تمهيداً لانعقاد الدورة الـ10 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 26 سبتمبر

جواهر النقبي تستعرض 6 قواعد أساسية للاتصال الحكومي الناجح

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت جواهر النقبي مديرة المركز الدولي للاتصال الحكومي، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة أن العلاقة الشفافة القائمة على أسس راسخة من الثقة والمصداقية مع الجمهور، باتت تحدد قدرة المؤسسات والحكومات على البقاء والاستمرار في أداء وظيفتها، خاصةً بعد التحول الكبير الذي أحدثته وسائل التواصل والتقنيات الحديثة في ساحة الرأي العام والذي يتمثل بدرجة أساسية بتعدد مصادر المعلومات المتاحة للجمهور، واستعرضت النقبي 6 قواعد أساسية للاتصال الحكومي الناجح.

 وأشارت جواهر النقبي إلى أن الدورة العاشرة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي والتي ستعقد يومي 26 و27 من سبتمبر المقبل ستعيد تقييم مبادئ الاتصال الحكومي على ضوء التجربة السابقة وستدفع نحو تبني منهج الإستراتيجيات المرنة وذلك عبر استضافة صناع قرار ومختصين كان لهم دور مؤثر في مسيرة الاتصال عالمياً.

 وأوضحت النقبي أن عملية الاتصال الناجح وبشكل خاص الاتصال الحكومي ليس مجرد ردات فعل على ما تفرزه الحالة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في بلد ما بل يجب أن يتحول إلى عملية مدروسة وممنهجة تستند لجملة من القواعد والضوابط التي تمنح الاتصال قدرته على التأثير الإيجابي في رأي الجمهور مع مراعاة أهمية الإبداع والابتكار التي تعزز مرونة وتأثير القواعد الأساسية للإتصال. 

 واعتبرت النقبي أن أولى القواعد الأساسية للاتصال الناجح هي اعتماد منهجيات واستراتيجيات تمنح عملية الاتصال عوامل النجاح ودوافع الاستمرار إلى جانب استخدام الدراسات التي تتناول الحالة المزاجية للجمهور واحتياجاته وتطلعاته ومستويات الثقافة والتعليم والفئات العمرية في البلد مشيرة إلى أن كل عمل ناجح يستند إلى دراسات وتوقعات مسبقة وأن الاتصال الحكومي لا يتعامل مع فئة أو حالة أو حادثة واحدة بل يعد عملية مركبة ومتشعبة تتناول الكثير من القضايا المتداخلة في ذات الوقت ما يستوجب أن يتم التعامل معه كعلم واسع ومنظومة متكاملة وليس مجرد ممارسة مهنية عادية.

 و أكدت النقبي أهمية اختيار الوسيلة السليمة للوصول إلى فئات معينة للجمهور خاصة في ظل تعدد وسائل الاتصال ومصادر الحصول على المعرفة مشيرة إلى أن فرق الاتصال الحكومي قد تواجه صعوبة في الوصول إلى جمهور الشباب واليافعين على سبيل المثال عن طريق البيانات المكتوبة في الصحف والمجلات كونهم يتابعون بالأساس وسائل التواصل الاجتماعي - تويتر وفيسبوك وإنستغرام وغيرها من المنصات الحديثة ويهتمون بالطرق غير التقليدية في تقديم المعلومات منوهة في هذا المجال إلى أهمية أن تكون المؤسسات الرسمية والمتحدثون الرسميون حاضرين وبقوة على وسائل التواصل الاجتماعي سواء من خلال حسابات المؤسسات والهيئات أو من خلال حساباتهم الشخصية.

 وكشفت مديرة المركز الدولي للإتصال الحكومي أن ثورة التقنيات وضعت العالم أمام حقائق جديدة لا يجوز تجاهلها وفي مقدمتها حقيقة أن وسائل التواصل الحديثة أنتجت ما تسمى بظاهرة المؤثرين الذين يتمتعون بجمهور يصل إلى مئات الآلاف والملايين من المتابعين مناشدة فرق الاتصال الحكومي مواكبة هذه الظاهرة والعمل على تحويل المتحدثين الرسميين في مؤسساتهم إلى مؤثرين حقيقيين في ساحة الرأي العام.

 أما القاعدة الثالثة التي تناولتها النقبي فهي ضرورة تبني واستحداث أدوات لقياس الرأي العام والتعرف على أمزجة الجمهور معتبرة أن توجيه الخطاب للجمهور بدون معرفة دقيقة بالرأي العام ومزاج الفئة المستهدفة وتوقعاتها هو مغامرة مجهولة النتائج فالرسالة الموجهة قد لا تحدث الأثر المتوقع إلا إذا قدمت بطريقة ولغة ولهجة معينة تناسب المزاج العام السائد في تلك المرحلة.

 ومن أجل تجسيد هذه القاعدة أكدت النقبي أهمية إشراك متخصصين في مجالات العلوم الإنسانية والسلوكية والاقتصادية والاجتماعية إلى جانب خبراء في جمع وتبويب وتحليل البيانات في فرق الاتصال الحكومي الأمر الذي يمنحها الأدوات اللازمة لفهم وتحليل الرأي العام ووضع المنهجيات المناسبة لكل عملية اتصال.

 وبينت جواهر النقبي أهمية القاعدة الرابعة للإتصال الحكومي الناجح وهي العلاقة المباشرة القائمة على الحوار المتواصل مع مؤسسات المجتمع التي تمثل جميع الفئات بتصنيفاتها المختلفة فالعلاقة من خلال منصات التواصل مهما كانت مدعومة بالعلوم والأدوات لا تكفي وحدها للتعرف على الجمهور وتعزيز العلاقة بينه وبين المؤسسات والهيئات الرسمية.

 وأوضحت أن الحوار مع مؤسسات المجتمع يعد من أبرز وسائل الاتصال الناجح لأنه يعزز الشراكة الاجتماعية في تحقيق أهداف الاتصال الحكومي ويقرب المسافة بين المسؤول وجمهوره إلى جانب كونه الوسيلة الأنجح للوصول إلى وجدان الجمهور وخلق انطباعات إيجابية لديه حول الممارسات الحكومية للهيئات والمؤسسات فالجمهور كما وصفته يميل دوماً إلى الرغبة في التعرف مباشرةً على المسؤولين إلى جانب أنه يتأثر بشكل كبير بسماتهم الشخصية.

 وتابعت أنه من الصعب بناء الثقة وإثباتها ولكن من السهل فقدانها هذه المقولة التي يتفق عليها الكثيرون من الفلاسفة والحكماء هي واحدةٍ من أهم قواعد النجاح في الاتصال الحكومي مشيرة إلى أن بناء الثقة بفرق وإدارات الاتصال الحكومي لا يجب أن ينفصل عن مساعي بناء الصورة العامة للدولة والمجتمع كون المؤسسة الرسمية تشكل أحد أهم ركائزهما فالخلل الذي قد يطرأ على ثقة الجمهور بالاتصال الحكومي يؤدي بالنتيجة إلى علاقة سلبية بين الحكومات ومجتمعاتها ما يؤثر في قدرة الحكومات على إدارة الاتصال في أكثر الأوقات حساسيةً وهي أوقات الأزمات.

 وبينت أن بناء الثقة بالإتصال الحكومي عملية طويلة وتراكمية تبدأ بالتمسك الدائم بالمصداقية والشفافية والانفتاح على الرأي العام وتتطلب التخطيط المسبق وعدم التسرع أو الإرتجال من قبل فرق وإدارات الاتصال الحكومي وكشفت أن سر الاحتفاظ بثقة الجمهور هو انحياز المؤسسات الرسمية الدائم لمصالحه وتطلعاته بحيث تصبح المصلحة العامة هي البوصلة التي تقود الاتصال الحكومي في كافة المحطات والمراحل.

 وفي سياق حديثها عن القاعدة السادسة تناولت النقبي دور الإعلام المحلي والعالمي في دعم سياسات وتوجهات الحكومات التي تعبر عن مضمونها من خلال الاتصال الحكومي مشددة على أهمية إيجاد الصيغ المناسبة لبناء علاقات إستراتيجية مع الإعلام والإعلاميين حيث تعزز هذه العلاقات قدرة الحكومات في الوصول للجمهور وتسهم في تنويع منصات تواصلها معه.

 ونوهت إلى أن مهمة ترسيخ الشراكة مع الإعلام أصبحت أكثر أهمية في هذه المرحلة فالإعلام إما أن يكون شريكاً أو يكون نداً ومنافساً للمؤسسات الحكومية وهذه الحالة الأخيرة تتسبب في إرباك الجمهور نتيجة تضارب وتعدد مصادر حصوله على المعرفة.

 وأوضحت أن الإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة يمتاز بالوعي بمصالح الوطن والالتزام بتطلعات المجتمع حيث رسخ مكانته شريكاً تنموياً للمؤسسات الحكومية منذ بدايات مسيرة الدولة ما دعم التوجهات العامة والرؤى المستقبلية المشتركة وجعلها موجهاً للعمل الإعلامي وللإتصال الحكومي على حد سواء.

Email