الإمارات.. جهود لتعزيز وصون السلم والأمن الدوليين

ت + ت - الحجم الطبيعي
أكدت البعثة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة أن دولة الإمارات تسعى لتعزيز الشمولية وبناء القدرة على الصمود وتحفيز الابتكار وتأمين السلام للأجيال المقبلة.
 
وتعهدت الإمارات بتشجيع المجلس على تجاوز نهجه الحالي القائم على رد الفعل إلى نهج أكثر تطلعاً للمستقبل من أجل الاستعداد بشكل أفضل للتحديات المستقبلية، وتشجيع المجلس على النظر في تأثير التكنولوجيا لاسيما الذكاء الاصطناعي في دعم وتعزيز السلام والأمن حول العالم، وكذلك العمل كصوت رائد يدعو للاعتدال والحوار في الشرق الأوسط، والمساعدة في الحفاظ على الإرادة السياسية ودفع التعاون المتعدد الأطراف لمكافحة الإرهاب والتطرف، والتشجيع على مواصلة الجهود الهادفة إلى تعزيز نظام عدم الانتشار في المنطقة وحول العالم.
 
كما تعهدت الإمارات بالعمل على بناء توافق الآراء حول الاعتراف بالمخاطر الأمنية المرتبطة بالمناخ في الوثائق الصادرة عن مجلس الأمن، ومواجهة الآثار الأمنية المرتبطة بتغير المناخ كالتصحر والجفاف، وزيادة التعاون مع الدول الجزرية الصغيرة المعرضة لتزايد المخاطر الناجمة عن تغير المناخ.
 
وأكدت بعثة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة أهمية العمل مع جميع الدول الأعضاء لتفعيل التعاون العالمي والاستفادة من منظومة الأمم المتحدة لتحقيق كامل إمكاناتها من أجل إنشاء مؤسسات ومجتمعات أكثر قدرة على الصمود.
وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، قد أعلن رسمياً عن ترشح الإمارات لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن، وذلك في بيان الدولة أمام المناقشة العامة للدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 سبتمبر 2020.
 
وتُعد دولة الإمارات رمزاً للإنجازات التي يمكن تحقيقها من خلال التعاون، وباعتبارها دولة تتطلع باستمرار نحو المستقبل، فقد اتخذت الإمارات خطوات جريئة لتسريع التغييرات الإيجابية في المنطقة، كما تتميز كدولة شابة حديثة العهد نسبياً، بوضع فريد يمكّنها من تقديم المساعدة إلى البلدان النامية لتحقيق رؤيتها التنموية، الأمر الذي جعلها تصبح من كبار المانحين الرئيسيين في مجال التنمية الاقتصادية والاستجابة الإنسانية، وكبوتقة تجارية وإبداعية تقع في مركز عبور عالمي، تسعى إلى مساعدة الدول على العمل معاً للاستفادة من فرص التكنولوجيا في تحقيق التقدم للبشرية.
 
وتتميز دولة الإمارات بتاريخها الحافل بالتعاون الفعال في مواجهة التحديات العالمية المُلحة، مسترشدةً في كل ما تقوم به منذ تأسيسها، خاصة في مجال الدبلوماسية، بإيمانها الراسخ بأنها أقوى باتحادها، وهو أساس منهجها في تحقيق السلم والأمن الدوليين، لقد أصبح النهج المتعدد الأطراف أكثر أهمية من أي وقت مضى لمواجهة التهديدات المُعقدة والمتزايدة التي تهدد السلم والاستقرار العالميين.
 
وتؤكد دولة الإمارات إيمانها الراسخ بأن المجتمع الدولي يصبح أقوى باتحاده، ومن خلال العمل في الداخل وعمل دبلوماسية الإمارات في الخارج، تسعى الإمارات لتطبيق هذا الاعتقاد وتحويله إلى حقيقة واقعة، وكدولة مرشحة لعضوية مجلس الأمن، ستكون دولة الإمارات شريكا بناءً في مواجهة بعض من أهم التحديات الحالية.
 
وذلك في مجال تعزيز المساواة بين الجنسين وتشجيع التسامح ومكافحة الإرهاب والتطرف، وبناء القدرة على الابتكار من أجل السلام، وتسعى دولة الإمارات للحصول على مقعد منتخب في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة من 2022ـ2023 من أجل العمل على تعزيز الشمولية وتحفيز الابتكار وبناء القدرات على الصمود وضمان السلام.

النهوض بالشمولية
 
ويجسد مجتمع الإمارات المتعدد الثقافات والمتنوع الإنجازات التي يمكن تحقيها من خلال نبذ التطرف والخوف واحتضان الإمكانات البشرية، وبجانب احتضان أكثر من 200 جنسية والتي يطلق بعض أفرادها على دولة الإمارات وطنهم، تفتخر الدولة باستضافتها لعشرات الكنائس والمسيحية ومعبدين هندوسيين وكنيس يهودي ومعبد للسيخ ودير للبوذيين، وسيكتمل بناء بيت العائلة الإبراهيمية في عام 2022 والذي يضم أماكن عبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود.
 
تحفيز الابتكار
 
وتسعى دولة الإمارات بوصفها نقطة التقاء عالمية وبوتقة تجارية وإبداعية إلى الجمع بين الدول معاً للاستفادة من فرص التكنولوجيا الحديثة ونهج التمويل والسياسات، وتستخدم دولة الإمارات نموذج «التأهب للمستقبل» للتنبؤ بالفرص والمخاطر المستقبلية ومواءمة سياسات حكومتها للتعامل مع هذه المخاطر والفرص، ومثالاً على ذلك مساعدة الإمارات للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على إطلاق الفريق رفيع المستوى المعني بالتعاون الرقمي، كما أطلق مركز محمد بن راشد للفضاء في عام 2020 أول بعثة عربية بحثية لاستكشاف الكواكب تحت اسم مسبار الأمل والتي تحققت بفضل التعاون مع عشرات الدول.

بناء القدرة على الصمود
 
وتؤمن دولة الإمارات بأنه لا يمكن التغلب على أهم التهديدات التي تواجه التنمية البشرية، كالأزمات الصحية العالمية وتغيّر المناخ بدون التعاون الدولي، وتعتبر الإمارات من أكثر الدول سخاء في مجال تقديم تقديم المساعدات الخارجية مقارنة بدخلها القومي، حيث قدمت مساعدات إلى أكثر من 175 دولة، وتعد المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي أكبر مركز للخدمات اللوجستية والإمداد لمنظمات الأمم المتحدة، كما تعتبر الإمارات شريكا هاما لمنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي في جهود مواجهة جائحة كوفيد 19.

تأمين السلام
 
وقد سعت الإمارات لإجراء وساطات بين أطراف المنازعات، وتخفيف حدة التوترات، وتطوير عمليات سياسية شاملة ونُهج أمنية لضمان عمليات مستدامة للخروج من الصراعات، وقد أطلقت دولة الإمارات وهيئة الأمم المتحدة للمرأة مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن في أكاديمية خولة بنت الأزور العسكرية للنساء بهدف تدريب النساء من الدول النامية على العمل في مجالات حفظ السلام، كما تموّل دولة الإمارات مجموعة واسعة من وكالات وبرامج الأمم المتحدة، بما في ذلك منظمة اليونيسف وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين، وذلك بهدف تحسين الظروف الإنسانية في الدول الهشة والمساهمة في بناء السلام.
 
Email