كثيرات هن الفنانات الإماراتيات اللواتي أضأن بأعمالهن وألوانهن ساحات الفن التشكيلي واستفدن كثيراً من بريق التصوير الفوتوغرافي، فأضحت أسماؤهن لامعة ليس على مستوى الإمارات وحسب، وإنما الخليج والمنطقة أيضاً، وفي يوم المرأة الإماراتية، ها هو متحف الفن الخليجي، يحتفي بهن على طريقته الخاصة، من خلال تقديمه معرضاً جديداً بعنوان «المرأة الإماراتية» يجمع فيه أعمال 6 فنانات إماراتيات، يعبّرن فيها عن رؤيتهن الخاصة للمرأة الإماراتية.
عبر لوحاتهن المختلفة يضيء متحف الفن الخليجي، كل ليلة واجهة فندق إنتركونتيننتال فستيفال سيتي، ليقدم لكل أولئك الذين يجتمعون في كل ليلة أمام نافورة دبي فستيفال سيتي، نظرة خاصة عن أعمال وإبداعات الفنانات الإماراتيات، والتي تعبّر عن مدى ارتباطهن بجذورهن ومجتمعهن وأصالتهن.
مساهمات
«الإمارات دولة تتنفس الإبداع»، بهذا التعبير آثرت منار وشريفة الهنائي، مؤسستا متحف الفن الخليجي، الذي يعد أول متحف فني رقمي مخصص لعرض أعمال الفنانين والمصورين الفوتوغرافيين الخليجيين والمقيمين في الخليج، أن يبدآ حديثهما مع «البيان» حول هذا المعرض الذي يحمل عنوان «المرأة الإماراتية»، حيث أشارتا إلى أن يوم المرأة الإماراتية تمثل مناسبة جميلة. وقالتا: «يسعدنا الاحتفاء بهذا اليوم، والذي يبرز مساهمات وإبداعات المرأة الإماراتية في قطاع الفنون، وشغفها بالتصوير الفوتوغرافي، حيث منحتها الدولة كل ما تحتاجه من دعم لتعزيز إمكانياتها الخاصة، وهو ما يؤكد أن الإمارات دولة تتنفس الإبداع دائماً».
وأضافت منار وشريفة: «من جانبنا آثرنا الاحتفاء بهذه المناسبة على طريقتنا الخاصة، التي سعينا من خلالها إظهار أعمال وإبداعات المرأة الإماراتية، التي قمنا بجمعها في معرض رقمي خاص، يحتفي بالمرأة الإماراتية»، وأشارتا إلى أنهما عملتا بالتعاون مع دبي فستيفال سيتي، ولمدة أسابيع، على إنجاز العرض الرقمي على واجهة المبني الزجاجي. وقالتا: «استغرق اختيار هذه الأعمال عدة أسابيع، حيث كنا حريصات على إبراز ما تتمتع به هذه الأعمال من جماليات خاصة، وبلا شك إننا نفخر بهذا العرض الفني، وبأعمال الفنانات المشاركات، لا سيما وأن المعرض قد تم تنظيمه بالكامل بواسطة فريق نسائي إماراتي».
جمال
إبداعات 6 فنانات هن: فاطمة لوتاه، ونجوم الغانم، وسمية السويدي، وفاطمة الفردان، وميثاء الشامسي، وروضة المزروعي، اجتمعت لتضيء واجهة مبنى إنتركونتيننتال دبي فستيفال سيتي، في معرض مبتكر يستمر حتى 7 سبتمبر المقبل. على الواجهة تتألق لوحة «العروس» للفنانة الإماراتية فاطمة لوتاه، والتي عبرت من خلالها عن زينة المرأة الإماراتية التقليدية، في حين تحمل لوحة «المرأة والخيل» بصمات الفنانة روضة المزروعي، التي تدرس الفنون التشكيلية وتاريخ الفن حالياً بجامعة نيويورك أبوظبي، حيث تصف فاطمة اللوحة بقولها: «استلهمت لوحتي «المرأة والخيل» من جمال المرأة الإماراتية، وكذلك جمال الخيل العربي الأصيل، وقد أردت من خلال اللوحة إظهار مدى رقي المرأة الإماراتية، وما تتمتع به من ثقة بالنفس وقوة الشخصية».
وفي المقابل، تعرض فيه المصورة الإماراتية ميثاء الشامسي، عملها الفني «عيوتك والعتيم» الذي استوحته من قصيدة تحمل الاسم نفسه للأمير بدر بن عبد المحسن آل سعود، حيث تقول إن العمل يحتفي بـ «الجمال الإماراتي، الذي يتجلى بوضوح حين ترتدي المرأة الإماراتية الثوب والشيلة وتتزين بالذهب»، بينما تعرض المصورة والفنانة الإماراتية فاطمة الفردان، عملها «البطلة» الذي تصور فيه امرأة ترتدي ثوباً وبرقعاً وتتوسد السلاح، في تعبير عن قوة المرأة الإماراتية، حيث تصف فاطمة عملها هذا بأنه يمثل «قوة تمكين المرأة الإماراتية على أرض الواقع»، وتشير إلى أن هذا التمكين يمنحها القدرة على إثراء سرديتها الفنية الخاصة، علماً بأن معظم أعمال فاطمة الفردان تركز على المرأة باعتبارها عنصراً أساسياً في المجتمع، حيث سبق لها أن عرضت أعمالها في «معرض 421» بأبوظبي ومعهد الشرق الأوسط.
تعبير
الفنانة ومصممة الأزياء سمية السويدي التي عرضت أعمالها في فرنسا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وإسبانيا، إلى جانب بيع بعض قطعها الفنية السريالية في مزادات «دار كريستيز للمزادات» وصالة العرض الفنية المرموقة ساتشي غاليري في لندن، أكدت أن الفن يُمكنها من التعبير عن ما تشعر به من فخر بكونها فنانة إماراتية. وتقول: «أفتخر بأنني قادرة على تمثيل بلادي في العديد من المناسبات الوطنية والدولية»، وأضافت: «يمثل جمال المرأة الإماراتية ورقيها مصدر إلهام لي، وهي في أعمالي تشبهني كثيراً، وتعبر عن مشاعري وما كنت أمر به خلال الفترة التي عكفت فيها على إنجاز هذه الأعمال»، واصفة أعمالها بأنها «سريالية الطابع»، قائلة: «أعمالي عالم خيالي أنسج خيوطه كلما أردت الفرار من العالم الواقعي».