> قدمت نموذجاً يواكب تطور الدولة في التعليم المستمر والذكي

الإمارات تحيي اليوم العالمي لمحو الأمية

رابعة السميطي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشارك الإمارات دول العالم اليوم احتفاله باليوم العالمي لمحو الأمية، والذي يصادف 8 سبتمبر من كل عام، مقدمة نموذج تعليم يحتذى به عالمياً خارجاً عن القالب التقليدي، المتعارف عليه بـ«تعليم الكبار ومحو الأمية»، عبر نظام متكامل ومستمر بخواص ذكية، تتواكب مع الطفرة الكبيرة التي حققتها الدولة على صعيد التعلم الذكي والرقمي والخدمات الذكية، وما وصلت إليه من علوم المستقبل، وتكنولوجيا العصر التي تأخذ دولتنا بمعطياتها، مستندة إلى ما تمتلكه من مقومات نجاح وأدوات حديثة للتقدم.

دعم

وأكدت الدكتورة رابعة السميطي المديرة العامة لمؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي في تصريح خاص لـ«البيان» أن دولة الإمارات كانت سباقة في دعم الجهود العالمية الموجهة لدعم التعليم على المستوى العالمي، والمساهمة في القضاء على الأمية وخاصة في المجتمعات التي تعد أقل حظاً في الحصول على خدمات التعليم وغيرها، وشكل الإنسان وتمكينه معرفياً وثقافياً أمراً مهماً من مرتكزات نهضة وتقدم مجتمع الإمارات.

وبينت أنه وفي ظل تسارع التطور التقني والرقمي عالمياً، بات تعريف محو الأمية مرتبطاً بالتنمية المستدامة للمجتمعات، وضرورة توطيد علاقتها بمختلف مصادر المعرفة بشتى أشكالها وصنوفها، لافتة إلى أن الاحتفاء باليوم الدولي لمحو الأمية في ظل الجائحة، أبرز أهمية تأقلم المجتمعات والمنظمات التعليمية مع المستجدات والعمل على ابتكار سبل تواصل معرفي تستجيب لمتطلبات وأولويات استدامة التعليم في الظروف كافة.

وأوضحت أن محو الأمية مفهوم متطور، ويتخذ أشكالاً عدة مع التقدم الكبير الذي تشهده المجتمعات على الصعد كافة، إذ ارتبط سابقاً بقدرة الإنسان على القراءة والكتابة، ومع برامج التعليم التي تقدمها الدول والجهات والمؤسسات العالمية، تم نسبياً ردم الفجوة في هذا السياق، لتظهر لاحقاً أوجه جديدة من الأمية أو الفجوات المعرفية التي انحسرت إلى جانب شكلها التقليدي في الممارسات الرقمية والقدرة على توظيفها خدمة لتقدم الإنسان، وبرزت كذلك أهمية استدامة عملية التعليم ليواكب الإنسان أدوات عصره ويواصل اكتساب المزيد من العلوم والمهارات.

برنامج

وتمكنت دولة الإمارات متمثلة بوزارة التربية والتعليم ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي من تحويل نظام «تعليم الكبار ومحو الأمية» إلى منظومة متطورة تستند إلى التعليم المستمر المتكامل ولم تكتفِ بهذا الحد، بل جعلتها منظومة ذكية، ارتكزت على 12 هدفاً قادها لتقديم مميزات مختلفة تساعد الدارس على استكمال رحلته التعليمية والعملية.

وارتكز برنامج «التعليم المستمر المتكامل الذكي» على المرونة في أوقات الدراسة، ومراعاة ظروف الدارس من ناحية العمر وطبيعة العمل، ويطبق البرنامج مبدأ التعليم الذاتي الموجه، ويوفر تعليماً حديثاً وعصرياً مستمراً لجميع الفئات، بغض النظر عن سن المتعلم، مع عدم ربطه بوقت محدد لإكمال المساقات التعليمية، وتمكين الإناث من الإسهام في قيادة التطوير المستقبلي من خلال تنمية المهارات الفردية المواكبة لرؤية دولة الإمارات، ويوفر للدارس خاصية التعلم عن بعد، عن طريق تقديم منهاج إلكتروني متكامل.

منهاج

ويضم البرنامج نظام الدراسة المنزلية الذي يدرس فيه الدارس منهاج وزارة التربية والتعليم ذاتياً، بدءاً من الصف السابع وحتى الصف الثاني عشر، وفقاً للمسار العام ومن دون التقيد بالحضور والانتظام بالدراسة، وعليه أن يتقدم للامتحانات وفق النظام المعمول به.

ويشمل برنامج التعليم المستمر المتكامل الذكي ثلاث مسارات تعليمية، المسار العام الأكاديمي وهو برنامج تعليمي للدارسات الراغبات في استكمال دراستهن في المسار العام للصفوف من 8-12، والمسار المهني التطبيقي وهو مسار تعليمي مهني للدارسين الذكور والإناث الراغبين في استكمال دراستهم من الصف (8 حتى 12) وفق مخططين:

مرحلة الإعداد تتراوح فترتها من 6 أشهر إلى سنة ونصف سنة (الصف الثامن والتاسع) على أن يجتاز اختبار القدرات الذي يؤهله للانتقال للصف العاشر، والمخطط الثاني مرحلة التطبيق التخصصي ويتمثل بدراسة إدارة الأعمال وفق متطلبات سوق العمل ومدته ثلاث سنوات تشمل الصفوف (العاشر والحادي عشر والثاني عشر).

أما المسار الثالث فهو مسار محو الأمية، وهو مرحلة موجهة لمحو الأمية لمن لا يمتلك أساسات اللغة والحساب من الذكور والإناث ويستهدف الدارسين في سن عشر سنوات فما فوق، ويقبل فيه كل من تجاوز عمره الحد الأقصى للقبول في التعليم العام والخاص ويغطي الصفوف من الأول إلى السابع على مرحلتين دراسيتين: المرحلة التأسيسية والمرحلة التكميلية.

Email