتزم كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فرنسا بتعزيز روح التعاون الدولي، والسعي لتحقيق الاستقرار والأمن والازدهار في جميع أنحاء العالم، فتميزت العلاقة بالصداقة طويلة الأمد، والتعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات.

وبذلت قيادتا البلدين جهوداً كبيرة خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات الثنائية، بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين، ووصلت العلاقات الثنائية إلى مستوى متميز، أدى إلى بناء شراكة استراتيجية تعمّقت عبر نسج علاقات شخصية بين القادة في أعلى قمة السلطة في دولة الإمارات وفرنسا.

وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد مرور عام على ولادة اتحاد الإمارات في العام 1971، حيث بادرت فرنسا بتعيين أول سفير لها لدى دولة الإمارات بول كارتون بتاريخ 19 أبريل 1972، وكان في الوقت نفسه سفيراً لدى الكويت، كما عيّنت دولة الإمارات في الفترة نفسها أول سفير لها لدى فرنسا، مهدي التاجر، والذي كان في الوقت نفسه سفيراً لدى المملكة المتحدة. 

أهمية 

واكتست الزيارات المتبادلة، التي يقوم بها كبار المسؤولين في البلدين أهمية خاصة لا سيما أنهم يتناولون خلالها الملفات الساخنة في المنطقة، ما يضفي على هذه العلاقات طابعاً مميزاً يدفعها إلى مستوى متقدم من التفاهم المشترك حيال القضايا السياسية العالمية والإقليمية، وتنسيق مواقف الدولتين حولها في المحافل الدولية.

وبعد التطور الذي شهدته العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية، والتي أدت حتى يومنا هذا إلى إبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم في شتى المجالات، منها اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية الخدمات الجوية، والتي تكللت بافتتاح فرع جامعة السوربون، وإنشاء متحف اللوفر في أبوظبي.

وبحسب الخارجية الفرنسية، تحتلّ الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثانية من بين الأسواق التجارية لفرنسا في الخليج العربي، إذ بلغت قيمة الصادرات الفرنسية إلى الإمارات 3.3 مليارات يورو، وبلغ حجم المبادلات التجارية الثنائية 4.8 مليارات يورو في عام 2019، مسجلاً ارتفاعاً بعد خمس سنوات متتالية من التراجع المستمر، وتتنوّع الصادرات الفرنسية إلى الإمارات، وتشمل القطاعات المصدّرة الثلاثة الرئيسة، التي تمثّل 70% من المبيعات الفرنسية، سلع الإنتاج، والمواد الكيميائية والعطور ومستحضرات التجميل، وأخيراً الأنسجة والملابس، وبالمقابل تستحوذ المحروقات على الحصة الأكبر من واردات فرنسا وتُقدّر بقيمة 1.5 مليار يورو، وتحتضن الإمارات حالياً أكثر من 600 فرع للشركات الفرنسية.

وانطلاقاً من الإنجازات الكبرى، التي حققتها الدولتان معاً خلال السنوات العشر الماضية – ومنها افتتاح متحف اللوفر أبوظبي وجامعة السوربون أبوظبي، واتفاقية الدفاع المشترك عام 2009 - فقد أعرب الطرفان عن عزمهما تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتحقيق المزيد من التطوير المتبادل، عبر تحديد أهداف ومبادرات مشتركة جديدة.

كما أثنى الطرفان على الجهود المستمرة لتعزيز التبادل والتعاون الثنائي بين البلدين في مجالات العلوم الحديثة والفضاء والبحوث والتطوير والصناعات الثقافية والإبداعية.

وأشاد الطرفان بالتقدم الذي أحرزته دولة الإمارات في برنامج الطاقة النووية السلمية، والتشغيل التجاري لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية، حيث أعربا عن رضاهما تجاه التقدم ومستوى التعاون في مجال الطاقة النووية، والذي تضمن التوقيع مؤخراً على الاتفاقية الاستراتيجية للصيانة والدعم الهندسي بين شركة «فراماتوم الفرنسية»، وشركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية.

5700 شركة

ويبلغ عدد الشركات الفرنسية المصدرة للإمارات 5700 شركة من ضمنها 60% من الشركات المتوسطة والصغيرة، وتحتضن دولة الإمارات أكبر جالية فرنسية مغتربة في بلدان الخليج العربي، وتضمّ أكثر من 25 ألف فرنسي مسجّلين في سجل الفرنسيين المقيمين في الخارج، وتتخذ قنصلية فرنسا العامة من دبي مقراً لها ـ وفق وزارة الخارجية الفرنسية.

وستحظى فرنسا بجناح خاص بها بعنوان «الضوء والأنوار» في المعرض العالمي «إكسبو 2020 دبي»، والذي سيفتح أبوابه في الأول من أكتوبر 2021، وسيمثّل الجناح، في المساحة المخصصة للتنقّل، واجهة الرؤية والمهارة الفرنسيتين على الصعيد الدولي.

كلمات دالة:
  • فرنسا ،
  • الإمارات
Email