العلماء يكشفون نتائج مهمة حول التركيبة الوراثية

دراسة جديدة تكشف أسرار شعوب الشرق الأوسط من خلال الجينات

ت + ت - الحجم الطبيعي

قام فريق من العلماء والباحثين من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة بإعادة بناء التاريخ الجيني لسكان منطقة الشرق الأوسط لفترة الـ125 ألف عام الأخيرة، وذلك للإجابة عن أسئلة حول تاريخ شعوب المنطقة وصحتهم.

ووجد الباحثون في دراسة هي الأولى من نوعها، ملايين الطفرات الوراثية الجديدة والشائعة في أنحاء المنطقة ولكنها نادرة في مناطق أخرى. وأتاحت البيانات إمكانية تحليل التركيب الجيني للسكان بدقة غير مسبوقة. وتعد هذه الدراسة التي أجرتها جامعة برمنغهام ومعهد ويلكوم سانجر والأطراف الدولية الأخرى المتعاونة، خطوة مهمة لسد فجوة المعرفة حول الأصل الجيني لهذه المنطقة. وتمثل الدراسة أول مجموعة بيانات شاملة ومفتوحة للجينوم البشري الكامل في الشرق الأوسط. وقد قام الباحثون بتحليل بيانات الحمض النووي «DNA» لدى مئات الأشخاص من المنطقة لإعادة بناء تاريخهم الجيني.

واكتشف العلماء أن التركيبة الوراثية لمعظم سكان شبه الجزيرة العربية الحاليين مستمدة من شعوب عاشوا قبل فترة العصر الحجري الحديث في المنطقة ومن شعوب إقليميين عاشوا خلال العصر البرونزي.

ونشر فريق دولي من باحثين من الإمارات والمملكة المتحدة والسعودية واستونيا نتائجهم البحثية في المجلة العلمية «Cell»، وكشفت الدراسة نتائج مهمة عدة، منها: تزايد نسبة الطفرات الوراثية المرتبطة بالنمط الثاني من داء السكري أخيراً بسبب الانتقاء الطبيعي، والذي يتعارض مع فكرة أن المعدلات المرتفعة للسكري في الشرق الأوسط ناتجة فقط عن التحول الحديث في نمط الحياة. كما كشفت عن وجود ارتباط بين تحرك سكان عاشوا في فترة العصر البرونزي في الهلال الخصيب ونشر اللغات السامية إلى شبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا. ونما عدد السكان في جميع أنحاء الشرق الأوسط بشكل مماثل خلال فترة تمتد بين 15000 إلى 20000 سنة، حينها استمر سكان الهلال الخصيب في النمو بينما ظل عدد سكان شبه الجزيرة العربية مستقراً، وهو اتجاه ظهر مع انتشار الزراعة في منطقة الهلال الخصيب، ما أدى إلى مجتمعات مستقرة تدعم عدداً أكبر من السكان. وتزامنت فترات الجفاف والتصحر المرتبطة بتغير المناخ مع انخفاض عدد سكان شبه الجزيرة العربية قبل 6000 عام وتناقص عدد سكان الهلال الخصيب قبل 4200 عام.

Email