قصص ملهمة

هدى حرقوص: دبي أصابتني بعدوى العطاء والإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

إعلامية وكاتبة في مجال الطفل، ولها إصدار في أدب الطفل بعنوان «بيضاء الغمامة وشجرة القطن». هدى حرقوص، التي تعيش مع أسرتها في إمارة دبي، وألهمتها البيئة والنشاط الثقافي في المدينة الإبداع والتميز في أدب الطفل، بعد أن عاشت تجربة في مجال الصحافة والإعلام في دبي أيضاً.. ساهمت البيئة الثقافية في دفعها نحو عوالم الثقافة والأدب بعد الصحافة والإعلام وتقول عن تجربتها..

«يقول رائد علم الاجتماع ابن خلدون «الإنسان ابن بيئته» من هذا المنطلق كان لا بد من أن أتأثر بالبيئة الثقافية الجميلة في دبي ولا سيما أنني أعيش فيها منذ ما يقارب 22 عاماً. وقياساً على المثل الشعبي «الحي يحييك والميت يزيدك غبن» فإن المبدع في بيئة غير مقدرة لجهوده سيصاب بالإحباط ويتراجع أداؤه، أما البيئة التي تحفز على الطموح والإبداع وتقدير الإنجازات مثل دبي فهي تصيب أي إنسان بعدوى العطاء والإبداع والتقدم».

تتعامل دبي مع الثقافة بوصفها قوة ناعمة وضرورية، موازية لأي قطاع أساسي في المجتمع ولكن بميزات مختلفة، فهي تعكس الوجه الحضاري للمكان، كما يمكن أن تواجه وتنافس وترتقي بالجهة التي تمثلها.

وما قدمته دبي للثقافة والمثقفين من تقدير، كسر الصورة النمطية السائدة لدى كثير من المثقفين حول عدم جدوى المجالات الثقافية في تحريك العجلة الاقتصادية أو تحسين حياة المثقف؛ فكان المثقفون أول من أهدتهم دبي إقامات ذهبية في لفتة تقديرية جميلة لاحتضان الكفاءات الإبداعية، كما قدمت الكثير من المهرجانات والتحديات والجوائز التي أعادت الكتاب والقراءة والترجمة والفنون والثقافة عموماً إلى واجهة الاهتمام العربي، مثل «موسم دبي الفني» و«تحدي القراءة العربي» إلى جانب الورش الثقافية التي تقام في مكتبات دبي العامة وغيرها.

على المستوى الشخصي، قادني اهتمام دبي بالطفولة إلى التركيز على البحث في هذا المجال، وتخصصت قراءاتي وبحوثي في الفترة الأخيرة حول التربية الثقافية، وأصدرت في عام 2018 قصة للأطفال بعنوان «بيضاء الغمامة وشجرة القطن» عبر «دار أشجار» الإماراتية ومقرها دبي.

حازت القصة تقديراً من وزارة التربية والتعليم نظراً للغتها العربية الرفيعة، وتم اختيارها لتكون ضمن المنهج التربوي للصف الأول مادة اللغة العربية. أما على المستوى العائلي فقد وصل أطفالي لمراحل متقدمة في «تحدي القراءة»، وكانا من العشرة الأوائل على مستوى دبي في إحدى دورات «التحدي»، فهذه الأجواء الثقافية على مستوى الإمارة ككل تجعل من الثقافة أمراً بديهياً في كل بيت.

ولم تخذل دبي المثقفين في أزمة «كورونا» التي عطلت أغلب دول العالم، فوجهت اهتمامها بهم إلى استضافتهم في أنشطة افتراضية، وكنت ممن قدموا العديد من الورش القرائية للأطفال من خلال المكتبات والمدارس في الدولة، وكذلك قدمت ورش عمل للكبار في التربية الثقافية. وكذلك الأمر كنت عضواً في لجان تحكيم في مهرجانات أدبية وآخرها جائزة العويس الثقافية «فئة أدب الطفل»، وأعكف حالياً على تأليف كتاب لأولياء الأمور حول تنشئة طفل مثقف.

Email