أكاديميون لـ«البيان»: «كورونا» عزّز تفشي فيروس الأخبار الكاذبة عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذّر أكاديميون من تناقل المعلومات المغلوطة ونشر الشائعات حول التطعيمات ضد فيروس كورونا لاسيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى خطورة تناقلها، وشددوا على ضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، وتعريض أي محتوى إعلامي لأربعة أسئلة للتأكد من صحته.

وقالوا لـ«البيان» إن أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، تمثل حالة الذروة في تفشي فيروس الأخبار الكاذبة في العالم، وذلك لأسباب عدة، فالأزمة طالت جميع بلدان العالم تقريباً، وفي وقت تستمر فيه مواقع التواصل الاجتماعي في النمو والانتشار، وما يترافق معها عادة من انتشار الشائعات حول عدم جدوى التطعيم وغيرها من المعلومات المغلوطة.

وأكد الدكتور رفعت البدري أستاذ الصحافة الرقمية بكلية الإعلام في جامعة المنوفية المصرية أنه سواء تعلق الأمر بقدرة الصحافيين والإعلاميين أو حتى الجمهور على التحقق من صحة الأخبار فإن هناك أربعة أسئلة يجب على كل من يتعرض لأي محتوى عبر وسائل الإعلام التقليدي أو الجديد أن يجيب عنها أولاً للتأكد من صحة ما يعرض عليه، السؤال الأول: هل المعلومة المقدمة أصلية أم مزيفة؟ وهذا يتطلب التحقق من صدقية الصفحات التي تنشر المادة، خصوصاً أن بعض المزيفين على المواقع المختلفة يلجأون إلى وضع علامة زرقاء، بجوار اسم الصفحة كإحدى العلامات الدالة على أن هذه الصفحة هي الرسمية للشخص، وهو ما يمكن كشفه من خلال الوقوف بـ«الماوس» على تلك العلامة، فإن ظهرت كلمة «Verified account» أو «حساب موثّق» فهذا يعني أن الحساب صحيح، وإلا فهو حساب لم يتحقق من صحته بعد، والسؤال الثاني: من الذي قام بنشر المادة؟ وهذا يتطلب معرفة الشخص الذي قام برفع المادة أياً كان مضمونها على الإنترنت، خصوصاً أن المعلومات المنشورة من دون مصدر تفتقد الكثير من المصداقية، لذا لابد من توجيه بضعة أسئلة للمصدر، ومن خلالها يمكن معرفة ما إذا كان هو الناشر أم لا، كما يمكن مطابقة إجاباته عن بعض الأسئلة المتعلقة بالمعلومات المتوفرة عن الصورة والفيديو مثلاً، خصوصاً التاريخ والموقع.

معلومات

وأضاف الدكتور رفعت البدري: السؤال الثالث: متى تم نشر أو إنشاء المادة؟ وهناك بعض الوسائل التي يمكن من خلالها التحقق من زمن النشر، منها استخدام المعلومات الخاصة بأحوال الطقس إن كانت المادة المنشورة صورة مثلاً، وذلك عن طريق المحرك البحثي «Wolframalpha»، أما السؤال الرابع: في أي مكان نشرت المادة؟ يمكن معرفة الأماكن التي نُشرت فيها المادة أو موقع التقاط الصورة أو الفيديو، وتحديده بعد كتابة اسم المكان المذكور في المادة أو في الصورة أو الفيديو على بعض المواقع ليتم الحصول على المعلومات المنشودة. ويمكن اعتماد الطريقة نفسها في Google Earth.

توعية جماهيرية

وشدد الدكتور البدري على ضرورة الاستمرار في برامج التوعية الجماهيرية، والتحذير بخطورة انتشار الشائعات والأخبار المضللة وتأثيراتها الخطيرة على الرأي العام وخصوصاً في مجال صحة الناس، وبالتوازي معها النشاط والحيوية في إتاحة المعلومات للصحافيين والإعلاميين والرد السريع على الشائعات بأقصى سرعة ممكنة من خلال المؤسسات الرسمية المعنية وعبر المنصات المتخصصة والحرص على إصدار البيانات الصحافية وتحديثها المستمر والتوسع في رسالة التوعية للجمهور على اختلاف فئاته وخصوصاً ذات الصلة بمجال الصحة والرعاية الطبية.

وأضاف إن خطورة الشائعات في هذه الحالة تتمثل في كونها تتعلق بجوانب طبية وعلمية وصحية وترتبط بحياة الإنسان، ولذلك كان للأخبار الكاذبة في هذه الأزمة العديد من الجوانب المأساوية، المتعلقة باتباع نصائح غير سليمة وإرشادات خاطئة حول طرق وأهمية الوقاية والعلاج من الفيروس.

وقال إنه بحسب دراسة حديثة قام بها علماء بإحدى الجامعات البريطانية، أكدت أن أي جهود تنجح في منع الناس من نشر أخبار كاذبة يمكن أن تسهم في إنقاذ أرواح وأن «الأخبار الكاذبة»، بما فيها المعلومات الخاطئة والنصائح غير السليمة على وسائل التواصل الاجتماعي، قد تجعل انتشار الأمراض في وضع أسوأ.

أسلحة مدمرة

ومن ناحيته قال الدكتور حسن مصطفى عميد كلية الإعلام في جامعة الفلاح بدبي، إن الشائعات تعد من أخطر الظواهر والأسلحة المدمرة للأشخاص والمجتمعات والدول وهي ليست بالشيء الجديد فقد وجدت في الكثير من الثقافات والحضارات على مر التاريخ ولم تسلم منها دولة من الدول أو عصر من العصور.



وعرف الدكتور مصطفى الشائعة بأنها خبر بمفرده أو مجموعة من الأخبار غير الصحيحة والملفقة بشكل يمكن تصديقها وهي قريبة من معنى الكذب تعد في مطابخ عدائية سواء أكانت شائعة سياسية أم اجتماعية أم تتجه نحو الحياة الاقتصادية لأي مجتمع بقصد تخريبه من الداخل، ونشرها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بقصد التشكيك لإثارة البلبلة والتساؤل المتداول عن صحتها من عدمه.

وأشار إلى أنه في ظل أزمة «كورونا» الحالية تنتشر الكثير من الشائعات من خلال استخدام مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والتي تعمل على زعزعة السلم والأمن الاجتماعي والتشكيك في مصداقية وجدوى التطعيم، مشدداً على أن الشائعة مرفوضة بكل المقاييس أياً كان نوعها ويجب معاقبة مروجيها.

وأوضح أنه للتغلب على ذلك يجب التحري عن مصدر المعلومة وتجنب تصديق كل ما يقال وينشر في مواقع التواصل الاجتماعي، ويجب استقاء المعلومات من المصادر الرسمية فقط.

وقال إن للشائعات أهدافاً وأغراضاً مختلفة تدفع مروجيها لبثها سواء في وقت السلم أم الحرب وتهدف إلى إثارة البلبلة وإحداث الفتن بين الناس في مجتمع ما من خلال بث أخبار كاذبة تؤدي لتضليل الناس وتصيبهم بالهلع والذعر واليأس مما يؤدي لفشل وانهيار المجتمع.

وتعتبر الشائعات من أبشع صور الجريمة ضد أمن المجتمع ولها مصادر عدة منها مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتميز بسرعة الانتشار.

Email