عائشة العبدولي لـ«البيان»: تداعيات التغير المناخي أظهرت أمراضاً مختلفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوضحت المهندسة عائشة العبدولي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنمية الخضراء والتغير المناخي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة لـ«البيان»، أن دولة الإمارات العربية المتحدة أولت قطاع الرعاية الصحية اهتماماً وتركيزاً خاصاً ساهم في توفير خدمات عالية الجودة لهذا القطاع وساعد على تحسين قدرته في التعامل مع الأوبئة والمخاطر، والتي تشمل التهديدات المتعلقة بالمناخ، خصوصاً بعد ما لوحظ وجود ارتباط قوي بين التغير المناخي والعديد من الأمراض مثل ضربات الشمس والإجهاد الحراري وأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز.

أعراض طبية

وأوضحت أن الوزارة أعدت دراسة للكشف عن تأثير المتغيرات المناخية المختلفة على القطاعات الحيوية في الدولة ومنها قطاع الرعاية الصحية والتدابير المحتملة للتعامل مع معها، وارتكز التقرير في تقييمه لآثار تغير المناخ على القطاع الصحي من خلال التغطية للأعراض الطبية والأمراض والإصابات والوفيات البشرية، لافتة إلى أن سبب ارتكاز التقرير على المخاطر المناخية على قطاع الصحة العامة، نظراً لكونه يعد وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، التهديد الأكبر للصحة العالمية في القرن الـ 21 لما له من تأثيرات كبيرة على جودة الهواء وإمدادات المياه والأمن الغذائي، إلى جانب العديد من العوامل الرئيسية الأخرى التي تؤثر على الصحة، وتظهر الشواهد العلمية وجود ارتباط قوي بين التغير المناخي والعديد من الأمراض مثل ضربات الشمس والإجهاد الحراري وأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والأمراض التي تحملها النواقل والحشرات. 

وذكرت أن التقرير خلص إلى أنه يمكن للعوامل المرتبطة بالمناخ التأثير على إنتاجية القوى العاملة، فطبقاً للتقرير الصادر عن منظمة العمل الدولية يتسبب الإجهاد الحراري في تقليص ساعات العمل الإجمالية بنسبة 2.2 % مع تخفيض الناتج الإجمالي العالمي بواقع 2,400 مليار دولار في عام 2030.

إنتاجية العمالة 

وأشارت العبدولي إلى أنه من بين المخاطر التي تم تحديدها، برز التهديد الأكبر في الخطر المتعلق بانخفاض إنتاجية العمالة بسبب الإجهاد الحراري، لما له من تأثيرات اجتماعية واقتصادية كبيرة، ترجع إلى العدد الكبير من العمال، ولا سيما عمال البناء، الذين يتعرضون للحرارة الشديدة. 

وأوضحت أن التقرير كشف أيضاً عن تسبب التغير المناخي بـ 9 مخاطر على القطاع الصحي، منها 5 مخاطر صنفت بالمنخفضة وتصدرت المرتبة الأولى ضمن تصنيفات آثار مخاطر تغير المناخ، وتشمل: الإصابة بالمرض نتيجة سوء التغذية، تضرر البنية التحتية الصحية نتيجة الأحوال الجوية السيئة، توقف تقديم خدمات الرعاية الصحية بسبب الكوارث الطبيعية، الوفيات أو الإصابة بالأمراض الناتجة عن تفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية، الوفيات أو الإصابة بالأمراض الناتجة عن تفاقم أمراض الجهاز التنفسي، وخطران صنفا بالمنخفض للغاية وجاءا بالمرتبة الثانية ويشملان: الوفيات أو الإصابة بالأمراض بسبب ارتفاع معدل الأمراض التي تحملها النواقل، والوفيات أو الإصابة بالأمراض بسبب الأمراض الناجمة عن تلوث الغذاء، وخطران جاءا بالمرتبة الثالثة، واحد منهما صنف بعالي الأثر وهو انخفاض إنتاجية القوى العاملة بسبب الإجهاد الحراري، والآخر صنف بمتوسط الأثر وهو الوفيات أو الإصابة بالمرض نتيجة ضربات الشمس. 

مخاطر ملحة

ولفتت إلى أن التقرير كشف أيضاً عن مخاطر صحية ملحة أخرى مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة، وهي: الوفاة أو الإصابة بالأمراض نتيجة الإصابة بضربات الشمس، وبناء على ذلك، فإن المخاطر الصحية المرتبطة بالحرارة تتطلب تحليلاً أكثر تعمقاً لتطبيق تدابير مناسبة وموجهة بصورة محكمة للحد من تأثير تلك المخاطر.

تدخلات استباقية

وذكرت بأنه لا يمكن تجاهل آثار التغير المناخي على الصحة العامة في الدولة، وذلك لأنها ستواصل التأثير على صحة الناس وإنتاجيتهم وسلامتهم، ولذلك، تعتبر التدخلات الاستباقية مسألة ضرورية، والتي تشمل الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لحماية العمالة من المخاطر المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة وتعزيز مراقبة الأمراض المرتبطة بالحرارة المرتفعة وبناء القدرات في مجال إدارة الإجهاد الحراري، كما سيساعد التوصل إلى فهم أفضل للعلاقة الرابطة بين التغير المناخي والصحة العامة من خلال الأبحاث التي تدرس التكيف وصلته بالصحة العامة مع تحسين تبادل المعرفة والتدريب على تيسير دمج التكيف الصحي في السياسات التنموية على المدى البعيد.

Email