مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية خصصت أكثر من 49 مليون درهم للرعاية الصحية ومكافحة المرض

ت + ت - الحجم الطبيعي

رصدت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في عام 2020 وفي خضم الموجات الأولى التي شهدها العالم لجائحة فيروس كورونا المستجد 49.6 مليون درهم إماراتي لمبادرات الرعاية الصحية ومكافحة المرض استفاد منها 38 ألف إنسان حول العالم.

وشكّلت الرعاية الصحية ومكافحة المرض العام الماضي ميداناً حيوياً للمؤسسات المنضوية تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في هذا المحور؛ وهي مؤسسة الجليلة لدعم التعليم والأبحاث في المجالات الطبية ومؤسسة نور دبي، واستجابت المؤسستان لجائحة كوفيد - 19 وغيرها من التحديات الصحية حول العالم بالابتكار في مجال التوعية الصحية وإطلاق مراكز البحوث الطبية المتقدمة المجهزة بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا للارتقاء بالطب العلاجي والوبائي والوقائي.

استدامة البرامج وآثارها
وساهمت إنجازات محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض التي حققتها كل من مؤسسة نور دبي ومؤسسة الجليلة في 2020 في تعزيز الانتقال من الاستجابة الآنية المؤقتة لأزمات صحية عارضة حول العالم إلى البرامج المستدامة في هذا القطاع الحيوي لصحة المجتمعات وعافيتها، ما دعم توجّه مأسسة العمل الخيري والإنساني وحوكمة مبادراته وبرامجه واستدامة أثرها على المدى الطويل، ما يشكل أحد الأهداف الاستراتيجية لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.

وجاء إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في شهر أغسطس 2020 مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية، ليتوّج هذا التوجه الساعي لمأسسة واستدامة مبادرات الرعاية الصحية ومكافحة المرض، وليشكل أول مركز أبحاث طبية حيوية مستقل في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وشهد عام 2020 أيضاً اكتمال المرحلة الإنشائية الأولى من مستشفى مجدي يعقوب لأمراض القلب بالعاصمة المصرية القاهرة والذي دعمته مبادرة «صناع الأمل» إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية من أجل إتاحة العلاج لمرضى القلب وخاصة الأطفال ومن دون مقابل.

استمرار
ورغم التحديات الصحية والميدانية واللوجستية التي فرضها تفشي وباء كوفيد - 19 تمكنت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وعبر مؤسستي الجليلة ونور دبي من مواصلة برامجها الخاصة بمحور الرعاية الصحية ومكافحة المرض والتي تطبقها منذ أعوام، كما استجابت للاحتياجات العاجلة لتخفيف المعاناة الصحية ونقص التجهيزات والمستلزمات الطبية في الدول الأكثر تضرراً من الجائحة، واستشرفت آليات جديدة لتطوير الرعاية الصحية والأبحاث الطبية.

مستقبل الرعاية الصحية
وقالت رجاء عيسى صالح القرق، عضو مجلس أمناء مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية رئيس مجلس إدارة مؤسسة الجليلة لدعم التعليم والأبحاث في المجالات الطبية: عام 2020 علّمنا أن نهج استدامة العمل الإنساني الذي أرساه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في مختلف المبادرات التي نعمل عليها هو ضمانة لاستمرار هذا العمل الذي يلامس حياة الناس. وهو ما حفز مؤسسة الجليلة على تعزيز مسارات البحث العلمي في قطاع الرعاية الصحية والعلوم الطبية والوبائية، الأمر الذي توج بإطلاق مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية الذي يساهم في فهم الأمراض والأوبئة ورسم خريطة علمية لها تساعد المجتمع العلمي العالمي على استشراف مستقبل الرعاية الصحية وتحصينه ودعم العمل الإنساني في هذا المجال الأهم لمستقبلنا كبشر.

مواصلة المسار
وقال عوض صغير الكتبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة نور دبي: بالرغم من كل التحديات اللوجستية والميدانية التي فرضتها جائحة كوفيد - 19 على القطاع الإنساني في العالم، إلا أن مؤسسة نور دبي تمكنت بما تمتلكه من خبرات وإمكانات، من التغلب على جميع التحديات، ومضت في أداء رسالتها، ونجحت في توفير الدعم الصحي والرعاية الطبية للمجتمعات الأشد حاجة في مختلف أنحاء العالم في عام 2020.

وأضاف: إن «نور دبي» ولكونها إحدى «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، فقد استطاعت في وقت قياسي تحقيق الريادة في العمل الطبي الإنساني على المستويين «المحلي والدولي»، وذلك من خلال برامجها الطبية المتواصلة لمكافحة كل أشكال الإعاقات البصرية، والتي استفاد منها حتى عام 2020 أكثر من 33 مليون مستفيد، على الرغم من أن المستهدف من قبل مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية لعام 2025، كان 30 مليون مستفيد.

وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسة كانت قد تمكنت، مؤخراً، من توزيع 87 مليون جرعة دواء في ولاية امهارا شمالي أثيوبيا، إلى جانب قيامها بما يعادل 300 ألف إجراء جراحي علاجي في 18 دولة محتاجة. كما تابعت نور دبي توفير خدماتها في كتسينا شمالي نيجيريا بما يعادل 7.8 ملايين مستفيد سنوياً.

مرونة وابتكار
وواصلت مؤسسة الجليلة برامجها الصحية والتعليمية والتوعوية محلياً وإقليمياً ودولياً، وسلطت الضوء على مساهمات المتبرعين والداعمين للعمل الإنساني في مجال الصحة والطب والتوعية والبحث العلمي، وعززت برامج وقاية المجتمع التي توفرها، وساندت المرضى ممن لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج وخاصة في حالات الأمراض المستعصية والمزمنة والجراحات العاجلة.

كما حرصت مؤسسة الجليلة على توفير المنح التعليمية لإعداد كوادر الرعاية الصحية والطبية المؤهلة بالمعارف والخبرات التي تساهم في إنقاذ حياة الناس وترتقي بمستوى الرعاية الصحية، وخاصة في المجتمعات الأقل دخلاً، بما يدعم تحقيق مستهدفات مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم على مستوى حفظ الحياة الإنسانية وتعزيز جودتها، وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والتي يأتي تعزيز صحة المجتمعات في مقدمتها لما لذلك من تأثير مباشر في حماية صحة الأفراد وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأما المخيمات الطبية والعلاجية وتنفيذ العمليات الجراحية على أيدي أطباء مختصين في المجتمعات النائية والهشة والمهمشة فواصلتها مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية من خلال مؤسسة نور دبي، لتساهم في إنقاذ من هم في أشد الحاجة لعمليات تنقذ بصرهم، وذلك رغم التحديات اللوجستية التي فرضتها إجراءات الإغلاق عقب تفشي جائحة كوفيد - 19 عالمياً.

مركز مستقل للأبحاث
وعلى مستوى استباق تداعيات الأوبئة، يشكل «مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية» الذي تم إطلاقه ضمن مبادرات 2020 بتكلفة 300 مليون درهم ليعمل تحت المبادرات المؤسسية لمؤسسة الجليلة منصة متقدمة لإعداد الكوادر البحثية المتمكنة في تخصصات تشخيص ورصد وتقييم الأوبئة والأمراض والتخطيط الاستباقي لاحتياجات التعامل معها طبياً وصحياً ومجتمعياً. ويعد المركز البحثي المجهز بأحدث التقنيات الطبية والبحثية مختبراً عالمياً مفتوحاً يوفر بياناته العلمية من أجل تطوير صحة المجتمعات علاجياً ووقائياً والارتقاء بالمعرفة الطبية البشرية في الطب الحيوي والوقائي وعلوم الأمراض والأوبئة بالتعاون مع المجتمع العلمي العالمي.

بصمة راشد بن سعيد
وعلى مستوى تسليط الضوء على الدعم الخيري والإنساني من الأفراد والمؤسسات ومجتمع الأعمال والفعاليات الاقتصادية في المبادرات العالمية، أطلقت مؤسسة الجليلة لدعم التعليم والأبحاث في المجالات الطبية مبادرة الجدار الآلي للمانحين الذي يسجل مساهمات المتبرعين والمانحين عبر مبادرتها «بصمة راشد بن سعيد» التي تحيي ذكرى مؤسس نهضة دبي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وتستكمل مسيرة عطائه وبصماته الإنسانية.

تبرعات
وجمعت المبادرة في نهاية عام 2020 أكثر من 22.5 مليون درهم من التبرعات في عام 2020 والتي تم تخصيصها لدعم مسارات البحث الطبي والوقائي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما ينعكس إيجاباً على مشهد الرعاية الصحية محلياً وعالمياً، فضلاً عن دعم التبرعات لاستشراف أي تحديات مستقبلية على مستوى الصحة العامة والتعامل مع الأوبئة القائمة والمستجدة.

عاون
وساهمت مؤسسة الجليلة عبر برنامج «عاون» الداعم لعلاج غير المتمكنين من تحمل مصاريف العلاج وبالشراكة مع 14 جهة في دولة الإمارات في جمع أكثر من نصف مليون درهم في رمضان عام 2020 لدعم علاج المرضى على مستوى الدولة.

ونجح البرنامج في نهاية عام 2020 في تقديم الدعم لـ270 مريضاً. كما قدّم عبر الإنترنت مواد توعية حول الغذاء الصحي، وكيفية الوقاية من جائحة فيروس كورونا المستجد على المستويين الفردي والمجتمعي.

تآلف
وواصل برنامج «تآلف» الذي نظمته مؤسسة الجليلة في دورته السادسة مساندة أولياء الأمور والمعلمين في عام 2020 وساعدهم بالتوعية والتدريب والتثقيف الاختصاصي على التعامل مع التحديات الذهنية لدى الأطفال واستفاد منه 7600 شخص.

ونظم البرنامج جلستين تدريبيتين لأولياء الأمور في عام 2020 لدعمهم في التعامل مع الأطفال من أصحاب الهمم، وتخرّج في البرنامج الذي تنظمه مؤسسة الجليلة مجاناً لأولياء الأمور 264 مشاركاً من 17 جنسية.

ودرّب البرنامج 73 معلماً ومدير مدرسة من مختلف الجنسيات ضمن 23 مدرسة لفهم الاحتياجات الفردية للأطفال أصحاب الهمم لمساعدتهم على التعلم، وقد قدم الخريجون 67 مبادرة جديدة في المدارس التي يعملون فيها تساهم في تحقيق دمج أكبر للأطفال أصحاب الهمم في العملية التعليمية.

منح بحثية
وقدمت مؤسسة الجليلة عام 2020 منحاً بحثية ودراسية بلغ مجموعها 7 ملايين درهم، ركزت على إعداد كفاءات مهنية عالية التأهيل في القطاع الطبي والصحي، ووفرت التمويل لمجموعة من الأبحاث الطبية الدقيقة ذات التأثير المباشر في تحسين حياة الملايين من البشر حول العالم.

ووفرت المؤسسة برامج دراسية جامعية وعليا لـ13 طالباً في التخصصات والعلوم الطبية في كليات طبية تخصصية عالمية.

وشهد برنامج مؤسسة الجليلة للمنح البحثية الطبية، الذي يشرف على 45 منحة بتمويل يقارب 3 ملايين درهم، أربعة اكتشافات طبية، وسجل ست براءات اختراع في الحقل الطبي، ونتج عنه نشر أكثر من 50 مقالاً علمياً وإنجاز 14 مشروعاً بحثياً.

أبحاث كوفيد - 19
والمرة الأولى، دعمت مؤسسة الجليلة 5 باحثين اختاروا التخصص في أبحاث فيروس كوفيد - 19 برصد 500 ألف درهم لكل بحث. وركزت البحوث الـ5 على تحديد صفات الحمض الريبوزي النووي الميكروي (microRNAs) في المراحل المختلفة لـ«كوفيد - 19»، وتحديد العيوب الخلقية للحصانة المرتبطة بالإصابة المهددة للحياة بـ«كوفيد - 19» لدى الشباب الأصحاء سابقاً، وتطوير علاجات جديدة لفيروس «كوفيد - 19» من خلال تثبيط بروتينات وإنزيمات الفيروس، واكتشاف أدوية مرشحة لتكون علاجاً محتملاً للوباء، فضلاً عن دراسة التركيبة الوراثية لـ«كوفيد - 19» لدى الأطفال والشباب.

علاج القلب بالمجان
وضمن محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض في عام 2020 تم إنجاز أعمال التشييد للمرحلة الإنشائية الأولى من مشروع مركز مجدي يعقوب العالمي للقلب في العاصمة المصرية القاهرة.

وهو المشروع الخيري الريادي الذي اختارت مبادرة صنّاع الأمل المنضوية تحت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية تقديم 88 مليون درهم من التبرعات جمعتها في حفلها الختامي لتكريم صنّاع الأمل في العالم العربي.

ورصدت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية دعمها للمركز لكونه مشروعاً خيرياً إنسانياً يمد يد العون لمرضى القلب ممن لا يمتلكون القدرة على تحمل تكاليف العلاج ولأنه يدرب الجيل الجديد من جراحي ومختصي القلب في العالم العربي بواقع 1500 طبيب وجراح، فيما سيجري المركز لدى اكتمال العمل به 12 ألف عملية سنوياً، 60% منها للأطفال مجاناً.

نور البصر
وأما مؤسسة نور دبي فقدمت الدعم التوعوي والطبي والعلاجي والجراحي لعشرات الآلاف المستفيدين من برامجها داخل دولة الإمارات وفي دول عدة حول العالم مثل السودان وإثيوبيا ونيجيريا.

ووصلت مؤسسة نور دبي إلى 11564 شخصاً في إثيوبيا استفادوا عام 2020 من برنامجها للقضاء على مرض تراخوما وخاصة لدى الفئات الأقل دخلاً والمجتمعات التي لا تمتلك مقومات الرعاية الصحية اللازمة في تخصصات الطب العيني.

وأجرت مؤسسة نور دبي ضمن البرنامج 2746 عملية جراحية لمرضى في إثيوبيا في عام 2020 لعلاجهم من مرض تراخوما وتداعياته على القدرة على الإبصار.

كاتسينا
وفي إطار مكافحة الأمراض العينية أيضاً، واصلت مؤسسة نور دبي في عام 2020 تطبيق برنامج كاتسينا المتكامل للعناية بصحة العيون والذي قدم جراحات تخصصية مجانية استفاد منها 11,288 إنساناً، إضافة إلى إنجاز برامج توعية بصحة العين وكيفية الوقاية من أمراض تراخوما والمياه البيضاء والزرقاء وإعتام عدسة العين، واستفاد منها أكثر من مليونين من مقدمي الرعاية الصحية والمجتمعية في نيجيريا.

كما أجرت نور دبي ضمن برنامج كاتسينا 1774 جراحة للمياه البيضاء في العين استفاد منها المئات في نيجيريا، التي تم فيها أيضاً إنجاز الفحوص العينية والبصرية المجانية لـ363 ألف شخص وطالب مدرسة.

المخيم العلاجي المتنقل
وأقامت نور دبي عام 2020 مخيماً علاجياً متنقلاً متكاملاً في الخرطوم عاصمة السودان للعلاج والتوعية، وخاصة بالأمراض التي تصيب العين، واستفاد من خدمات المخيم العلاجي 3900 إنسان، أجريت لـ500 منهم جراحة إزالة المياه البيضاء.

الأطفال وكوفيد
وعملت مؤسسة نور دبي في عام 2020 على نشر التوعية الصحية لدى أطفال المدارس في دولة الإمارات من خلال برنامج «الأطفال وكوفيد» الهادف لتعريف الأطفال بالإجراءات الاحترازية السليمة المطلوب اتباعها للوقاية من فيروس كورونا المستجد ومنع انتشاره وتفشيه. كما نظمت مجلس نور دبي الرمضاني لتوعية مختلف فئات المجتمع بكيفية وقف فيروس كوفيد - 19 بتغيير السلوكيات اليومية واتباع العادات الصحية السليمة.

التوعية أولاً
نسّقت مؤسسة نور دبي في عام 2020 مع المنظمات الصحية والمجتمعية المحلية في الدول التي نفذت فيها برامجها الطبية والصحية، للتوعية بسبل الوقاية والعلاج لأبرز الأمراض التي تصيب العيون وتهدد مسار الحياة الطبيعية للملايين ممن يعانون أمراض العين حول العالم.

 

Email