محمد الملا ونورا المطروشي إلى «ناسا» ديسمبر المقبل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مركز محمد بن راشد للفضاء، أن محمد الملا ونورا المطروشي رائدي الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، بدآ تدريباتهما الداخلية في المركز منذ شهر أبريل الماضي، قبل انضمامها في ديسمبر المقبل إلى برنامج «ناسا لرواد الفضاء 2021» لمواصلة تدريباتهما المتقدمة هناك لمدة سنتين ونصف السنة ضمن اتفاقية تعاون مشترك بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار المركز إلى أنه لم يتم بعد حجز مقعد في محطة الفضاء الدولية لأحد رواد الفضاء الإماراتيين الأربعة، في رحلة طويلة في المحطة، لافتاً إلى أن النقاشات مع وكالة ناسا الأمريكية مستمرة بشأن الرحلة الفضائية المقبلة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده المركز، أمس، برئاسة يوسف الشيباني المدير العام، وبحضور نائبه المهندس سالم المري مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وسعيد كرمستجي مدير مكتب رواد الفضاء في المركز، لتقديم محمد الملا ونورا المطروشي رائدي الفضاء في الدفعة الثانية، في أول إطلالة رسمية لهما عبر وسائل الإعلام.

ويشمل البرنامج الذي يخضع له الملا والمطروشي حالياً تدريبات السباحة، والغوص، واللياقة البدنية، والتدريب على النجاة في مختلف الظروف والبيئات، وتحسين القدرة على التحمل، ودروس في الطيران، بالإضافة إلى تعلم اللغة الروسية، فيما أكمل كلاهما إلى الآن 60 ساعة تدريبية أنجزا فيها ما يعادل 20 % من حصة التدريب المحلية قبل الانتقال إلى «ناسا».

تدريبات
أما برنامج التدريبات في وكالة الفضاء الأمريكية فيتضمن تأهيل محمد الملا ونورا المطروشي، لإدارة مهام مختلفة في محطة الفضاء الدولية، والتدرب على مهمات السير الفضائي خارج المحطة، والبقاء لفترات طويلة في المحطة الدولية، إضافة إلى التدرب على الأنظمة الرئيسية للمحطة، والتحكم في الروبوتات، والتدرب على الطيران بطائرات T-38، ومهارات اللغة الروسية، وتدريبات أخرى تشمل دورات النجاة على اليابسة والماء، وتمارين بدنية متنوعة.

وخلال كلمته في المؤتمر، قال يوسف الشيباني: «تترجم الدفعة الجديدة من برنامج الإمارات لرواد الفضاء سعينا المستمر نحو استكشاف الفضاء والقيام بمهمات مأهولة، وتُشكل جزءاً من هدفنا المتمثل في تطوير قطاع الفضاء في دولة الإمارات، وإعداد جيل من المهندسين والخبراء والباحثين المواطنين، ويتمتع محمد ونورا بمؤهلات مرموقة، وشغف عالٍ، وسيتمكنان من تحقيق الكثير من النجاح خلال البرامج التدريبية والتأهيلية التي سيخضعان لها خلال الشهور المقبلة».

وأضاف: «أعدكم بالكثير من اللقاءات المماثلة التي سنكشف فيها عن المزيد من الإنجازات، ليس فقط على صعيد تأهيل وتدريب كوادرنا، وإنما أيضاً فيما يتعلق بمبادراتنا السباقة ومشاريعنا الطموحة التي تضمن لدولة الإمارات خوض المنافسة بكفاءة واقتدار في قطاع الفضاء على المستوى الدولي».

تشجيع
من جانبه قال سالم المري: «جسدت آلية الاختيار والنتائج التي تمخضت عنها، أهداف مركز محمد بن راشد للفضاء، بما في ذلك دعم رؤية دولة الإمارات التي تُركز على البحث العلمي والاستكشاف، وترسيخ مكانتها كشريك عالمي في رحلات الفضاء المأهولة، وتطوير فريق وطني من رواد الفضاء لتحقيق تطلعات الدولة في الاستكشافات العلمية، والمشاركة في رحلات الاستكشاف المأهولة».

وأضاف: «سيسهم هذا الفريق في بعثات استكشاف الفضاء العالمية من خلال تدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وتعزيز ثقافة البحث العلمي وتشجيع الاستكشاف والابتكار بين شباب الإمارات والوطن العربي عموماً».

بدوره، قال سعيد كرمستجي: «يتم التركيز حالياً على تدريب محمد ونورا في مركز محمد بن راشد للفضاء، وسيتم لاحقاً الإعلان عن التدريبات والبرامج التي سيخضعان لها بعد اختيار الفريق الذي سيتوجه إلى محطة الفضاء الدولية، كما أنه لم يتم الآن حجز مقعد لأي من رواد الفضاء الإماراتيين في الرحلة الفضائية الطويلة داخل المحطة».

وأضاف: «خبرات محمد ونورا رافد أساسي لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء وتدريباتهما الحالية تسير بسلاسة ويسر وفق جداول تراتبية بحيث تجعلهما جاهزين للانضمام إلى برنامج ناسا نهاية العام الحالي».

دعم
من جهته، قال محمد الملا في المؤتمر الصحافي: «فخور للغاية بتمثيل بلدي في مساعيها على المستوى العالمي لاستكشاف الفضاء، وأتطلع إلى أن أكون جزءاً من المهمة التالية إلى الفضاء لتعزيز مستقبل إنجازات الدولة في هذا المجال استمراراً لسعي الإمارات نحو الريادة عالمياً في مجال الفضاء».

وقال الملا إن اختياره للبرنامج يحمِّله مسؤولية كبيرة كونه سيمثل الدولة في المحافل الفضائية العالمية، مشيراً إلى أن هزاع المنصوري وسلطان النيادي يقدمان له ولنورا المطروشي كل الدعم والتشجيع والتوجيه «فهم جميعاً فريق واحد يسعى إلى تعزيز سمعة دولة الإمارات وريادتها في قطاع الفضاء».

وأضاف: «ليس لدي مخاوف شخصية من التدريبات والاستعدادات للرحلة إلى المحطة الدولية، ولكن أشعر بثقل المسؤولية تجاه الوطن وقيادته الرشيدة بعد اختياري من بين آلاف المتقدمين للدفعة الثانية من برنامج رواد الفضاء، وتركيزي الآن منصب على التدريبات الحالية والمستقبلية في وكالة الفضاء الأمريكية مطلع العام المقبل، ولا أفكر من الآن بتفاصيل الرحلة إلى المحطة الدولية».

استكشاف
كما قالت نورا المطروشي، أول رائدة فضاء عربية: «أتطلع بشغف للانضمام إلى برنامج ناسا لرواد الفضاء لعام 2021، حيث سألتقي رواداً من مختلف دول العالم، نعمل معاً من أجل الخير للإنسانية، ونستكشف معاً آفاقاً جديدة لم يصل إليها بشر من قبل».
وذكرت أن الحلم بالوصول إلى الفضاء بدأ معها مذ كان عمرها خمس سنوات، والفضل في ذلك إلى المدرسة التي كانت تتلقى فيها تعليمها في ذاك الوقت، مشيرة إلى أنها اختارت دراسة الهندسة الميكانيكية لتكون جسراً قصيراً للعبور إلى تحقيق حلمها بالوصول إلى الفضاء.

وأوضحت أنها عملت في قطاع النفط والفضاء بعد تخرجها في الجامعة، لكن شغفها باقتحام الفضاء لم يفتر، ووجدت في مركز محمد بن راشد للفضاء فرصة ثمينة عندما أعلن عن مرشحين للدفعة الثانية من برنامج رواد الفضاء، فصار حلم الطفولة أمراً واقعاً وصرت أحلم بأشياء أخرى أبعد من الفضاء كي أصل إلى ما تطمح به الإمارات".

ووجهت المطروشي شكرها إلى القيادة الحكيمة التي منحت المرأة الإماراتية الثقة في منافسة الرجال في خوض المهمات الصعبة بما فيها الفضاء، مؤكدة أن اختيارها كرائدة فضاء ذلل كل التحديات، وبدد كل المخاوف التي قد تواجهها في هذه المهمة الصعبة.

نورا المطروشي لـ«البيان»: الإمارات مليئة بالفرص
قالت نورا المطروشي: إن اختيارها لتكون أول رائدة فضاء إماراتية وعربية، يلقي عليها مسؤولية كبيرة لتكون خير سفيرة لبلدها وإلى العرب إلى الفضاء، مؤكدة أن القيادة الرشيدة مكنت المرأة المواطنة وفتحت لها آفاقاً واسعة لإثبات قدراتها وكفاءتها في ميدان التحدي والعمل والطموح.

وأضافت لـ«البيان» إن الإمارات مليئة بالفرص التي تلبي طموحات أبنائها، وانه «في حال لم نجد الفرصة المواتية لنا، فإن علينا خلقها وتصميمها وفق شغفنا وأحلامنا».
وأوضحت: «على كل شخص يحمل طموحاً ولم يحصل على أي فرصة، أن يخلق الفرص بنفسه».

وأضافت: للمرأة المواطنة والعربية«»كوني انت الأولى، وحققي إنجازات كبيرة حتى لو لم تسبقك إليها أية امرأة من قبلك«.

وفي رسالةٍ أخرى وجهتها للأطفال، قالت رائدة الفضاء:»تحقيق الحلم يبدأ بخطوات صغيرة، وفي حال حاجتكم لمساعدة في بداية الطريق اطلبوها من أهاليكم ومدرسيكم فهم خير عون لكم.
وفي السياق، أكدت المطروشي ثقتها بقدرتها باجتياز التدريبات الخاصة برواد الفضاء.

الملا لـ«البيان»: الفضاء مفتوح أمام تخصصات جديدة
وجه محمد الملا رسالة إلى الشباب الإماراتيين والعرب الطامحين إلى الالتحاق برواد الفضاء في المستقبل، دعاهم فيها إلى مواصلة شغفهم وطموحهم للوصول إلى هذا الحلم، وعدم التقيّد بشرط «الخبرة والعمل في الطيران»، مشيراً إلى أن قطاع الفضاء لم يعد حكراً على الطيارين كما كان متعارفاً عليه في السابق.

وقال لـ«البيان»: «صحيح أن الفضاء يعتمد كثيراً على الطيران، لكنه ليس الشرط الوحيد لبلوغه واقتحامه أو الالتحاق به، فهذا القطاع تغيّر حديثاً، وصار مفتوحاً على كثير من التخصّصات الأخرى، وصار بحاجة إلى المهندسين والعلماء وإلى المدرسين والمتميّزين في الحقول العلمية، وبالتالي لم يعد عدم العمل في الطيران عائقاً أمام الالتحاق بقطاع الفضاء».

وأضاف الملا: «ليس شرطاً لأي إماراتي شغوف بالفضاء أن يكون طياراً حتى يمثّل دولتنا في هذا القطاع الريادي، وما عليه سوى مواصلة حلمه، والإصرار على تحقيقه، فقيادتنا الحكيمة تدعم كل المواهب وتوفّر لها الفرصة المناسبة لإشباع نهمها بخوض التحديات والقيام بالمهمات مهما كانت صعبة، وهناك تخصّصات تؤهّل الراغبين فيها إلى أن يكونوا جزءاً من قطاع الفضاء في الإمارات».

Email