شرطة دبي: الحبس سنة وغرامة 100 ألف لكل من تاجر أو استورد أو صنع الألعاب النارية من دون ترخيص

مفرقعات العيد لعب بالنار

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأعياد تعلو أصوات الألعاب النارية معبّرة عن الفرحة.. هي من طقوس المناسبات السعيدة في مجتمعاتنا ووسيلة من وسائل بهجة الصغار والمراهقين، لكن استخدامها محفوف بالمخاطر، وهو ما دفع الجهات المعنية إلى حظرها، وتوقيع عقوبات وغرامات بحق المخالفين، حفاظاً على سلامة المجتمع.


اللواء عبدالله علي الغيثي، مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ في شرطة دبي قال إن المادة رقم 54 من قانون العقوبات نصت على الحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 100 ألف درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين، لكل من قام من دون ترخيص بالإتجار في الألعاب النارية أو استيرادها أو تصديرها أو تصنيعها أو إدخالها الدولة وإليها، منوهاً بأن شرطة دبي بالتعاون مع عدد من الجهات تواصل جهود التوعية عبر حملة التوعية بمخاطر الألعاب النارية في تثقيف المجتمع، تزامناً مع رمضان الكريم واقتراب عيد الفطر، وذلك في إطار المبادرة السنوية التي تقوم بها الإدارة بالتعاون والتنسيق مع مركز حماية الدولي التابع للإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ودائرة التنمية الاقتصادية في دبي وبلدية دبي.


 ولفت إلى أن حماية الأطفال والمجتمع في الإمارة منطلق المبادرات التي تنفذها شرطة دبي، حرصاً على حماية المجتمع من أصحاب النفوس الضعيفة الذين يستغلون رمضان والمناسبات لبيع الألعاب النارية وتحقيق الكسب المادي، متجاهلين الأخطار.


إصابات


وقال الدكتور مأمون المرزوقي، استشاري ورئيس قسم جراحة الأطفال في مستشفى لطيفة للنساء والولادة: إن الألعاب النارية وإن اختفت تقريباً من الأسواق بفضل الرقابة عليها من قبل الجهات المختصة، إلا أن ذلك لا يمنع تواجدها في بعض المناطق التي قد تتسلل منها، مؤكداً أن خطورتها تكمن في المواد التي تدخل في تركيبتها وما تسببه من جروح، والتي قد تؤدي أحياناً إلى الوفاة وإصابات بليغة، لا سيما للأطفال الذين يعانون من مرض الربو بسبب استنشاق الدخان، كما في بعض الحالات تؤدي إلى جروح ودخول الألعاب النارية في الجسم ما يتطلب إجراء عملية جراحية وأحياناً تصيب الأماكن الحساسة في الجسم مثل العين أو الأنف أو الأذن وتؤدي إلى تلفها.


وأوضح أن استنشاق الدخان من قبل الأطفال صغار السن والمصابين بمرض الربو قد يؤدي إلى الوفاة، منوهاً بأن الحوادث التي تقع بسبب الألعاب النارية تتضمن حروقاً للجلد وتحدث عند اشتعال الألعاب خصوصاً التي تنتج في مصانع تقوم بعملية التقليد والغش التجاري في المواد، وهذه الأنواع من الألعاب تصيب الوجه وتحرقه وتصل أحياناً إلى النوع الثالث من الحروق، كما توجد أحياناً أنواع أخرى تصل إلى الدرجة الثانية والأولى.


وذكر أن خطورة الألعاب المغناطيسية وألعاب الخرز لا تقل عن الألعاب النارية على الأطفال، مشدداً على ضرورة عدم شرائها للأطفال ممن هم دون خمس سنوات، خصوصاً في أيام العيد خشية ابتلاعها، إذ قد تؤدي إلى ثقوب بالأمعاء الدقيقة والقولون، بسبب زيادة الجاذبية بينها. وكشف عن إجراء 5 عمليات لأطفال العام الماضي، ابتلعوا خرز الألعاب المغناطيسية، ما تسبب في ثقوب بسيطة بالأمعاء والقولون حيث يضع الأطفال إحدى الخرز خارج الفم والأخرى من الداخل لتتجاذب، وفي لحظة يبتلع الطفل الخرزتين فتحدث مشكلة معقدة في جسمه، بسبب عملية التجاذب بين الخرزتين، لافتاً إلى أن القسم أجرى خلال السنوات الثلاث الأخيرة نحو 35 عملية.


جروح


 موأكد الدكتور إبراهيم كلداري، استشاري وأستاذ الأمراض الجلدية في كلية الطب بجامعة الإمارات، خطورة الجروح التي تسببها الألعاب النارية، والتي قد تؤدي أحياناً إلى الوفاة لا سيما الأطفال الذين يعانون من مرض الربو بسبب استنشاق الدخان.


وقال إن خطورة الألعاب النارية تشكل حسب مكوناتها خطراً على سلامة الأطفال وتسبب جروحاً مختلفة في حالة أقل الأضرار إذا ما أصابت العين أو استنشاق الدخان من قبل الأطفال صغار السن والمصابين بمرض الربو وتؤدي إلى الوفاة، كما تسبب جروحاً مختلفة وحروقاً. 


توعية


وشدد أولياء أمور على ضرورة تكثيف التوعية لدى الأبناء بخطورة الألعاب النارية وعدم التساهل معهم في حال استخدامها، لافتين إلى دور الإعلام في جانب التوعية.


وقالت فاطمة الحمادي، إن استخدام الألعاب النارية ينتشر مع اقتراب العيد في الفرجان والأحياء السكنية، وهو أمر يسعد برؤيته الكبير قبل الصغير، ولكن دورنا كأولياء أمور أن نوضح لأبنائنا أن استخدام هذه الألعاب بهذه الطريقة أمر غير قانوني وعليه عقوبات صارمة، خصوصاً وأن استخدامها بشكل خاطئ يعرض مستخدميه إلى حروق ومخاطر قد تودي بحياة الإنسان، فوجب على الأهل توعية أبنائهم وخصوصاً فئة الذكور الذين تستهويهم هذه الألعاب.


وشددت على دور الإعلام في التوعية المجتمعية بتكثيف حملات التوعية المتعلقة بخطورة استخدام الألعاب النارية الذي قد يحول فرحة العيد إلى حزن وندم.


وأكدت عائشة شريف المرزوقي أن استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من العادات السلبية التي تنتشر في المناسبات، وقد باتت هذه المواد تشكل خطراً ليس على مستخدمها فقط بل كذلك على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها، خصوصاً إذا لم يتم استخدامها بالشكل الصحيح وفي المكان والوقت المناسب له.


وأوضحت أن أبرز مخاطرها التسبب في حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة، كما تحدث أضراراً في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق، وبما أن العيد قد اقترب فإن الشباب والأطفال قد يلجأون لاستخدام الألعاب النارية تعبيراً عن فرحتهم بوصول العيد، علماً أن أغلب زبائن ومشتري المفرقعات هم الأطفال والشباب.


وقالت ثريا أحمد حسن إن دور الأسرة فعّال ومهم في توعية أبنائهم حول خطورة الألعاب النارية، وخصوصاً أنهم يستخدمونها للتعبير عن فرحتهم، ولكن ضررها أكبر مما يتصورون، لأنها تخلف الكثير من المشكلات لهم ولغيرهم، وقد تؤدي إلى عاهات مستديمة، كما أنها تهدد سلامة الناس وممتلكاتهم وإلحاق الضرر المادي والبيئي لهم.


وأكدت أهمية تذكير الأبناء بالعقوبة التي فرضتها الدولة على تجار بيع الألعاب النارية ومستخدميها التي عقوبتها الحبس أو الغرامة المالية أو بهاتين العقوبتين معاً، وعلى الوالدين أن يوجها الأبناء للاحتفاء بتلك المناسبات بطرق أخرى بديلة تشعرهم بالفرحة، منها استخدام الألعاب المنزلية مع الأسرة وبين الأخوة، والتقيد بالعادات والتقاليد الأصيلة التي تربينا عليها من آبائنا وأجدادنا.


مسؤولية


وأوضحت ديما فلكناز، أنّ الألعاب النارية قنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة وأي مكان، لذا علينا كأولياء أمور أن ندرك هذه المخاطر، ففي النهاية المفرقعات تسلية مؤقتة مهدرة للأرواح والأموال، ومسؤوليتنا أيضاً أن ننقل هذا الوعي لأبنائنا ونطلعهم على هذه المخاطر لكي يبتعدوا عنها إمّا بمشاهدة أفلام وثائقية قصيرة أو كرتونية، كما يجب على المجتمع أن يتكاتف مع الجهات المعنية لمقاومة ومنع هذه الظواهر السلبية، فبتكاتف الجهود تتحقق النتيجة المرجوة، وحماية المجتمع مسؤولية الجميع.

 


وأكدت فاطمة نايف رباني، دور الأسرة في القيام بمناقشات وتوجيهات مع أبنائها لبيان أثر هذه الألعاب وذكر حوادث تسببت فيها هذه الألعاب وكم كان لها أثر سلبي على حياة الناس، كما عليهم تعزيز الروح الوطنية داخلهم وأهمية الالتزام بتوجيهات الدولة بما يخص الألعاب النارية واستخداماتها كواجب وطني تجاه الدولة التي تسعى دائماً للحفاظ على شعور الأمن في نفوس شعبها. كما يمكن توجيه الأبناء لأمور بديلة عن طريق قضاء الوقت معهم وليس بعيداً عنهم خلال العيد واللعب معهم بألعاب يفضلها الأبناء.

 

 


وقالت فاطمة الجمال ملحم: هل فكّرت يوماً باصطحاب ابنك صباح العيد إلى متجر الألعاب لتشتري له ناراً يلعب بها؟ للأسف هذا ما يحدث عندما تسمح لابنك بشراء الألعاب النارية، ومع اقتراب العيد لا بد من تحذير أطفالنا من اقتناء هذه الألعاب والحوار معهم لتوعيتهم عن الحوادث الجسيمة التي تسببها وتهدّد السلامة العامة. كما لابد من توفير البديل الآمن، كالألعاب الجماعية التي يشترك فيها أفراد الأسرة لتكتمل فرحة العيد بعيداً عن اللعب بالنار.

 


وترى سارة خليل جعفراوي، أن الألعاب النارية يجب أن يقتصر استخدامها على المختصين في هذا المجال لإطلاقها في أماكن مخصصة لذلك، وعلى أولياء الأمور أن يوجهوا أبناءهم بالابتعاد عن شراء الأحجام المصغرة منها وعليهم اصطحاب الأطفال إلى دور الملاهي أو دعوتهم للمشاركة في مسابقات رياضية وذهنية بديلاً آمناً للألعاب النارية.

 


واقترح سامر طه، تشجيع الأطفال على المشاركة في التجمعات العائلية واللجوء للألعاب المسلية التي تتضمن مسابقات المعرفة والعلوم، وألعاب السرعة والبديهة والذكاء كالفوازير والمسابقات الرياضية، والاستعاضة عن إطلاق الألعاب النارية بتعليق الزينة المضاءة كالأهلّة الضوئية والفوانيس.


120
 

أفاد اللواء عبدالله الغيثي بتنفيذ 400 جولة تفتيشية في العام قبل الماضي وتسجيل 120 ضبطية بالتعاون مع عدد من الجهات، مشيراً إلى أن حملة التوعية تهدف إلى حماية وتثقيف المجتمع بمخاطر الألعاب النارية، وضبط الألعاب النارية غير المرخصة ومخالفة أصحابها، وتفعيل التواصل والتنسيق بين المؤسسات الحكومية والخاصة لمواجهة هذه الظواهر، حيث يتم تنفيذ الحملة بوسائل عدة منها الجولات التفتيشية على المحال والمستودعات بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة، والتوعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ودعا اللواء الغيثي أفراد المجتمع إلى ضرورة التجاوب والتعاون عبر الامتناع عن شراء الألعاب النارية، والإبلاغ عن أي أماكن أو أشخاص يقومون ببيعها عبر الرقم 901 أو عبر موقع وتطبيق شرطة دبي لتحقيق أكبر وقاية ممكنة، متمنياً للجميع السلامة.

 

اقرأ أيضاً:

ـــ مواقع التواصل الاجتماعي منصات بيع الألعاب النارية غير شرعية

Email