طفل بعمر العامين يرث معاش والدته بعد وفاتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

ساقتها الأقدار إلى نهاية الرحلة، ولم يكن ذلك اليوم عادياً، بل كان النهاية لأم تركت رضيعاً، فأثناء عودتها من العمل إلى المنزل، وقع حادث سيارة، أخذ معه كل الذكريات الجميلة، وأحلاماً وطموحات لم يُكتب لها أن ترى النور، في رحلة قصيرة من الحياة، شملتها رحلة عمل امتدت لأربع سنوات، انتهت بالوفاة، التي أُثبت في محضر الشرطة أنها حدثت أثناء عودتها من العمل، هذه العبارة كانت كافية جداً، ليترتب عليها الكثير من الأحكام والمنافع التي يوفرها قانون المعاشات والتأمينات الاجتماعية في مثل هذه الحالات، حيث تلقى قطاع المعاشات بالهيئة التقرير، موضحاً فيه أن الوفاة كانت أثناء عودتها من العمل، ومعه تقرير آخر من قسم التفتيش بالهيئة، مدعماً بما يثبت ذلك، بداية من كشف حضورها وانصرافها من جهة عملها، إلى توقيت وقوع الحادث، الذي كان في حدود المدة التي يتطلبها الوصول من العمل إلى البيت، وفق الموقع الجغرافي الذي يحدد مسار رحلتها اليومية من وإلى عملها يومياً.

حمل التقرير الذي تم رفعه إلى قطاع المعاشات بالهيئة، معززاً بتقرير الشرطة، توصية بأحكام القانون في هذا الشأن، وأصدر قطاع المعاشات بالهيئة، قراره باعتبار إصابة المؤمن عليه إصابة عمل .

وبعد مراجعة ملفات المستحقين، تبين أن المستحق الوحيد في معاشها، طفلها الذي يبلغ من العمر عامين، وحسب قانون المعاشات، يصرف له في هذه الحالة ثلاثة أرباع المعاش، ويظل متمتعاً بهذه الحصة حتى (21) سنة من عمره، وينقطع نصيبه عند بلوغه سن الـ (21) سنة، ويستمر صرف نصيبه بعد بلوغه هذه السن إذا كان طالباً، وينقطع بحالة التحاقه بالعمل أو مزاولته المهنة، أو بلوغه سن (28)، أيهما يحلّ أولاً.

لم يكن المعاش هو الشيء الوحيد الذي تم صرفه من الهيئة بعد الوفاة، لكن حسب قانون المعاشات الاتحادي، تم منح ورثة المؤمن عليها تعويضاً قدره 75 ألف درهم، بسبب أن الوفاة اعتبرت وفاة إصابية، علاوة على المعاش الشهري، وعلى الرغم من أن رحلة المؤمن عليها، التي كانت تتمتع بمظلة التأمين من كافة المخاطر، وهي على رأس عملها قد انتهت، إلا أن رحلة أخرى جديدة بدأت تجاه طفلها.

Email