مؤسسة دبي للمستقبل تدعم مسيرة «سولافيو» نحو العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

توفر دبي، بفضل بنيتها التحتية المتطورة في مجال الطاقة، موقعاً مثالياً لاختبار تقنيات الطاقة بمختلف تحولاتها المستقبلية من الطاقة النظيفة والمتجددة، وتستقطب شركات ناشئة ومبتكرين مبدعين من مختلف أنحاء العالم لتطبيق أفكارهم الإبداعية في بيئات حيوية متكاملة، مثل برنامج مسرعات دبي المستقبل التابع لمؤسسة دبي للمستقبل، بما يخدم تطوير الحلول للتحديات الإنسانية الملحّة ويرسخ موقع دبي كعاصمة عالمية لاستشراف المستقبل وتصميمه وصنعه، وقدمت المؤسسة دعماً كبيراً للعديد من الشركات الناشئة التي حققتها تميزاً ونجاحاً كبيراً من بينها شركة «سولافيو» الشركة الهندية الناشئة المتخصصة في التقنيات المرتبطة بتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، التي انضمت عام 2018 إلى برنامج مسرعات دبي المستقبل، إحدى مبادرات مؤسسة دبي للمستقبل.

واستجابت الشركة الناشئة للتحدي الذي طرحته هيئة كهرباء ومياه دبي، والذي تطلب اختراع ابتكارات لتطوير قطاع أعمال الكهرباء والمياه باستخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة وإنترنت الأشياء.

منصة للفرص

وتضاعفت قيمة شركة «سولافيو» السوقية 140 مرة خلال العامين الماضيين، بعد نجاح مشروعها التجريبي في دبي، ما يجعلها إحدى أسرع الشركات الناشئة نمواً في مجال التقنية النظيفة في الهند، والأولى التي تشارك في حاضنات أعمال في ثلاث دول مختلفة هي الإمارات والهند وكندا. ولأن التصميم المعياري يضمن توافق الروبوتات مع أي هيكلية أو منطقة تثبيت أو حالة مناخية تقريباً، تبحث الشركة الآن في استخدام التقنية في تنظيف المباني الشاهقة وكذلك لأغراض زراعية وأمنية.

قصص نجاح

وقال عبد العزيز الجزيري، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، لــ «البيان»: إن النجاح البارز الذي حققته شركة «سولافيو» يشكل أحد عشرات قصص النجاح التي ساهمت المؤسسة بدعمها خلال الفترة الماضية من خلال مختلف مبادراتها ومشاريعها التي تعمل على تسهيل الشراكات بين رواد الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص والجهات الحكومية، وإيجاد صيغ متقدمة لمواجهة ما يحمله المستقبل من تحديات محتملة في القطاعات المختلفة.

وبناءً على نتائج المشروع التجريبي، يوفر الحل الذي طرحته «سولافيو» بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي أكثر من 200 ألف لتر من المياه لكل ميغاواط سنوياً، ويسهل صيانة الألواح الشمسية بتوفير الوقت والجهد، إلى جانب الحفاظ على توليد الطاقة الكهربائية بنسبة تزيد على 99.6%.

الذكاء بديل المياه

وبمرور الوقت، يتراكم الغبار والجزيئات الأخرى على الألواح الشمسية، ما يقلل كفاءتها بنسبة تصل إلى 40%، ويتطلب تنظيف الألواح بالطريقة التقليدية 1-3 لترات من الماء لكل لوح، وأشخاصاً يعملون في درجات حرارة شديدة، وكلفة تبلغ أكثر من 110 آلاف درهم لكل ميغاواط سنوياً، لذلك طوّرت «سولافيو» روبوتات لتنظيف الألواح الشمسية باستخدام تقنية التنظيف الجاف الفريدة لمواجهة ذلك التحدي والمحافظة على الموارد المائية، إذ لا يحتاج حلها النوعي المدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى قطرة ماء وينفي الحاجة إلى أي تدخل بشري، ويمتاز تصميم تلك الروبوتات بأنه قابل للتعديل والتحديث حسب الحاجة ليتوافق مع طبيعة الظروف الجوية وأي نوع من أنواع الألواح الشمسية وهياكل مساندها ومكان تركيبها (على سطح المباني أو مباشرة على سطح الأرض)، إضافة إلى كونها أخف بنسبة 40% من معظم أنواع الروبوتات الشبيهة والمتوفرة في السوق حالياً.

تنمية مستدامة

وتتقدم دولة الإمارات بخطى ثابتة نحو التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة تحقيقاً لرؤية قيادتها الرشيدة التي تولي اهتماماً كبيراً بالتنمية المستدامة بشكل يوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة، ويعزز الاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية. وفي إطار استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2025 تهدف دبي إلى إنتاج 75 في المئة من الطاقة الكهربائية التي تحتاجها من مصادر نظيفة بحلول عام 2050، ما يحول المدينة إلى مركز عالمي لإنتاج الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.

ولأن أشعة الشمس تسطع على أرض الدولة على مدار العام، تصبح الطاقة الشمسية التي تولدها الألواح الشمسية الكهروضوئية الطريقة الأمثل لتحقيق ذلك الهدف. وبرزت الدولة سريعاً كرائدة عالمية في مجال اعتماد حلول الطاقة الشمسية، ولديها حالياً ثلاثة من أكبر مجمعات الطاقة الشمسية في العالم، فضلاً عن أنها سجلت أرقاماً قياسية عالمية لأقل تكلفة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.

محرّك الابتكار

ومع أن مطوري مشاريع الطاقة الشمسية العملاقة ومشغليها يحظون بمعظم الشهرة الإعلامية في مختلف أنحاء العالم، تعمل شركات صغيرة متعددة خلف الكواليس لضمان استمرارية العمل والأداء الأمثل في المرافق.

 وتعد شركة «سولافيو»، الشركة الهندية الناشئة المتخصصة في التقنيات المرتبطة بتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، إحدى تلك الشركات.

Email