ماذا بعد فوز الإمارات؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

حددت الإمارات 4 ركائز لأولويات عضويتها في مجلس الأمن، في إطار حملتها تحت شعار «أقوى باتحادنا» وهي: ضمان السلام، تعزيز الشمولية، بناء القدرة على الصمود، التحفيز على الابتكار. ولدولة الإمارات برنامج حافل لتقديمها والمساهمة في معالجة التحديات الماثلة على الصعيد الدولي. 

وتسعى دولة الإمارات لأن تمثل جميع الدول الأعضاء من خلال الاستماع إلى آرائها وعكس اهتماماتها، مشددة على أنه يمكن تعزيز السلام والأمن عندما يتحد المجتمع الدولي.

وقد قدم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في بيان الدولة أمام المناقشة العامة للدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 سبتمبر الماضي، ملامح رئيسية لدور الإمارات على الصعيد الدولي. وقال سموه: «لقد التزمت بلادي، منذ تأسيسها، بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها، وفي سعيها لمواجهة التحديات الخطيرة في منطقتنا، جعلنا العمل متعدد الأطراف سبيلاً لخفض التصعيد وحل الأزمات والتوصل لحلول سياسية دائمة وشاملة.

وفي هذا السياق، يسرنا الإعلان عن ترشح دولة الإمارات لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2022-2023، حيث ستواصل بلادي، بالخطى والمبادئ نفسها التي تأسست عليها، جهودها في صون السلمِ والأمن الدوليين بالتعاون مع أعضاء المجلس».

وأضاف سموه: «إننا ندرك حجم المسؤولية المترتبة على عضويتنا ومقدار التحديات التي تواجه المجلس، ولكننا نؤكد أن بلادي ستعمل بعزم وإصرار، لمعالجة القضايا المهمة للدول، مسترشدين بذلك بفهمنا للأزمات وبخبرتنا في المنطقة العربية وعلاقاتنا الوثيقة مع الدول. وستواصل بلادي الدعوة لإشراك المنظمات الإقليمية في بلورة حلول دائمة للأزمات. ونعتمد على دعمكم لنتمكن من تحقيق هذه الغايات. كما نتطلع إلى مواصلة العمل مع كل الشركاء لتحقيق رؤيتنا المشتركة بخلق عالم يتمتع بالسلام والازدهار وقادر على مواجهة التحديات».

العمل متعدد الأطراف

وتدعو دولة الإمارات في المحافل الدولية باستمرار إلى وقوف المجتمع الدولي معاً والعمل متعدد الأطراف وذلك كأفضل وسيلة لتحقيق السلم والأمن الدوليين. وتتطلع الدولة لإدخال منظور جديد إلى المجلس يعتمد على فهمها للأزمات المتعددة وعلى تجربتها في الشرق الأوسط وعلى إيمانها العميق بقوة الدبلوماسية.

وستواصل دولة الإمارات السعي للاستفادة من النهج متعدد الأطراف لإيجاد حلول للتحديات العالمية ومواجهة القضايا المختلفة، مثل تغير المناخ والصحة العالمية، والعمل على تحقيق السلام عبر الاستمرار في القيام بالوساطة بين الأطراف المتنازعة وتهدئة التوترات والتوصل لحلول سياسية شاملة للنزاعات، وتعزيز التسامح ومكافحة التطرف والإرهاب وإيلاء الأهمية لأعمال الإغاثة الإنسانية، ومعالجة الأزمات الصحية العالمية والأوبئة والاستفادة من إمكانيات الابتكار في تحقيق السلام.

وتؤكد دولة الإمارات أن تحسين جودة حياة الشعوب حالياً ومستقبلاً سيمنحنا القدرة على مواجهة وتقليل التهديدات التي تواجه السلم والأمن الدوليين، والحرص في أولويات السياسة الخارجية على دفع الرؤية الاستراتيجية نحو تحقيق منطقة مستقرة وآمنة، إلى جانب تعزيز الشراكات مع الدول من كافة أنحاء العالم.

وأكدت لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، أن الإمارات تؤمن بأن لديها الكثير لتقدمه إلى مجلس الأمن وإلى النظام متعدد الأطراف بأكمله. وقالت «إن الإمارات دولة ديناميكية في المنطقة تتطلع إلى المستقبل وتسعى لبناء جسور مع المجتمع الدولي، كما تقوم بدور قيادي في مجال العمل الإنساني.

وتعتبر مركزاً عالمياً للاقتصاد والتجارة والابتكار». وأوضحت نسيبة أن التعاون يعتبر أحد القيم المتأصلة في تاريخ الإمارات منذ تأسيسها وقد سعت دائماً للعمل مع الشركاء لإيجاد حلول مفيدة لمجتمعنا الإنساني. مؤكدة أن الانضمام لمجلس الأمن يعتبر فرصة كبيرة لتنفيذ مبدأ حفظ السلم والأمن الدوليين على أعلى مستويات العمل متعدد الأطراف من أجل معالجة أهم القضايا العالمية.

سلسلة تحديات

وهناك سلسلة من التحديات العابرة للحدود الوطنية التي تتطلب اتخاذ إجراءات مشتركة للتغلب عليها، ودولة الإمارات مؤهلة للمساعدة في إيجاد حلول للعديد من التحديات، سواء الناشئة أو العابرة للحدود. ويعتبر تغير المناخ أحد التحديات التي تقوض السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم، خاصة في الدول التي تعاني بالفعل من نزاعات أو التي تمر بمرحلة ما بعد انتهاء النزاع، وباعتبار الإمارات من كبار الدول المنتجة للهيدروكربون.

والتي ركزت على تنويع مصادر الطاقة فإنها تؤمن بقدرتها في المساعدة على التوصل إلى توافق في الآراء بشأن السبل العملية لمواجهة العلاقة السببية بين تغير المناخ وانعدام الأمن بما في ذلك من خلال تشجيع المجلس على اتباع نهج أكثر استباقية في مواجهة التهديدات الناشئة وتأييد استخدام عمليات حفظ السلام لمصادر الطاقة المتجددة.

كما تخطط الإمارات إلى وضع حلول للعديد من التحديات الجسيمة التي تواجه العالم في الوقت الحاضر من خلال إضفاء الطابع المؤسسي على المساواة بين الجنسين، وتعزيز التسامح ومكافحة التطرف والإرهاب وإيلاء الأهمية لأعمال الإغاثة الإنسانية ومعالجة الأزمات الصحية العالمية والأوبئة والاستفادة من إمكانيات الابتكار في تحقيق السلام، كما أنها ملتزمة بالعمل مع أعضاء المجلس الآخرين للتشجيع على التوصل لتوافق آراء حول هذه القضايا المهمة وإيجاد حلول وسط لها.

 
Email