طيران دبي نموذج يحتذى ومحرّك عالمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قدمت دبي مثالاً واقعياً لنجاح استراتيجيتها في فتح الأجواء والإجراءات الاحترازية المتخذة في قطاع الطيران للتصدي لتبعات جائحة «كوفيد 19»، ولا سيما في ظل ما تتمتع به من مكانة عالمية باعتبارها مركزاً دولياً للخدمات اللوجستية وقدرة استثنائية في مجال النقل الجوي والشحن.

ويعد قطاع الطيران في دبي محركاً رئيساً للنمو الاقتصادي في دولة الإمارات والعالم برمته، الأمر الذي يجعل من عودته التدريجية والسريعة لمرحلة الازدهار السابقة ليست فقط في تحقيق التعافي الكامل ولكن أيضاً رسم مستقبل صناعة الطيران العالمية.

كما يمثل هذا القطاع الحيوي أحد أهم مستهدفات الخطط الحكومية لبناء اقتصاد قوي ومستدام باعتباره محركاً رئيساً للنشاط الاقتصادي في الإمارة.

وفي الوقت نفسه تتمتع دبي بموقع جغرافي استراتيجي يساهم بدور فاعل في دعم قطاع الطيران، وزيادة إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي، باعتباره أحد القطاعات غير النفطية التي تتزايد أهميتها للتنوع الاقتصادي وتوفير الوظائف، ومن المتوقع أن تصل مساهمة صناعة الطيران إلى نحو 45% في الناتج المحلي الإجمالي لدبي بحلول عام 2030 وفقاً لمؤسسة «أوكسفورد إيكونوميكس».

وحققت الإمارة إنجازات كبيرة في مجال قطاع الطيران، إذ تمكنت في وقت قصير من مواكبة التغيرات والتطورات المتسارعة التي تشهدها مطارات العالم، حتى باتت اليوم تتمتع بمكانة دولية مرموقة، تعكس ريادة الإمارات في جميع أنحاء العالم بعد أن تحولت مطارات دبي إلى مركز ربط رئيس بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب.

رسالة إيجابية

وكانت دبي من أوائل المدن التي سارعت إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لتعزيز ثقة المسافرين وتوفير أفضل الخدمات لهم من خلال الارتقاء بإجراءاتها وتقديم نموذج احترافي حول كيفية التعاطي مع تداعيات «كوفيد 19»، في رسالة إيجابية إلى العالم أن الإمارة بمؤسساتها ومرافقها الخدمية كافة، استعدت بشكل كافٍ لاستقبال زوارها والتمتع بمرافقها السياحية المتنوعة وسط أجواء من الأمن والأمان.

والاحتياطات الاحترازية الضرورية الخاصة بالفيروس وخاصة في فترة معرض «إكسبو 2020» الذي استعدت دبي له بأبهى حلة لتوفير تجربة غير مسبوقة من الانبهار لملايين الزوار المتوقع لمشاهدة هذا الحدث التاريخي. ومنذ استئنافها الأنشطة السياحية بأمان في يوليو 2020، حافظت دبي على مكانتها واحدة من أكثر وجهات العطلات شعبية في العالم، وخصوصاً في فصل الشتاء، إذ تواصل استقبال زوارها من رجال الأعمال والسياح الدوليين، وتقدم لهم مجموعة متنوعة من التجارب ذات المستوى العالمي..

مشاريع استراتيجية

وتجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي تهدف إلى جعل دبي مطاراً للعالم، تعمل هيئة دبي للطيران المدني على تبني وتنفيذ مشاريع استراتيجية ومستقبلية وخاصة في قطاع الطيران من شأنها أن تعزز استمرار التعامل مع الحركة الجوية بكفاءة حتى في خضم الأوقات الصعبة الناجمة عن الجائحة، فيما تستخدم مؤسسة دبي لخدمات الملاحة (دانز) أرقى التقنيات لتوفير أفضل الخدمات وأكثرها سلامة لشركات الطيران والمسافرين، وتعزيز سمعة مطار دبي أفضل مطار في العالم.

مكانة دولية

واستمر مطار دبي الدولي في الحفاظ على مكانته العالمية، وظل في الربع الأول من عام 2021 أكثر المطارات ازدحاماً في العالم بالركاب الدوليين، وبلغ إجمالي عدد المسافرين في تلك الفترة نحو 5.75 ملايين مسافر، وفقاً لمؤسسة مطارات دبي.

وظل مطار دبي في 2020 أكثر المطارات ازدحاماً في العالم بالركاب الدوليين، العام السابع على التوالي، منذ أن تجاوز مطار هيثرو في لندن عام 2014، المرة الأولى في التاريخ، بعدما احتفظ المطار البريطاني بالصدارة منذ بدء النقل الجوي التجاري في العالم، وذلك وفقاً للتقرير السنوي لمجلس المطارات العالمي.

خطوات إيجابية

خطا مطار دبي الدولي، خطوات إيجابية نحو التعافي، بعد عام مملوء بالتحديات، إذ وصلت حركة المرور السنوية إلى 25.9 مليون مسافر في 2020. ووفقاً لمؤسسة «أو إيه جي» الدولية المزوّدة لبيانات المطارات، فإن مطار دبي الدولي يحافظ أيضاً على موقعه، أكبر محور للنقل الجوي الدولي في العالم، من ناحية السعة المقعدية التي توفرها الرحلات المجدولة.

وبحسب بيانات لمؤسسة مطارات دبي، بلغ إجمالي عدد الوجهات التي تخدمها الناقلات الجوية العاملة في المطار في الأسبوع الأول من يونيو الجاري 150 وجهة تشغلها 58 شركة ناقلة جوية وطنية ودولية، مقارنة بنحو 240 وجهة حول العالم قبل الجائحة ما يشكّل خير دليل على كون دبي وجهة مترابطة بكل أنحاء العالم. وتُعد دبي وجهة رائدة عالمياً في مجال الخدمات اللوجستية ومقرّ شركة الإمارات للشحن الجوي التي تعدّ أكبر شركة للشحن الجوي في العالم من ناحية المسافات التي اجتازتها الشركة لنقل البضائع حول العالم.

أداء ممتاز للشحن الجوي

حققت الإمارات للشحن الجوي أداءً ممتازاً من خلال الاستجابة السريعة للطلب في الأسواق العالمية المتغيرة، حيث ساهمت بنسبة 60% من إجمالي إيرادات النقل.

ووسعت الناقلة عملياتها بسرعة، وأعادت بناء شبكة الشحن لتلبية الطلب القوي من الشاحنين، الذين واجهوا أزمة في السعة عندما أجبر الوباء الناقلات الجوية على تقليص رحلاتها بشكل كبير. وعززت سعة الشحن المتوفّرة بإدخال 19 «طائرة شحن صغيرة» (طائرات ركاب بوينغ 777-300ER جرى تعديلها بإزالة مقاعد الدرجة السياحية لحمل البضائع في قمرة الركاب).

وأنشأت الإمارات للشحن الجوي في أكتوبر مركزاً جوياً معتمداً بموجب معايير ممارسات التوزيع الآمن GDP لتوزيع لقاحات «كوفيد 19»، ثم دخلت في شراكة مع اليونيسف لتسهيل النقل السريع للقاحات إلى الدول النامية عبر دبي.

وبفضل الطلب القوي على الشحن الجوي طوال السنة، حقق قسم الشحن في طيران الإمارات إيرادات بلغت 17.1 مليار درهم (4.7 مليارات دولار)، بنمو نسبته 53% مقارنة بالسنة السابقة. وارتفعت حصيلة الشحن لكل طن كيلومتري FTKM بقوة بنسبة 88%، بسبب الأوضاع غير العادية التي فرضتها الجائحة، والتي تسببت في انخفاض كبير بالطاقة المتوفرة على مستوى العالم.

Email