الإمارات تحتفي باليوم العالمي لنقاوة الهواء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشارك دولة الإمارات، اليوم، دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء، الذي يصادف السابع من سبتمبر سنوياً.

وتمثل جودة الهواء في دولة الإمارات إحدى القضايا الرئيسية والأساسية، حيث تعمل وزارة التغير المناخي والبيئة مع شركائها في القطاعين الحكومي والخاص على تطوير الجهود الوطنية بوسائل وطرق مختلفة، تتركز في مجملها على الحد من مصادر التلوث عبر توظيف أحدث النظم والتقنيات وتطبيق أفضل الممارسات.

بما في ذلك وضع وتطوير المعايير الوطنية لتلوث الهواء ومراقبة الالتزام بها، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وزيادة استخدام الطاقات النظيفة في مختلف المجالات، واستدامة قطاع النقل، وتطوير شبكة مراقبة نوعية الهواء والاعتماد على التقنيات والحلول الذكية في رصد أنواع الملوثات. وتولي دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بالعمل البيئي، خصوصاً في ما يتعلق بجودة الهواء المحلي والمحافظة عليه من خلال بذل الجهود الرامية إلى تقليل نسبة التراكيز الملوثة للجسيمات العالقة فيه، والتي تندرج تحت قائمة المبادرات والمشاريع التي تبنتها وتعمل على تنفيذها وتطبيقها خلال المرحلة المقبلة.

وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية المعنية، حيث دشنت شبكة الإمارات لجودة الهواء مع 7 جهات حكومية، والتي تهدف إلى تحسين نوعية الهواء لخفض الانبعاثات من مختلف المصادر الثابتة التي تشمل المصانع ومحطات توليد الطاقة والمتحركة التي تشمل وسائل النقل، كما تعمل وزارة التغير المناخي والبيئة على إعداد الدراسات والمسوحات البيانية الخاصة بجودة الهواء، وذلك بالتعاون والاسترشاد بالمنظمات والمؤسسات المحلية والدولية كمعهد مصدر في أبوظبي ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من بيوت الخبرة.

جهود

وبحسب الدراسة السنوية التي يجريها مرصد نواء الأمريكي، فإن دولة الإمارات لم تتخط نسبة الـ 2,5 ميكرون لمنطقة الشرق الأوسط مقارنة مع الحد الأدنى للمواد الجسمية المسموح بها عالمياً، والتي تعادل 3.3 ميكرون، كما تعتبر نسبة الوفيات منخفضة جداً بسبب الملوثات الهوائية وفقاً للاستراتيجية الإقليمية للصحة والبيئة التي أعدتها منظمة الصحة العالمية، وهو ما يؤكد الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة إلى تحسين جودة الهواء المحيط باعتباره من المكونات المهمة المرتبطة بجودة الحياة التي أكدت عليها الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021.

والتي تهدف إلى تأمين جودة حياة عالية في بيئة مستدامة، حيث تولي دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بتحسين جودة الهواء من خلال تحقيق مؤشر جودة الهواء بنسبة 90 % بنهاية العام الحالي. وعملت الدولة على القدرات المادية والبشرية في مجال الرصد والمراقبة من خلال شبكة واسعة من المحطات المنتشرة في كل أرجاء الدولة، إذ يبلغ عدد محطات رصد نوعية الهواء في الوقت الحالي 54 محطة، إضافة إلى مجموعة من محطات قياس الغبار المتساقط في مواقع أنشطة الكسارات والمحاجر ومصانع الأسمنت، كما اهتمت الدولة بوضع الأطر التشريعية اللازمة لخفض انبعاثات الملوثات بهدف تحسين نوعية الهواء لضمان جودة حياة عالية في بيئة مستدامة.

استراتيجية وطنية

إلى جانب ذلك عملت الدولة متمثلة في وزارة التغير المناخي والبيئة على صياغة استراتيجية وطنية لجودة الهواء لما بعد العام 2021، تهدف إلى تحديد مسار العمل في المرحلة المقبلة ورسم خارطة طريق لقيادة وتنسيق جهود الجهات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص لرصد وإدارة جودة الهواء بفعالية، والتخفيف من التلوث من أجل حماية صحة الإنسان والنظم الإيكولوجية، وتشمل الاستراتيجية أربعة محاور: جودة الهواء الخارجي، جودة الهواء الداخلي، الضوضاء المحيط، والروائح، وترتكز هذه المحاور على ثلاثة أسس المراقبة، الإدارة والتخفيف.

منصة وطنية

أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة العام الماضي أول منصة وطنية لجودة الهواء، وجاء الإطلاق تزامناً مع اليوم العالمي لنقاوة الهواء تحت شعار «هواء نظيف للجميع»، وتهدف إلى إيجاد منصة مركزية موحدة تربط محطات رصد جودة الهواء المحيط الأرضية، وتعرض حالة جودة الهواء في الدولة لضمان سهولة الوصول للمعلومات الخاصة بحالة جودة الهواء لجميع الأفراد، بالإضافة إلى الاستفادة من هذه المعلومات بقطاعات متعددة مثل القطاع الصحي والقطاع الأكاديمي، وتتكون المنصة من مؤشر جودة الهواء، وشرح لدلالات الألوان، ونموذج التنبؤ بالغبار.

Email