أكاديميون: تمويل البحث العلمي يحقق الريادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد أكاديميون أن ضعف تمويل البحث العلمي وعدم توفر جهات تتبنى مشاريع البحث العلمي من أجل استفادة الدولة منها يعد من أبرز التحديات، لاسيما وأن مقومات البقاء والتميز في عالم اليوم لا تقتصر على قوة السلاح أو امتلاك الثروة، وإنما تتحدد بامتلاك مفاتيح المعرفة، والقدرة على إنتاجها، وخلق الثروة، حيث غدت المعرفة قوة. 

فلم يعد معيار التقدم الحقيقي في تواصله واستدامته مكتفياً بما هو متبع اقتصادياً من مقياس نمو الناتج المحلي، وإنما أصبح اليوم ما يعرف بمعيار الرصد أو المخزون الوطني المعرفي ونموه.

وقالوا لـ«البيان» إن أهم أدوات التقدم مرهونة بالتقدم في مجال البحث العلمي، ومن دونه ستبقى أي دولة في منطقة التقليد والاستهلاك وانخفاض أو انعدام الإنتاجية العلمية.

وبالتالي فإن أول شروط الوصول إلى مستوى القياس العالمي في الإنتاجية العلمية هو توفير التمويل اللازم لخلق بيئة علمية تنافسية، حيث يتدنى الإنفاق العربي على البحث العلمي دون 1% من الناتج المحلي الإجمالي، بما يعني عدم توفر البنية التحتية اللازمة للبحث، وانخفاض الإنتاجية العلمية.

محفزات

وقال الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي إن البحث العلمي بشكل عام يعتمد على جهات تتبنى وأخرى تمول مشاريع البحث العلمي، بالإضافة إلى المحفزات، مشيراً إلى أن البحوث العلمية تعتبر صناعة المستقبل التي تحتاج إلى سوق يستوعب منتجاتها.

وأضاف إن الجامعات تعتبر بيوت خبرة تنتج هذه الصناعة، ومن ثم تحولها إلى براءات اختراع يمكن على أساسها أن تؤسس أو تطور شركات، مشيراً إلى أن الجامعات يجب أن تهيئ البيئة الداعمة للطلبة وأعضاء هيئة التدريس لتشجيعهم على طرح وتنفيذ الأفكار البحثية.

وأهاب بضرورة توفير البيئة الأكاديمية والنفسية والاجتماعية الداعمة للإبداع والتميز والابتكار وصقل المواهب، وتشجيع البحث العلمي ودعمه ورفع مستواه، مؤكداً دور مجلس علماء الإمارات في دعم البحوث العلمية بالإضافة إلى الجهات الحكومية وضرورة مساهمة القطاع الخاص، والأفراد المهتمين بمجال البحث العلمي، كما يجب إنشاء وتمويل صناديق لدعم البحوث العلمية.

مستقبل

ومن جهته، قال الدكتور عبدالله إسماعيل الزرعوني أستاذ في قسم الهندسة الكهربائية بجامعة روشستر للتكنولوجيا بدبي أن ضرورة الإنفاق على البحث العلمي أمر بالغ الأهمية، ويجب أن يرتبط بإصلاح منظومته، مشيراً إلى أنه تحدٍ أساسي تولّد عنه تحديات فرعية كثيرة، وجميعها صعبة ومتداخلة ولكنها لا تستعصي على الحل الذي أصبح ضرورياً، فاستمرار الحال من المحال.

وأضاف: نحن نحتاج إلى شجاعة الاعتراف بالأزمة حتى نتبين أفضل الحلول لها، فلم يعد لدينا وقت نهدره، والإمارات حكومة وشعباً، على أعتاب مرحلة تحرص فيها على التقدم والمضي قدماً نحو مستقبل زاهر، لذا يجب أن تخضع لحوار ينتهي إلى روشتة إجرائية للإصلاح تستهدي بالجوانب الإيجابية لدينا، وتنظر إلى تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال.

بحوث

وأكد الدكتور محمد علي الريسي، أن الاستفادة من البحوث الأكاديمية تتطلب توافر الجانبين، لأن النهج البحثي الحديث متوجه نحو ما يسمى بالبحث المؤسساتي القائم على تكوين فرق عمل بحثية تتبناها مؤسسات توفر لها الدعم الكافي، وتتبنى عملية نشر نتائج الأبحاث في المجتمع ليحقق الفائدة منها.

وقال إن الأسلوب التقليدي منذ عشرات السنين والقائم على العمل البحثي الفردي لا يفضي إلى نتائج، وتبقى مخرجاته حبيسة المكتبات، بل في غالب الأحيان يواجه صعوبات وعوائق تعرقل استمرارية البحث العلمي من خلال عدم القدرة على التمويل أو صعوبة الحصول على معلومة وغيرها من العوائق.

تنمية

من ناحيته، أشار الدكتور نور الدين عطاطرة، المدير المفوض لجامعة العين، إلى أن تنمية قدرات الطلبة على الابتكار والبحث العلمي هدف أساسي لجميع المؤسسات التعليمية في دولة الإمارات، وهو ما يتماشى مع تحقيق رؤية الإمارات 2021، التي تضمن عدداً من المؤشرات الوطنية لتحقيق التميز، والتأكيد على أن يكون طلاب دولة الإمارات من بين الأفضل في العالم في القراءة، والرياضيات، والعلوم، والمعرفة والبحث العلمي والقدرة على الابتكار.

وأضاف عطاطرة أن جامعة العين، تسعى دائماً إلى تشجيع الدارسين على العمل لتحقيق الأفكار والمشاريع البحثية الإبداعية التي تنسجم وتتواكب مع استراتيجية الدولة تجاه الذكاء الاصطناعي، ويشمل الدعم استقطاب خبراء في شتى المجالات البحثية المقدمة، والمساهمة في تكثيف البرامج والدورات التدريبية.

 

 

 

Email