التسمم الغذائي والالتهابات الجلدية أبرز أمراض الصيف.. والأطفال الأشد تأثراً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل فصل الصيف بكل ما يحمله من تقلبات وارتفاع في درجات الحرارة المصحوبة بالرطوبة العالية خطراً على صحة الأطفال، نظراً لما تسببه الحرارة العالية من ضربات الشمس أو الجفاف، بسبب عدم تناول كميات كافية من المياه والسوائل، أو تعرضهم للتسمم الغذائي نتيجة عدم مراعاة بعض المطاعم للاشتراطات الصحية الخاصة، حيث تنتشر الكثير من الالتهابات المعوية والمعدية، فضلاً عن الإصابة بأنواع من الأمراض الجلدية كالأكزيما والالتهابات الفطرية، التي تظهر بنسبة أكبر خلال فصل الصيف مقارنة مع فصل الشتاء خاصة للأطفال الذين يعانون من الحساسية أو الربو.

وشدد أطباء على أن الأمراض المعدية التي تنتشر في فصل الصيف تعد من أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال، لأن مناعتهم تكون أقل مما هي عليه لدى الكبار، ومنها الإسهال الصيفي، والدوسنتاريا والتيفود والباراتيفود، والرمد الصديدي والالتهابات الجلدية إضافة إلى التسمم الغذائي، الذي يصيب الأطفال لأن الطقس الحار بيئة خصبة لانتشار ونمو البكتيريا، الأمر الذي يؤدي إلى فساد الأغذية بسهولة، وغالباً ما يكون الأطفال والكبار عرضة للتسمم الغذائي، وبالرغم من أن لدى بعض الكبار مناعة ضده إلا أنه يصيب الفئتين العمريتين بالقدر نفسه، الأمر الذي يتطلب شرب الأطفال كميات كبيرة من الماء خلال فصل الصيف لتعويض كمية الماء المفقودة من الجسم بسبب التعرق، حيث إن الجفاف خطير جداً بالنسبة للأطفال ولا تستطيع أجسادهم تحمله.

مسببات

وأوضح الدكتور أنور الحمادي رئيس شعبة الأمراض الجلدية في جمعية الإمارات الطبية: إن أكثر الأمراض شيوعاً خلال فصل الصيف هي: الدمامل، وحروق الشمس، والالتهابات الفطرية، مثل النخالية المبرقشة «عدوى فطرية في الفخذ»، وتسبب الحرارة الشديدة تعرق الجلد، وهذا هو السبب الرئيس للأمراض الجلدية خلال فصل الصيف، مبيناً أنه تظهر على الجلد حبوب مؤلمة، وحكة شديدة في جميع أنحاء الجسم بقع بيضاء اللون أو داكنة على الصدر والظهر أو تقرحات وحكة بين الأصابع، والتي تسمى «سعفة القدم»، والتي تمثل عدوى فطرية، وتنتشر في فصل الصيف وتسبب حكة في القدمين، وتحديداً بين الأصابع، وبقعاً متقشرة بيضاء اللون، مؤكداً أن التعرق الشديد الذي يحدث في الصيف وخاصة بين الرياضيين هو الذي يزيد من حدوث هذه العدوى الفطرية، وينصح الأشخاص الذين يصابون بهذه الآفة الجلدية بارتداء الجوارب القطنية، إضافة إلى المواظبة على إجراء مغاطس للقدمين، ووضع مساحيق مضادة للفطريات وللتعرق.

مشاكل

وقال: إن هناك أمراضاً أو مشاكل جلدية تنجم عن استخدام حمامات السباحة، تتمثل في الالتهابات الجلدية الفيروسية مثل: الثآليل، والمليساء المعدية، والعدوى البكتيرية مثل التهاب الأجربة الشعرية، والفطرية مثل: النخالية المبرقشة، وهذه شائعة جداً بين الناس، الذين يرتادون حمامات السباحة، لذا يجب التأكد من أن حمامات السباحة تحتوي على نسب مقبولة من الكلور، كما يجب تجنب البقاء في أحواض السباحة لساعات طويلة. وذكر الدكتور أنور أن حب الشباب يزداد سوءاً خلال فصل الصيف، بسبب زيادة إنتاج العرق في الوجه، ويؤدي إلى انسداد القنوات الدهنية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة ظهور حب الشباب.

الوقاية

وعن طرق الوقاية، أشار الدكتور الحمادي إلى أهمية اتخاذ التدابير الوقائية، خلال فصل الصيف، فيجب وضع كمية كافية من الكريمات الواقية من الشمس كل 3 ساعات تبعاً لنوع البشرة، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خلال فصل الصيف من الساعة الـ 12 إلى الـ 3 ظهراً، من خلال لبس قبعة واقية من الشمس إلى جانب استخدام الكريمات الواقية، ولمنع الإصابة وظهور الدمامل على الجلد يجب أخذ حمامات بالماء البارد، إضافة إلى وضع كمادات الماء البارد على الوجه.

المسابح

وأضاف: تعتبر المسابح التي يمضي فيها أطفالنا معظم الوقت من إحدى وسائل نقل مجموعة من الأمراض الجلدية خاصة في المسابح العامة، التي يرتادها عدد كبير من الناس لذلك يجب أن توضع شروط لرواد هذه المسابح كما هو معمول به في بعض الأندية مثل إحضار كشف طبي يؤكد سلامة الشخص من أي مرض يمكن أن ينتقل عن طريق الماء والاستحمام قبل النزول إلى حمام السباحة وغيرها، إضافة إلى وجوب تواجد جهاز تنقية مياه المسبح «الفلتر»، ووضع المواد المطهرة والمعقمة باستمرار وأخذ عينات من المياه وفحصها، لافتاً إلى أن انتقال الأمراض الجلدية في المسابح يرجع لوجود فطريات لدى بعض المصابين يكون منشؤها بكتيريا أو فيروسات تنتقل من الأشخاص المصابين بالأمراض.

احتياطات

وقال الدكتور بسام محبوب استشاري أمراض الصدر والحساسية في هيئة الصحة بدبي: إن الرذاذ المتطاير من المسابح ورائحة الكلور النفاذة تؤدي إلى تهيج القصبات الهوائية خاصة للأشخاص المصابين بمرض الربو، وبالتالي ينصح هؤلاء الأشخاص بأخذ الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية قبل الدخول إلى المسبح، أو بعد السباحة في حال شعر الشخص بضيق في التنفس.

وأوضح أن إضافة الكلور إلى مياه المسابح يعمل على تعقيم المياه ولكن يجب أن يكون ضمن النسب المتعارف عليها من قبل المشرفين على المسابح، كما يجب تغيير مياه المسابح بين فترة وأخرى، للتخلص من البكتيريا والفيروسات التي قد تستقر في المياه من الأشخاص المصابين ببعض الأمراض.

وأشار إلى دراسة حديثة نشرت في مجلة متخصصة في طب الأطفال، بينت أن الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً في المسابح الداخلية أكثر عرضة للربو عندما يكبرون مقارنة بالأشخاص الذين لا يسبحون بشكل مستمر، حيث لوحظ أن السباحة في المسابح التي تحتوي على الكلور يتصاعد منها غازات تتجمع في المسبح وتؤدي لمشاكل في التنفس.

وتابع: هذه الغازات تؤدي لحدوث المشاكل الصحية والخطيرة على الصدر والتنفس هي «التركلورامين» و«النتروجين كلوريد» وهذه المركبات تنتج عندما يتفاعل الكلور الموجود في المسبح، والذي يضاف لغرض التطهير مع الأمونيا.

تهيج القصبات

وقال الدكتور محبوب: إن أفضل طريقة للحد من المشاكل الصحية، التي قد يتعرض لها الأطفال والذين يكثر لديهم استخدام المسبح الحرص على استخدام مسبح جيد التهوية وليس في مكان مقفل أو مغلق، لأن عملية السباحة في مكان مغلق تزيد من تعرض الإنسان للهواء غير النقي، لذلك يفضل السباحة في مسابح مفتوحة غير مغلقة، ويجب أخذ حمام سريع قبل وبعد السباحة، لأن النظافة قبل السباحة تحد من تلوث المسبح بالعرق الذي يعتبر مادة يمكن أن تتفاعل مع الكلور وتنتج المواد الخطيرة التي تؤثر على الجهاز التنفسي خاصة عند الأطفال ويقلل من إنتاج المواد التي تسبب الحساسية كما يجب توفير الفلاتر الجيدة في المسبح.

أمراض الأنف

وقال الدكتور محمد فوزي استشاري أنف وأذن وحنجرة في مستشفى دبي: إنه بسبب ارتفاع درجة الحرارة تحدث العديد من أمراض الجهاز التنفسي في الصيف، مثل الالتهابات الفيروسية التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا، وفي كثير من الأحيان عندما يذهب الأطفال إلى السباحة فإنهم يتعرضون إلى الكثير من الإصابات الفيروسية، فالرطوبة وارتفاع درجة الحرارة مناخ مثالي لنمو الفيروسات والبكتيريا، وتحدث هذه العدوى الفيروسية غالباً مع الأطفال الصغار والمسنين.

وعن التهاب الأنف التحسسي بيّن الدكتور محمد فوزي أنه عبارة عن التهاب المجاري الأنفية بسبب الغبار أو حبوب اللقاح عند النباتات أو فرو الحيوانات، وتستمر حساسية الأنف عادة لفترة أطول من الإنفلونزا العادية، ويمكن أن تترافق مع الحمى، وأفضل طريقة للوقاية من هذا المرض تكون من خلال تجنب العطور واستخدام الأجهزة التي ترفع من كمية الرطوبة في جميع أنحاء المنزل وعدم التدخين والابتعاد عن مناطق التخزين أيضاً، ويجب تنظيف المكيف بانتظام، وبالنسبة للرعاف «نزيف الأنف» عند الأطفال، فيندر حدوثه في الأطفال أقل من سنتين، وتزداد النسبة بعد هذا العمر ثم تقل بعد سن البلوغ.

تأثيرات الكلور

قال الدكتور أنور الحمادي رئيس شعبة الأمراض الجلدية في جمعية الإمارات الطبية: إن مادة الكلور التي يتم إضافتها لمياه المسابح تعمل على تهيج الجلد خاصة لدى المصابين بالحساسية وجفاف الشعر وإفساد مظهره العام، ليس هذا فحسب بل إنها شديدة الخطورة على الشعر المصبوغ.

وشدد الدكتور أنور الحمادي على ضرورة الاستحمام قبل السباحة وبعدها، إضافة إلى استخدام المطهرات وتنشيف الجسم والقدمين بشكل جيد بغية الوقاية من الأمراض وبخاصة الجلدية منها، إذ إن المسابح تعتبر مصدراً خصباً لانتقال الأمراض الجلدية بما فيها الفطريات التي تسبب كثيراً من الأمراض.

Email