«الوطني للأرصاد»: نتائج واعدة في اختبار مواد التلقيح في أمريكا

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

أعلن المركز الوطني للأرصاد عن تحقيق نتائج واعدة خلال الحملة البحثية المنسقة التي نفذها في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار لاختبار فعالية المواد النانوية المبتكرة. 

وأظهرت الاختبارات الميدانية زيادة حجم القطرات في السحب الملقحة، الأمر الذي يشجع على إجراء المزيد من التجارب التشغيلية الدورية للحصول على حالات كافية للاختبار الإحصائي بما يفتح آفاقاً واسعة لتعزيز هطول الأمطار من خلال عمليات الاستمطار. 

وتم إجراء الاختبارات في ولاية تكساس الأمريكية بالتعاون مع مؤسسة غرب تكساس لتحسين الطقس، وذلك نظراً لمواءمة البيئة هناك لمثل هذه التجارب تجنباً للملوثات والهباء الجوي التي قد تؤثر على نتائج التجربة. 

وتعليقاً على نجاح الحملة، قال الدكتور عبدالله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية:

«إن نجاح هذه الحملة جاء ثمرة الجهود المتميزة التي قام بها المركز والتزامه الدائم بتسخير أدوات العلم والمعرفة والابتكار لمواجهة تحديات أمن المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة كمنطقة الخليج والشرق الأوسط. وقد حقق برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار منذ إطلاقه تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة إنجازات نوعية ساهمت في تحسين مؤشرات الدولة في مجال استدامة الموارد المائية». 

ومن جهتها قالت علياء المزروعي، مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار: «تؤكد النتائج التي حققتها حملتنا البحثية الأخيرة التزام دولة الإمارات بمعالجة التحديات الملحة التي يواجهها العالم من خلال الابتكار والبحث العلمي، كما تشجع هذه النتائج جميع المشاركين في هذا المشروع على مواصلة جهودهم المتميزة نحو تحقيق الأهداف المنشودة».

وفي الإطار ذاته، قام فريق بحثي بقيادة الدكتور لولين تشو، الحاصل على منحة الدورة الثالثة من برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار والباحث في معهد «هوا شين تشو انغ تشي» للعلوم والتكنولوجي في الصين، بنشر مقال حول محاكاة تأثيرات مواد التلقيح المختلفة على السحب وهطول الأمطار في دولة الإمارات.

وتوصل إلى أن المادة النانوية تحقق تأثيرات أفضل مقارنة بوسائل التلقيح الأخرى، خصوصاً في وجود التيارات الهوائية الصاعدة. كما أضافت الدراسة إلى أن هذه المادة النانوية تحقق نتائج إيجابية حتى في حالة الكتل الهوائية البحرية، حيث تكون مواد التلقيح الأخرى غير فعّالة.

وتمثل الحملة جهداً مشتركاً بين العلماء الحاصلين على منحة البرنامج للاستفادة من النتائج البحثية والقدرات المتاحة لديهم لتطوير تقنيات جديدة في مجال الاستمطار، حيث قامت البروفيسورة ليندا زو، الأستاذة في جامعة خليفة والحاصلة على منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار في دورته الأولى، بتطوير مواد تلقيح السحب باستخدام تقنية النانو، فيما يقوم الدكتور بول لوسون، الحاصل على منحة الدورة الثانية للبرنامج والباحث العلمي في شركة «سبيك» في الولايات المتحدة الأمريكية باختبار كفاءة هذه المواد. 

ويهدف مشروع البروفيسورة ليندا زو إلى تحسين فعالية تقنيات تلقيح السحب في زيادة هطول الأمطار من خلال هندسة الخصائص النانوية لمواد التلقيح لتسريع وإطالة عملية تكثيف بخار الماء، وهي مرحلة أساسية في تكون قطرات المطر.

ونجح المشروع في تطوير مركب يحتوي على مواد نانوية الحجم والحصول على براءة اختراع له بعد أن أثبت كفاءته في تعزيز هطول الأمطار أثناء دراسات النمذجة والتجارب المخبرية. كما توصل المشروع إلى التقنيات والإجراءات اللازمة لإنتاج هذه المواد بتكلفة مناسبة لتلبية الكميات المطلوبة لإجراء عمليات تلقيح السحب.

وتضمنت الحملة إطلاق 30 عبوة تحتوي على المواد النانوية المبتكرة أسفل قاعدة السحب، حيث قامت طائرة «ليرجيت» باختراق السحب على ارتفاع 300 متر تقريباً فوق قاعدة السحب خمس مرات قبل التلقيح وست مرات بعده.

Email