ضمن الدفعة الأولى لـ«هاكثون اللامستحيل» وبمشاركة طلاب الجامعات الوطنية والعالمية

حكومة الإمارات تطور حلولاً مبتكرة وفاعلة لتحديات الطاقة والبنية التحتية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

طوّرت حكومة دولة الإمارات حلولاً مبتكرة وفاعلة لتحديات الطاقة والبنية التحتية، ضمن أعمال الدفعة الأولى لنموذج «هاكثون اللامستحيل» لطلاب الجامعات الوطنية والعالمية، الذي نظمته وزارة «اللامستحيل»، في إطار مبادراتها الهادفة إلى تعزيز مشاركة الطلاب في تصميم الجيل الجديد من الممارسات الحكومية، وابتكار حلول نوعية فعالة لتحديات وزارة الطاقة والبنية التحتية، بما يدعم جهود الحكومة في الاستعداد للمستقبل.

وركزت الدفعة الأولى للهاكثون على تطوير حلول مبتكرة وذات فاعلية لـ4 تحديات رئيسة وضعتها وزارة الطاقة والبنية التحتية، وتشمل: «استهلاك الطاقة في المباني، والازدحام المروري، والتخفيف من حدة الفيضانات، وتحدي وقود الطيران المستدام»، وجاء اختيار التحديات ليعكس توجه الحكومة لتشجيع التخطيط ‎الاستباقي للكوارث، وتعزيز الاستفادة من بيانات الكوارث وأدوات تحليل البيانات المتقدمة، والبحث في طرائق مبتكرة وغير تقليدية لتقليل الاختناقات المرورية، إضافة إلى توظيف الابتكار المستدام في تقليل البصمة البيئية لقطاع الطيران.

تكريم

وكرمت حكومة الإمارات الطلاب المشاركين في هاكثون «اللامستحيل» بحضور معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، ومعالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل، وعبدالله ناصر لوتاه المدير العام لمكتب رئاسة مجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء، وهدى الهاشمي مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، وشريف العلماء وكيل وزارة الطاقة والصناعة، والدكتور عارف سلطان الحمادي نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور أحمد الشعيبي نائب الرئيس الأول للشؤون الأكاديمية وشؤون الطلبة الأستاذ المشارك في جامعة خليفة، والدكتور محمود عنبتاوي عميد كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأمريكية في الشارقة، والبروفيسور سيد صالح المدير المساعد في مركز ماك نيل لريادة الأعمال والابتكار في جامعة كولورادو ماين والمهندس حسن محمد جمعة المنصوري وكيل الوزارة لشؤون البنية التحتية والنقل، إضافة إلى المسؤولين عن التحديات من وزارة الطاقة والبنية التحتية والطلاب من الجامعات الوطنية والعالمية المشاركة.

الإسكان والنقل

وأكد معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، أن الوزارة تدعم المشاركة الفاعلية لطلبة الجامعات في صوغ مستقبل الطاقة والبنية التحتية والإسكان والنقل في دولة الإمارات، من خلال رؤية طموح تعزز تطوير الأدوات والآليات الكفيلة بعبور الإمارات للخمسين عاماً المقبلة متسلحة بالإنجازات النوعية الداعمة لريادة الدولة عالمياً، ووصولاً لمئوية الإمارات 2071.

ولفت معاليه إلى أن الوزارة تواصل التعاون مع شركائها الاستراتيجيين في الحكومة الاتحادية والمحلية إلى جانب القطاع الخاص، لتطوير المنهجيات والسياسات وإطلاق المبادرات والمشاريع الهادفة لتحقيق الاستدامة، والاستثمار في المستقبل عبر التكيف مع المتغيرات وتحويل التحديات إلى فرص تستهدف تحسين حياة الإنسان، وضمان حياة أفضل للأجيال القادمة، مشيراً إلى أن المبادرة تأتي في إطار التزام وزارة الطاقة والبنية التحتية توجيهات حكومة الإمارات بشأن تمكين الشباب وتفعيل دورهم في القطاعات المرتبطة بعمل الوزارة، وأننا نسعى إلى إشراك الطلبة في رسم ملامح مسار مستقبل قطاعات الطاقة والبنية التحتية والإسكان الحكومي والنقل، مع الأخذ بتقديم خدمات تفوق توقعات المتعاملين كافة، وأن الوزارة حريصة على الاستثمار في إمكانات وخبرات الطلبة بما يتماشى مع التوجّه المستقبلي لحكومة دولة الإمارات ورؤية قيادتها الرشيدة، ومن أجل ذلك أطلقنا مؤخراً مبادرة «أجيالنا»، التي تعد من المبادرات الرائدة على مستوى الدولة والأولى من نوعها التي تهدف إلى دعم الخريجين الجدد من ذوي التخصصات الهندسية والباحثين عن عمل ممن لا يملكون الخبرة الميدانية.

استثمار المواهب

وأكدت معالي عهود الرومي أن حكومة دولة الإمارات تتبنى تطوير نماذج عمل جديدة تعزز الجهوزية للمستقبل، وترفع مستوى المرونة الحكومية في مواجهة المتغيرات، تجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في تصميم مفهوم العمل الحكومي وفق رؤية طموح تقوم على استشراف المستقبل وتطوير الحلول الاستباقية لها.

وأشارت الرومي إلى أهمية الاستثمار في مواهب طلاب الجامعات الوطنية والعالمية التي تم تصميمها خلال مشاركتهم في نموذج «هاكثون اللامستحيل»، والبناء عليها لإيجاد وتطوير حلول مبتكرة للتحديات، بما يحفز الطلاب على المشاركة بأفكار جديدة وفعالة لمختلف التحديات التي ستواجه الحكومة والمجتمع في المستقبل، ويعزز دورهم في تصميم الجيل الجديد من العمل الحكومي.

نموذج

وقالت هدى الهاشمي مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، إن هاكثون اللامستحيل لطلاب الجامعات، يمثل نموذجاً جديداً لوزارة اللامستحيل، إذ تم تطبيق منهجية عملها غير التقليدية المرة الأولى على طلاب الجامعات الوطنية، الذين تمكنوا من إيجاد إجابات وحلول لأسئلة وتحديات المستقبل، واستطاعوا إنجاز العمل فريقاً واحداً، بإشراف مباشر من فريق وزارة اللامستحيل ووزارة الطاقة والبنية التحتية ونخبة من أساتذة الجامعات الوطنية المشاركة.

وأضافت الهاشمي إن النموذج الجديد لوزارة اللامستحيل يدعم جهود حكومة دولة الإمارات لتصميم الجيل التالي من حكومات المستقبل بالشراكة مع مختلف فئات المجتمع، بالاعتماد على أدوات عمل مبتكرة، تساهم في تحفيز مجموعة متميزة من طلاب الجامعات الوطنية على مشاركة أفكارهم والعمل على تحويلها إلى مشاريع ذات أثر ملموس.

معالجة التحديات

في سياق متصل، قال الدكتور عارف سلطان الحمادي نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: «يسعدنا حصول طلاب جامعة خليفة على فرصة دراسة المساق متعدد التخصصات الذي تقدمه (وزارة اللامستحيل) بالتعاون مع جامعة كولورادو ماينز افتراضياً جزءاً من برنامج التبادل الطلابي».

وأضاف الحمادي: تم تصميم هذا المساق لمساعدة الطلاب على بناء مهاراتهم في معالجة مجموعة واسعة من التحديات، وتمكينهم من اقتراح وتطوير حلول تعزز نماذج العمل المستقبلية لوزارة الطاقة والبنية التحتية .

تعاون

من جهته، قال البروفيسور سيد صالح المدير المساعد في مركز ماك نيل لريادة الأعمال والابتكار في جامعة كولورادو ماين: يسعدنا أن نتعاون مع وزارة اللامستحيل بدولة الإمارات العربية المتحدة في البرنامج الأكاديمي المتقدم، معاً نقود الابتكار لمواجهة التحديات المجتمعية باستخدام نهجنا الفريد، الذي من خلاله يشارك الطلاب المتميزون من جامعة كولورادو ماين والجامعة الأمريكية بالشارقة وجامعة خليفة القادة الحكوميين في جهد رائع لإحداث تغيير ملموس في حياة الناس.

أعضاء فاعلون

وقال البروفيسور كيفين ميتشيل مدير الجامعة الأمريكية في الشارقة: يسرنا أن نكون جزءاً من برنامج اللامستحيل لطلاب الجامعات، إذ نهدف في الجامعة إلى إعداد أعضاء مشاركين وفاعلين في المجتمع على مستوى عالٍ من الإتقان في مجالات تخصصاتهم، وذوي كفاءة كبيرة في التواصل والتفكير النقدي، وتطوير الحلول الإبداعية.

نموذج

قالت عهود الرومي إن نموذج اللامستحيل لطلاب الجامعات يدعم مسيرة العمل الحكومي المستقبلي، ويجسد توجهات الحكومة للاستثمار في الطاقات الشابة وتوظيف أفكار الشباب الخلاقة وتعزيز الشراكات مع الجامعات ومراكز البحث العلمي في استكشاف الاتجاهات والفرص الجديدة، وصولاً لتطبيق أفضل نموذج حكومي يواكب المتغيرات العالمية للعبور إلى المستقبل وتحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071.

مساق دراسي وفرق طلابية مشتركة

تضمن نموذج هاكثون اللامستحيل لطلاب الجامعات، مساقاً دراسياً بعنوان Innov8x ركز على تحديد المستحيلات الحكومية الحالية والعمل على صناعة واختبار النماذج الأولية من الحلول، ضمن مساقات كليات الهندسة في جامعة كولورادو ماينز الأمريكية، وجامعة خليفة، والجامعة الأمريكية في الشارقة، وعمل فريق من وزارة الطاقة والبنية التحتية، على التنسيق بشكل دوري مع الطلاب المنتسبين لمتابعة تطورات عملهم والإجابة عن تساؤلاتهم واستفساراتهم وتزويدهم المعلومات الضرورية ومساعدتهم على تصميم وابتكار الحلول للتحديات وذلك ضمن وزارة اللامستحيل.

وتم تقديم حلول مبتكرة لـ4 تحديات تشمل: استهلاك الطاقة والازدحام المروري، والتخفيف من حدة الفيضانات، وتحدي وقود الطيران

خفض استهلاك الطاقة

هدف التحدي الأول استهلاك الطاقة في المباني، إلى خفض استهلاك الطاقة في المباني الحكومية، والصناعية، والتجارية، والسكنية، ما يمثل واحداً من أهم التحديات الناتجة عن أسلوب الحياة، والذي يؤثر سلباً في البصمة الكربونية للدولة، وهدف التحدي لدعم تحقيق مستهدفات استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 التي تسعى لخفض الانبعاثات الكربونية لعملية إنتاج الكهرباء بنسبة 70% خلال ثلاثة عقود، من خلال إيجاد حلول فاعلة لرفع كفاءة استهلاك الكهرباء.

الازدحامات المرورية

وتضمن التحدي الثاني «الازدحام المروري» إيجاد حلول مبتكرة للازدحامات المرورية في عدد من المناطق التي تشهد كثافة في حركة السيارات والمركبات، بما يحقق أهداف الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، من خلال معالجة التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية.

«التواصل الاجتماعي»

وهدف التحدي الثالث، «التخفيف من حدة الفيضانات»، إلى تعزيز استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تحليل الكوارث الطبيعية سريعة الظهور وإدارتها في الدولة، والمساهمة في تطوير منظومة إنذار ذكية تعتمد على البيانات الدقيقة التي توفرها منصات التواصل الاجتماعي، التي تشمل الوقت والموقع، إضافة إلى الظروف الجوية على مستوى الدولة وتحليلها بالاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بما يضمن تحذير الأفراد بشكل استباقي وتعزيز استعدادهم.

حلول مبتكرة

وهدف التحدي الرابع «وقود الطيران المستدام» إلى ابتكار حلول جديدة تعزز استخدام الوقود المستدام في الرحلات التجارية، بما يساهم في تحسين الملاحة الجوية وتعزيز سلامة المسافرين وتقديم تجربة متميزة لهم، من خلال تبني مفاهيم الابتكار المستدام في دفع عجلة صناعة الطيران، بما ينعكس إيجاباً على تقليل البصمة البيئية. وركزت الحلول على مناقشة التحديات العالمية في تصنيع وقود طائرات مستدام مثل الطلب المحدود وارتفاع تكلفة الإنتاج.

شراكة

جاء تنظيم «هاكثون اللامستحيل» في دفعته الأولى ثمرة للشراكة الاستراتيجية بين وزارة الطاقة والبنية التحتية، ووزارة اللامستحيل، وجامعة كولورادو ماينز الأمريكية، وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث، والجامعة الأمريكية في الشارقة، وقد أتاح الفرصة للشباب لتعلم أفضل الطرائق لمواجهة التحديات والمشاركة في حلها من خلال تطبيق مبادئ الريادة والتفكير الاستباقي الذي يعكس أسلوب العمل الحكومي في دولة الإمارات عبر خطوات مبتكرة تقوم على الاستباقية والمرونة ضمن منهجية «صمم، اصنع، اختبر وتعلم» ومشاركة جميع فئات وأفراد المجتمع في إيجاد حلول مبتكرة.

Email