أحمد الحداد: الصيام أفضل الأعمال الصالحة في يوم عرفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الدكتور أحمد الحداد كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري أن الصيام يعتبر من أفضل الأعمال الصالحة في هذه الأيام لا سيما في يوم عرفة لأنه أحب العبادات إلى الله تعالى. كما قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه سبحانه: قال تعالى «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».

وأضاف الدكتور الحداد: فلنصم يوم عرفة صيام الصالحين، وندعوه دعاء المبتهلين، فدعاء الصائمين مستجاب، ودعاء المبتهلين لا يخاب، مشيراً إلى أن «يوم عرفة» هو أفضل أيام الدنيا، ومن فضائل هذا اليوم العظيم أنه يستحب صيامه لغير الحاج ليشارك الحجاج الفضل العظيم، فقد ثبت أن صيامه يكفر السنة الماضية والباقية، كما صح في الحديث الذي يقول فيه النبي عليه الصلاة والسلام: «احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده»، فيصومه غير الحاج، لإدراك الفضل كما يدركه الحاج، وأما الحاج فلا يسن له صيامه لئلا يعجزه الصيام عن وظائف هذا اليوم من الذكر والدعاء والانتقال بين المشاعر.

وتابع فضيلته: يصام هذا اليوم لأنه من أيام العشر التي أقسم الله بها بياناً لفضلها وعظيم مكانتها فقال جل شأنه: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 1 - 3]: الشفع: هو يوم الأضحى، والوتر: يوم عرفة. فعم الله تعالى العشر ببيان الفضل، وخص منها يوم عرفة ويوم الأضحى، من باب ذكر الخاص بعد العام لبيان مزيد فضل الخاص على العام، كما قال سبحانه: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98] فإن جبريل وميكال هما من جنس الملائكة الكرام.

وذكر كبير مفتين أن النبي صلى الله عليه وسلم بين فضيلة أيام العشر بقوله: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر». فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».

وفي رواية: «ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة». فقال رجل: يا رسول الله هي أفضل أم عدتهن جهاداً في سبيل الله؟ قال: «هن أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله، إلا عفيراً يعفر في التراب، وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله إلى السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً ضاحين، جاءوا من كل فج عميق، ولم يروا رحمتي ولا عذابي، فلم ير أكثر عتيقاً من النار من يوم عرفة».


نفحات


وتابع مدير إدارة الإفتاء: يوم عرفة هو المقصود الأعظم من نسك الحج، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: «الحج عرفة» أي هو الركن الأعظم في هذا النسك الذي يفوت النسك بفواته؛ وفيه تكون الفيوضات الربانية والنفحات الإلهية على عباده الذين يتعرفون عليه، ويلبون نداءه، فيحجون بيته العتيق، ويجتمعون في صعيد عرفة لا تجمعهم فيه مصالح دنيوية ولا منافع عاجلة، بل لا يريدون إلا وجه الله والدار الآخرة، يتجمعون على هذا الصعيد بتذلل وافتقار، وتوبة وانكسار، كما يحب الملك الجبار سبحانه، إظهاراً لملكوته، فيباهي الله عز وجل بالواقفين ملائكته، أي يفاخر بهم، فهو اليوم مشهود، كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه فقال: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، وهو يوم الكرم والجود من الرب المعبود سبحانه وتعالى.

Email