هدوء الرياح وبخار الماء وراء الضباب الذي يسود الدولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال المركز الوطني للأرصاد إن ظاهرة الضباب تعد من الظواهر الجوية المؤثرة، ولها تأثير كبير على مدى الرؤية الأفقية وهي ظاهرة مائية بالدرجة الأولى، لأن سبب تكوّنها هو توفر بخار الماء في الغلاف الجوي بكميات كبيرة، وتحدث نتيجة هدوء الرياح وتوفر كمية كافية من بخار الماء في الجو، ووجود نوات التكثيف والليل الصافي وكذلك وجود التبريد على الأرض أو الطبقات السفلى.

وأشار إلى أن الضباب ينشأ عند تدفق الرياح الشمالية الغربية من فوق بحر الخليج العربي في ساعات المساء واستمرارها أثناء الليل باتجاه اليابسة وعندما تستقر الرياح يتكثف بخار الماء ويظل عالقاً في الجو ويتمدد إلى مناطق واسعة كما حدث في الأيام الثلاثة الماضية، حيث غطى الضباب مناطق كبيرة في أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة، لافتاً إلى أن وجود المرتفعات الجوية في طبقات الجو العليا المصاحبة لمرتفعات سطحية تساعد أيضاً في استمرار حالة الضباب والرطوبة المرتفعة.

وأضاف المركز الوطني للأرصاد أن شهر سبتمبر يعد الشهر الأخير من شهور الصيف، وتبدأ معه درجات الحرارة في الانخفاض التدريجي خصوصاً أثناء الليل والصباح الباكر وخلال النصف الثاني منه، ويبدأ فصل الخريف فلكياً في 23 سبتمبر بتعامد الشمس على خط الاستواء ثم بعد ذلك تتجه ظاهرياً جنوباً نحو مدار الجدي، وتزداد نسبة الرطوبة والضباب في الهواء خلال هذا الشهر مقارنة بشهر أغسطس خصوصاً مع النصف الثاني منه، حيث يبلغ متوسط الرطوبة النسبية العظمى 77 % ونتيجة لذلك تزداد فرص تكون الضباب والضباب الخفيف على مناطق متفرقة من الدولة.

وبحسب المركز الوطني للأرصاد، توجد علاقة بين انخفاض درجات الحرارة وتشكل الضباب، حيث إن معدلات الضباب في الدولة تزيد خلال أشهر الشتاء «ديسمبر ويناير وفبراير»، مبيناً تزايد وتيرة الضباب في الساعات الأولى خلال الأيام الماضية بسبب حالة الطقس شديدة الاستقرار التي تسيطر على أجواء الدولة، حيث تضافرت كل العوامل المسببة لحدوث الضباب من هدوء الرياح وزيادة الرطوبة النسبية في الجو والسماء الصافية ومن ثم تشكل الضباب الكثيف على مناطق عدة.

وذكر المركز الوطني في حالة تسارع الرياح الشمالية الغربية يؤدي إلى عدم تشكل الضباب في الأماكن التي تتأثر بهذه الرياح النشطة.

وأشار إلى أن الفرق بين الضباب والضباب الخفيف هو توفر نفس العوامل اللازمة لتكون الضباب، والفارق الوحيد هو أن مدى الرؤية الأفقية في الضباب تكون أقل من 1000 متر أما الرؤية في الضباب الخفيف تكون ما فوق 1000 متر. 

والضباب عدة أنواع ويعتبر الضباب الإشعاعي أكثر أنواع الضباب التي تحدث على الدولة، ويحدث هذا النوع من الضباب عندما تفقد الأرض حرارتها بالإشعاع على صورة إشعاع طويل الموجة، حيث يفقد سطح الأرض حرارته بسرعة خلال ساعات الليل مقارنة بمياه البحر، إذ يبرد الهواء الموجود في الطبقة الملامسة لسطح الأرض بينما يكون الهواء الموجود في الطبقة الأعلى أسخن منه، مما ينتج عنه ما يعرف بطبقة الانقلاب الحراري السطحي والتي تعمل على استقرار طبقة الغلاف الجوي الملامسة لسطح الأرض وكذا انحصار بخار الماء المتواجد أسفل تلك الطبقة.

Email