حماية الدولي في شرطة دبي ينقذ ضحايا "الثقة العمياء" بسرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

شاب يعي جيداً خطورة المخدرات والمؤثرات العقلية، لكنه استسلم لإلحاح صديق السوء، وقرر مجاراته في تعاطي السموم لمرة واحدة على سبيل المغامرة، ودخل غرفته ظناً منه أن أقصى ما قد يحدث له الاسترخاء والدخول في نوم عميق، لكنه تحول إلى شخص مرعب، خرج من غرفته مسرعاً لغلق النوافذ والأبواب في المنزل أمام أفراد عائلته، وهو في حالة من الهلوسة وعدم التوازن والتركيز.

وشابة أرادت الهروب من ضغوطات الحياة والأفكار السلبية فلجأت إلى "وصفة مجربة" من قبل صديقتها المقربة دون أن تعرف أنها تخطو نحو الإدمان.

وبين الحالتين، لا توجد فروقات كثيرة، فكلاهما من ضحايا "الثقة العمياء" بأصدقاء السوء الذين يبرعون بغسيل الأدمغة بخبث ومكر ودهاء، وكلاهما أيضاً من الحالات التي نجح مركز حماية الدولي بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي باحتوائها وإنقاذها وتحويلها لتلقي العلاج بسرية، ومساعدتهما للعودة إلى حياتهما الطبيعية، بعد استفادتهما من المادة 43 من قانون مكافحة المخدرات الإماراتي. 

وقال العميد عيد محمد ثاني حارب مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات: تواصلت إحدى الأمهات مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، لتطلب المساعدة لابنها، الذي خرج من غرفته بطريقة أثارت الرعب بين أفراد عائلته، وكان يهلوس ويهذي بأنه تعاطى السموم، وأن الشرطة ستقبض عليه، وبعد فحصه تبين تعاطيه مادة مخدرة، معبراً عن ندمه الكبير لفعلته وثقته الزائدة بصديق له أغراه بالتجربة، فقامت الإدارة بطمأنة الأم مؤكدة لها سرية وخصوصية المعلومات والإجراءات، كما قدمت الدعم النفسي اللازم لمساعدتها وأفراد عائلتها على تجاوز الصدمة، وإنقاذ ابنها عبر تلقيه العلاج. 

الثقة الزائدة 

في حالة أخرى، قال العميد عيد محمد ثاني حارب: تواصلت شابة مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، لتساعدها على إنقاذ نفسها من شر المخدرات، مؤكدة رغبتها بإصلاح ما أفسدته ثقتها الزائدة بإحدى صديقاتها، والتي أقنعتها بتجربة أحد أصناف المخدرات للهروب من الضغوطات والتوتر والقلق، فخاضت التجربة ظناً منها أن مرة واحدة لن تقودها إلى الإدمان، لكنها فقدت السيطرة على نفسها، وكلما شعرت بالغضب أو التوتر كانت تلجأ إلى هذه الصديقة التي استغلت ضعفها ودعتها إلى المشاركة في تجمع لعدة فتيات بهدف التعاطي، وقبل أن تصل إلى المكان المحدد للتجمع، شعرت بأن عليها التوقف عما تفعله، وبادرت إلى التواصل مع الإدارة لتنتشلها مما هي فيه قبل أن تنجرف أكثر خلف هذه الصديقة وتخسر عائلتها ومستقبلها، وقد تعاملت الإدارة بكل احترافية وسرية مع هذه الشابة عبر دراسة حالتها وتوعيتها وتحويلها للعلاج. 

أساليب خبيثة

وتابع مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي: ينقاد بعض الشباب والشابات إلى عالم المخدرات والمؤثرات العقلية بسبب الثقة العمياء بالمقربين والأصدقاء، ويظنون أن التعاطي لمرة واحدة لن يوصلهم إلى مستوى التعلق الإدماني، إلا أن هذا غير صحيح على الإطلاق، فلأصدقاء السوء تأثير خطير ومدمر على من حولهم، بسبب امتلاكهم لأساليب خبيثة في إقناع ضحاياهم بخوض تجارب تحمل في طياتها كثيراً من الأذى الذي قد يصل إلى الموت، وقلة من هؤلاء الضحايا من يستطيع النجاة قبل فوات الأوان.

طرف ثالث

وأضاف: إن التنشئة السليمة للأبناء والبنات تحصنهم من الوقوع في تجارب مدمرة سواء من خلال حياتهم الواقعية أو الافتراضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكلما كان الأب والأم قريبان من أبنائهما زاد الوعي في المحيط الأسري وزادت المصداقية والشفافية بين أفراد الأسرة، كما إن التعامل الحكيم مع الأبناء عند ارتكابهم للأخطاء وتجنب لغة العنف يقلل مشاعر النفور بين الطرفين، ويحد من حاجة الأبناء لطرف ثالث خارج المنزل، هذا إلى جانب ضرورة توعية الأبناء بأن ممارسة الرياضة واتباع نمط حياة صحي من أفضل الوسائل لتفريغ الضغط والطاقة السلبية وتجديد الذهن.  

حماية الدولي

وتابع: منح الأبناء الثقة ضرورة، ولكن لابد من الرقابة الدائمة على الإناث والذكور على حد سواء ونصحهم وتوجيههم عبر الحوار، مع الوعي بأهمية منع الأبناء والبنات من السهر لوقت متأخر ليلاً أو المبيت خارج المنزل أو السفر بمفردهم، لاسيما وإن تلك الأمور تشكل بداية الطريق نحو الانحراف والإدمان، وفي حال مواجهة أولياء الأمور لأي تحديات من هذا النوع فما عليهم إلا التواصل مع مركز حماية الدولي بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، لمنع تفاقمها وإيجاد الحلول وطلب الدعم النفسي والاجتماعي والاستشارات والاستفادة من كافة خدمات المركز المجانية.

Email