أكاديميون: حدث تاريخي يرسم استراتيجية الدولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد أكاديميون أن وثيقة مبادئ الخمسين حدث تاريخي، لأنها ترسم وتخطط لاستراتيجية الدولة في المجالات كافة، الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية والتنموية الداخلية، فدولة الإمارات لا تترك شيئاً للمصادفة، بل تخطط بحنكة واقتدار لمواصلة التقدم في المجالات كافة، وعلى جميع الصعد.

وعبر الدكتور عبد اللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، عن فخره بإطلاق حكومة الدولة لخمسين مشروعاً وطنياً رائداً تبشر ببدء مرحلة جديدة للدولة تمتاز برؤية استشرافية عالمية، أساسها الإيمان بالإنسان وبالطاقات والمواهب الشابة، كما أن هذه الانطلاقة للخمسين عاماً المقبلة تثبت من خلالها دولة الإمارات أن التحديات تقودها دوماً للإنجازات.

وأن هذا البلد سيبقى دوماً وجهة عالمية للمواهب والخبرات وبيئة مشجعة للاستثمار ونموذجاً رائداً في الاستعداد والجاهزية والأسبقية.

وأضاف الشامسي أن المبادئ العشرة التي وضعتها الحكومة للخمسين عاماً المقبلة، تعكس رؤية وطنية شاملة، ويبقى التعليم دائماً وأبداً ركيزة أساسية في أي رؤية ومرحلة من مراحل التنمية الوطنية بالدولة، فأحد المبادئ العشرة أكد على أن تطوير التعليم واستقطاب المواهب هو الرهان الحقيقي للحفاظ على تفوق الإمارات، وهذا المبدأ ما هو إلا نهج وقناعة راسخة قادت الإمارات للريادة في خمسين عاماً مضت.

ويبقى رهانها للخمسين المقبلة ولكل خمسينية جديدة، فإنسان الإمارات هو دائماً رهان الوطن وطاقته المحركة، لذا فإننا كمؤسسات تعليمية نلعب دوراً فاعلاً وأساسياً في التنمية الوطنية، وأساس هذا الدور هو الوعي بالرؤى الوطنية بكافة أبعادها وأهدافها، ووضع الاستراتيجيات والخطط التي تدعم ترجمة هذه الرؤى إلى واقع ملموس وبفكر وتطبيق إبداعي يتماشى مع الطموحات والآمال المعقودة على هذه المؤسسات.

رؤى

وذكر أن كليات التقنية دائماً تعكس في مخرجاتها رؤى القيادة وأهدافها في كل مرحلة، وتحرص على تخريج جيل يمتلك من المهارات والقدرات ما يمكنه من العطاء والتميز دعماً للتنمية، فالكليات عندما سعت لتمييز طلبتها ودعم فرص توظيفهم، عملت على تمكينهم من المهارات لإيمانها أنها أصبحت تنافس الشهادات الأكاديمية.

ولهذا نجحت في تخريج طلبة يتمتعون بمهارات الثورة الصناعية الرابعة من الاحترافية والرقمية، فخريج الكليات أصبح «الخيار الأول» لسوق العمل لتمتعه بالشهادات الاحترافية العالمية المتخصصة ليصبح قائداً في تخصصه وقادراً على إحداث فارق في مجال عمله، حيث منحت الكليات أكثر من 12 ألف شهادة احترافية عالمية حتى اليوم لطلبتها، وخرجت أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة يتمتعون بشهادات احترافية عالمية، إلى جانب شهاداتهم الأكاديمية.

وأضاف الشامسي أن الهدف لدى الكليات تطور ليتخطى التوظيف إلى مرحلة ما بعد التوظيف، تماشياً مع جهود الدولة في مجال تشجيع مشاريع الشباب وريادة الأعمال، ونجحت الكليات في تحقيق رؤية القيادة بالتحول إلى مناطق اقتصادية حرة توفر مساحات للطلبة لممارسة أنشطتهم الاقتصادية الإبداعية، وبالتالي تمكينهم من تطوير أفكارهم ورعايتها لتخريج شركات ورواد أعمال.

واليوم يوجد 2316 طالباً وطالبة ضمن برنامج «تطوير الشركات الناشئة» ونجحت الكليات في إطلاق 108 شركات ناشئة منها 26 حصلت على رخص لمزاولة نشاطها التجاري و 20 انطلقت وأخذت مواقعها في السوق.

وأكد الدكتور الشامسي أن الخمسين عاماً المقبلة تفتح المزيد من الأبواب والمساحات أمام الشباب لإخراج طاقاتهم والإبداع بفكرهم ومهاراتهم، وكليات التقنية تحمل رؤية للمرحلة المقبلة تتماشى مع الرؤى الوطنية للخمسين عاماً المقبلة، والتي تعتمد فيها على تعزيز نموذج التعليم المبني على المهارات والكفاءات، وتصميم برامج وتقديم خدمات تعليمية تلبي الاحتياجات الفردية للطالب وتراعي الموهوبين والمتميزين، وتطوير تكنولوجيا التعليم، وتخريج شركات ورواد أعمال للمستقبل، منوهاً أننا بحاجة اليوم لشباب وفتيات مستعدين لما هو أبعد من التوظيف، قادرين على تأسيس شركاتهم الناشئة، وخلق فرص عمل لغيرهم، ومساهمين في صناعة الثروة «Create Wealth»، فهؤلاء من سيدعمون تنمية الاقتصاد الوطني.

بناء

بدوره، أكد الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، الأثر الإيجابي لتنمية المواهب البشرية في إعداد وبناء نهضة الدولة، مشيراً إلى أن «مشروع 100 مبرمج» يومياً سيحد من نزف هجرة العقول البشرية إلى الغرب لتصبح دولة الإمارات هي المحضن لهذه العقول، الأمر الذي سينعكس حتماً إيجاباً على مستوى تقدم الدولة وبلوغ أهدافها من النواحي العلمية والاقتصادية وحتى الاجتماعية.

وأوضح أن أهمية البرنامج النوعي، والذي يعد ثمرة شراكة مثمرة بين «جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين» و«جامعة حمدان بن محمد الذكية»، تنبثق من كونه أول مبادرة وطنية من نوعها على مستوى الإمارات تستهدف تمكين المواهب الوطنية الناشئة من إتقان مهارات ترجمة الحاسوب التي تتفوق في أهمية إتقانها اليوم على أيّ من اللغات الحية.

وأضاف الدكتور العور أن نجاح البرنامج الوطني الفريد يأتي بمثابة دفعة قوية لجهود الجامعة لإرساء دعائم متينة لتنشئة جيل متمكن من أدوات التكنولوجيا لقيادة جهود صنع واستشراف المستقبل وفق متطلبات القرن الحادي والعشرين، ويمثل خطوة متقدمة على درب التحول نحو الذكاء الاصطناعي، كونه يستهدف تدريب الطلبة المواطنين الموهوبين.

حيث أثبت البرنامج على مدى الدورات الماضية أنه رافد محوري من روافد الاستثمار في العقول البشرية والمواهب الواعدة، انسجاماً مع الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي قال: «الإمارات دولة شابة وتبني مستقبلها اعتماداً على الشباب».

كما أكد الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، أن المشاريع العملاقة التي أعلن عنها تؤسس لمرحلة متقدمة من التطور والنمو في كافة المجالات، لا سيما قطاع التعليم العالي الذي يعد قاطرة تلك المشاريع المعلن عنها، مبيناً أن مستقبل التعليم والتعلم سيتغير خلال الفترة المقبلة، حيث سيعتمد بشكل كبير على استقطاب المواهب، والذي يعد موضوعاً رئيسياً في التقدم العلمي.

إضافة إلى استخدام التكنولوجيا في كافة المجالات الأكاديمية، ما يستوجب على المؤسسات التعليمية إعادة النظر في خططها الاستراتيجية والاستثمار بشكل كبير في التكنولوجيا، والذي لا يقتصر على تحديث البنية التحتية التقنية فحسب، بل يشمل إعادة صياغة توصيف المساقات وتحديث البرامج الأكاديمية بشكل جذري لتتناغم مع التعلم (عن بعد) أو التعلم الهجين أو التعلم المعكوس أو التفاعلي وغيرها من طرائق التعلم الحديثة (غير التقليدية).

والتي تعتمد على مشاركة الطالب وتفعيل دوره في العملية التعليمية لزيادة التحصيل العلمي، أساسه نظم تكنولوجيا المعلومات كوسيلة لتوصيل المعلومة بشكل افتراضي، سواء أكان ذلك تزامنياً أو غير مباشر عن طريق المحاضرات المسجلة مسبقاً.

توجهات

وأكد الدكتور عواد الخلف، القائم بأعمال مدير الجامعة القاسمية، أهمية توجهات قيادة الدولة نحو الخمسين عاماً المقبلة، مشيراً إلى أن هناك عدة مرتكزات ترسم مستقبل التعليم العالي في دولة الإمارات خلال الخمسين المقبلة، وتندرج ضمن الخطة الاستراتيجية للجامعة، والتي تلبي تطلعات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس الجامعة القاسمية، في العديد من المجالات، لا سيما ما يتصل بمواصلة التطور الدائم ومواكبة مختلف التقنيات وأرقى البرامج، والتي تعد من أولويات الجامعة القاسمية.

وأوضح الخلف أن تلك البرامج تشمل التعلم الذكي والتعلم عن بعد باستخدام البرامج المتقدمة مع اطلاع أعضاء الهيئة الأكاديمية لمواكبة المستجدات التكنولوجية وإرساء منظومة التعلم الجامعي القائم على المشاريع، مع إيلاء منظومة الاختبارات الأهمية كونها تعنى بمهارات الطلبة، إلى جانب التأكد من حصول كل طالب على مستوى الدعم والرعاية التي تلائم احتياجاته الفردية.

وأشار إلى أن خطة حكومة دولة الإمارات الاستراتيجية تهدف إلى تأهيل جيل يتمتع بأعلى المستويات العلمية والاحترافية والقيم الأخلاقية لرفع مكانة الدولة لتكون الأفضل في العالم،.

ولتحقيق ذلك لا بد من ترسيخ القيم الإنسانية، والهوية الوطنية والأخلاقية والإيجابية، لافتاً إلى أن الجامعة القاسمية تبنت أفضل وسائل التعلم لتوفير تعليم مستقبلي عالي الجودة مدى الحياة يجعل من خريجي الجامعة سفراء لها في أوطانهم بمختلف دول العالم، في ظل استقطابها المئات من الطلبة مع كل فصل دراسي، ما يمهد الطريق لعقول منفتحة مطّلعة على العالم وعلماء وباحثين يخدمون مستقبل أوطانهم، ويساهمون في نهضتها كون ذلك من أحد أهداف وغايات تأسيس الجامعة القاسمية.

البحث العلمي

من جانبه أكد الدكتور حسام حمدي، مدير جامعة الخليج الطبية، أنه لتحقيق تعليم عال ذي جودة عالمية لا بد من الاهتمام بالبحث العلمي، والذي يعد من أهم الركائز التي سوف تدعم تلك المشاريع التي تحتاج باستمرار للبحث والتطور من أجل مواكبة المتغيرات السريعة التي تحدث في كافة المجالات، والتي أبرزها سوق العمل.

لافتاً إلى أن هناك الكثير من البرامج التي يجب إعادة النظر فيها – خصوصاً – الطبية منها، والتي يجب أن تبنى على القدرات والمهارات حتى يواكب الخريج متطلبات العصر، كما أنه لا بد للكليات من اعتماد التكنولوجيا الحديثة والابتكارات في مناهجها العلمية حتى تتمكن الجامعات من مواكبة الخمسين المقبلة، وحتى نجد خريجاً ناقداً ومفكراً ليس هدفه فقط الدرجة العلمية، بل رفع كفاءته التي تتماشى مع سوق العمل.

من جهته أكد الدكتور جلال حاتم، مدير جامعة أم القيوين، أنه لا بد من الارتقاء بمخرجات التعليم العالي في الجامعات الإماراتية لمواكبة التغيرات المتسارعة في التعليم العالي حتى تتماهى مع ما تنشده القيادة الرشيدة للدولة، كما أنه لا بد من ربط المعارف النظرية بالواقع العملي حتى يلامس الخريج الجامعي حقيقة الواقع.

لأن المحاضرات التي تعطى للطلبة وسط جدران القاعات ستظل معارف لا تجد تطبيقاً إذا لم يتم ربطها بالواقع، لافتاً إلى أن المسرعات الحكومية التي أطلقت من قبل لا بد لها من اهتمام متزايد من الجامعات من خلال نقل المعارف للطلبة، وتطوير البحث العلمي حتى لا تنحصر الجامعات في التعليم فقط من غير بحوث، وحتى تعالج البحوث موضوعات جديدة تهمّ البشرية.

إرادة

من جانبه أكد الدكتور حمدي الشيباني، عميد كلية الهندسة في جامعة أبوظبي، أن دولة الإمارات عزيزة ومتميزة بقادتها وإرادة شعبها، ومع دخول الخمسين عاماً الجديدة استشرفت القيادة الرشيدة ووضعت الأسس والمبادئ لهذه الفترة الزمنية، والتي أرادها القادة متقدمة ومتطورة، وإنها تستكمل الجهود الجبارة التي بذلت خلال الخمسين عاماً الماضية، وتضافرت بها جميع الجهود، بوضع دولة الإمارات بين مصاف الدول المتقدمة.

 

 

Email