نفذ فريق بحثي في جامعة الشارقة بالاشتراك مع هيئة الكهرباء والماء والغاز في الشارقة، دراسة لتقييم تجربة إعادة استخدام المياه الرمادية (المياه الناتجة عن الاستخدام المنزلي فيما عدا مياه الصرف الصحي ومياه المطابخ) من الناحية التطبيقية والتكنولوجية والاقتصادية في الشارقة، عبر تقييم تجربة إعادة استخدام المياه الرمادية في المباني الكبيرة والجديدة في الإمارة التي نفذتها الهيئة قبل 17 عاماً.
 
وقال الأستاذ الدكتور عبد الله شنابلة، مدير معهد البحوث للعلوم والهندسة في جامعة الشارقة، إنه بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه الشارقة تم تشكيل فريق بحثي للتقييم المشروع، واقتراح التعديلات والتحسينات عليها ضرورة للحفاظ على المياه السكنية، وإعادة تدوير المياه الرمادية بصورة مجدية تحديداً من الجهات التي يعد استهلاكها مرتفعاً كالمراكز التجارية والفنادق والمباني الحكومية، لافتاً إلى أن المشروع المطبق واجه بعض الصعوبات المتعلقة بالسياسات والتنفيذ والتقنيات، وعليه كانت الدراسة التفصيلية.
 
تعاون
 
وأفاد الدكتور عبدالله شنابلة بأن الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي تعتمد بشكل كبير على تحلية المياه والمياه الجوفية لتلبية الطلب المتزايد باستمرار على المياه.
 
مشيراً إلى أن هذه تنتج مجتمعة حوالي 50 % من مياه تحلية مياه البحر في العالم، ومع ذلك فإن تحلية المياه تأتي بتكلفة كبيرة تتعلق بتصريف المياه المالحة والمواد الكيميائية، وانبعاثات ملوثات الهواء وارتفاع الطلب على الطاقة. لذلك، يعد الحفاظ على المياه واستخدام موارد المياه غير تقليدية من الاستراتيجيات الأساسية لمثل هذه البلدان.
 
وقال: إن الشارقة تولي اهتماماً بالغاً لترشيد المياه والبحث عن طرق غير تقليدية لموارد المياه، وقد أطلقت هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة عام 2003 أول برنامج في المنطقة لإعادة استخدام المياه الرمادية في المباني الجديدة والكبيرة في الشارقة.
 
وأوضح أن المقصود بمصطلح المياه الرمادية يعني المياه المستعملة من الاستخدام المنزلي فيما عدا مياه الصرف الصحي ومياه المطابخ.
 
حيث إن هذه المياه قليلة التلوث وتحتاج إلى معالجة بسيطة، مشيراً أن مشروع سيوا بدأ بتكليف المباني التي تتميز بمواصفات وسعة محددة في الشارقة (بما في ذلك مراكز التسوق ودور العبادة) إلى تركيب محطات لمعالجة وإعادة استخدام المياه الرمادية فيها. وعلى مدى السنين الماضية من تنفيذ المشروع، واجه البرنامج بعض التحديات، كان أهمها:
 
عدم وضوح الحوافز المالية لملاك المباني، بعض الشكاوى من المستأجرين بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من محطات المعالجة في المباني، وقلة الخبرة في تشغيل بعض محطات المعالجة مما أدى إلى بعض المشكلات التقنية. ما أدى في المحصلة إلى تقليل المشاركة فيه بحيث وصل عدد المشاركين إلى حوالي 200 منشأة فقط خلال الـ 17 عاماً الماضية.
 
تقييم
 
وذكر أن الفريق البحثي قام بتقييم العرض والطلب على المياه الرمادية في الشارقة من خلال تقييمه للتجربة السابقة بالإضافة إلى إجراء مسح لاستخدام المياه لمدة 12 شهراً لنحو 285000 ساكن يعيشون في شقق أو مساكن منفصلة. علاوة على دراسة التجارب العالمية في برامج استخدام المياه الرمادية.
 
وقال إنهم طرحوا تعديلات لبرنامج الشارقة لإنجاح تطبيقه بشكل كامل وفاعل أبرزها تعريف واضح وشامل للمياه الرمادية، والمرافق المستهدفة للبرنامج، واشتراطات جودة المياه الرمادية وكيفية إعادة استخدامها، والتقنيات المستخدمة لمعالجة المياه الرمادية، ومتطلبات تشغيل وصيانة أنظمة المعالجة، والعقوبات والحوافز للملاك والمستأجرين والمستثمرين، وحوكمة البرنامج بين القطاعات الحكومية، وأخيراً متطلبات تثقيف وتوعية المجتمع.