الطب البيطري.. كوادر نسائية تقتحم الحقل بشغف وعطاء لدعم الأمن الحيوي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بين عطاء الممكن وإتقان اللاممكن تكمن معادلة مميزة، فهذا ما يفرضه تخصص استثنائي ومميز كالطب البيطري، الذي كان شغف إماراتيات طموحات، خلقن مساراً مغايراً لِيَكُنَ ضمن خطوط الدفاع الأولى لتمكين الأمن الحيوي والغذائي في إمارة أبوظبي، التي تحتضن أكثر من 3.5 ملايين رأس من الثروة الحيوانية.

«البيان» التقت طبيبات بيطريات مواطنات مميزات، في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، أكدن أن الشغف والطموح ومواصلة البحث العلمي المتقدم، ثلاثية الوصول لقمة العطاء، رغم التحديات، التي تواجههن في المهنة.

من جهتها، أشارت الدكتورة حمدة خلفان العلوي، طبيبة بيطرية (جراحة)، وخريجة أول دفعة طب بيطري في جامعة الإمارات، أن الثروة الحيوانية إحدى أهم الركائز الأساسية للأمن الغذائي بإمارة أبوظبي، مؤكدة أن تخصص الطب البيطري أحد أهم التخصصات الحيوية، ويعتبر من الخطوط الدفاعية الأولى لصحة وسلامة الحيوان والإنسان والأمراض المشتركة بينهم، ويلعب دوراً بارزاً في تعزيز الأمن الغذائي، من خلال زيادة إنتاجية الثروة الحيوانية، وتؤمن حمدة بأن الطموح ليس له سقف، كما أن خدمة الدولة، من خلال تعزيز صحة الثروة الحيوانية هو أمر بالغ الأهمية، وعليه شاركت في بحوث علمية عدة في ما يخص مجال الطب البيطري، والتحقت بحلقات دراسية متخصصة بعلم الأوبئة في جامعة نيوزيلندا.

خبرات

وأكدت الدكتورة رحمة عبيد آل علي، طبيبة بيطرية، خريجة جامعة الإمارات، أن اكتساب الخبرات العالمية في مجال الطب البيطري يخلق بنية علمية محكمة، حيث تدربت في مخيم الطفيليات في رومانيا، كما تلقت تدريبها العملي في جمهورية التشيك في علم الطفيليات وعلم الأمراض والتشريح، كما تدربت في جمهورية المجر لمدة 6 شهور في مجال الباطنية والجراحة للحيوانات الكبيرة والصغيرة، كما اكتسبت خبرة في اليونان في مجال الحيوانات الكبيرة لمدة ثلاث شهور.

وأكملت آل علي رحلة تدريبها داخل الدولة في العديد من الجهات الرائدة مثل عيادة زعبيل للصقور، وبلدية أبوظبي، وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية في مجال العلاج والجراحة، والمختبرات في مدينة العين، وشاركت في سباقات القدرة للخيول في أبوظبي ودبي.

عطاء

وتؤمن آل علي بأن من يمتلك الشغف سيستطيع أن يُدير دفة العطاء والتميز في أي اتجاه، مؤكدة أن «هناك بعض التحديات التي لا بد من مواجهتها، فأولاً العمل في مجال حيوانات المزارع يتطلب شجاعة وقوة ومهارة التحمل للعمل في هذا المجال الشاق، ويقال: إن العمل في هذا المجال هو للرجال، ونستطيع ملاحظة هذا الشيء في هذه الأماكن، فأغلب الموظفين أو الأطباء هم من الرجال، ولكن نحن كوننا طبيبات بيطريات يوجد لدينا القوة والدافع للعمل، وأهم صفة هي الرحمة في التعامل، والإحساس بالمسؤولية تجاه أي حيوان نقوم بمعالجته، وكما أرى في عملي وزميلاتي أننا نعمل بجهد وساعين للتطوير، وأن النساء بشكل عام يستطعن العمل في أي مجال والإبداع فيه، فنحن نعمل داخل العيادة، ونقوم بزيارة العزب أيضاً، نعمل مع الإبل والأغنام والأبقار بشكل يومي، ونواجه الكثير من المخاطر، ولكن ذلك لا يقف عائقاً أمامنا، بل نتعلم كيف نواجهها بالشكل الصحيح، وتطبيق ما تعلمناه في كيفية التعامل مع الحيوانات الكبيرة. وأرى أن المرأة تستطيع العمل تحت أي ظرف».

وبين تحصيل علمي في جامعة الإمارات، وتدريب مكثف في جامعة بودابست، ومستشفى الجِمال في إمارة دبي، رأت الدكتورة مريم الشحي، طبيبة بيطرية، أن هذا التخصص يحافظ على صحة الإنسان أيضاً، الذي يستهلك لحوم هذه الحيوانات، فالطبيب البيطري يقوم بدور كبير في حماية الإنسان من انتقال الأمراض والأوبئة من الحيوان للإنسان، ومن بينها لحوم الدواجن والمواشي والأغنام والإبل، فقبل أن يتناول الإنسان اللحوم تمر على الطبيب، الذي يفحصها ويقر السليمة ويرفض المريضة.

تحدٍ

أكدت الدكتورة حمدة خلفان العلوي أن تخصص النساء في هذا المجال تحدٍ بحد ذاته، لا سيما أنه تخصص جديد في الدولة، إلا أن حب المهنة والإخلاص أثبت أن المرأة الإماراتية قادرة على مجابهة التحديات وتحويلها إلى فرص، وقالت حمدة: «من التحديات الأخرى التي يفرضها الطب البيطري، التعامل الدقيق مع المئات من الحيوانات وجرعات الدواء المناسبة لها والتشخيص، ولذلك فإن مواكبة الدراسات والأبحاث العلمية الدولية، التي من شأنها تحديث المعلومات الطبية، لمواكبة العلم في مجال الطب البيطري، والتعرف على أحدث الإجراءات أو العلاجات في هذا المجال، هو غاية ما نصبو له لتحقيق دور فاعل في خدمة وطننا الغالي».

Email