الاستطلاع الشهري لـ«البيان»: البنية التقنية أبرز تحديات التعليم عن بعد عربياً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تغيرات جذرية شهدها قطاع التعليم على الصعيدين العربي والعالمي، أحدثتها جائحة «كوفيد 19»، فالذهاب للمدرسة والتعليم المباشر لم يعد ممكناً كما في السابق، وظهرت الحاجة الملحة لتقديم حلول للطلبة كي لا تتأثر العملية التعليمية بمستجدات الوباء، ومن هنا ظهر مصلح «التعلم عن بعد»، والذي كان حلاً مثالياً، أسهم في إكمال التعليم بسلاسة وسهولة، ولكن هناك منغصات ظهرت لدى معظم الدول العربية، حيث كانت التحديات التقنية بالمرصاد، فالبنية التحتية التقنية في بعض الدول العربية قديمة ومتهالكة، وبالتالي وقفت عائقاً أمام الطلبة في الحصول على تعليم مريح وسلس، كما حال بعض الدول العربية الأخرى.

وخلصت نتائج الاستطلاع الشهري العربي، الذي تقوم به «البيان» عبر موقعها الإلكتروني، وحساباتها على مواقع «التواصل الاجتماعي» أن التحديات التقنية تعتبر أبرز التحديات، حيث كشفت النتائج عبر الموقع أن 53 % يرون أن جاهزية البنية التقنية، هي أبرز التحديات التي واجهت التعلم عن بعد، في حين اعتبر 22% أن تقبل أولياء الأمور من أبرز التحديات، وصوّت 19% للجاهزية الرقمية للمعلم، و6% وجدوا أن التشريعات الحكومية من التحديات، أما على صعيد نتائج الاستطلاع على موقع «تويتر»، فجاءت مقاربة لنظيرتها على الموقع، حيث أشار 48.7% إلى أن جاهزية البنية التقنية كانت من أبرز المعوقات، التي صادفت الدول العربية، ورأى 27.4% أن تقبل أولياء الأمور هو الأبرز، واعتقد 18.4% أن جاهزية المعلم رقمياً من التحديات التي ظهرت على المستوى العربي، و5.5% وجدوا أن التشريعات الحكومية كانت من التحديات.

تنوع

وقالت مهرة المطيوعي مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي، إن تقرير «استجابة الدول العربية للاحتياجات التعليمية في جائحة كورونا»، الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» أظهر تنوع التقنيّات والوسائل المعتمدة من قبل وزارات التربية في الدول العربية، لإيصال المواد التعليميّة للمتعلمين، ولضمان استمرار عمليّة التعليم التي تمّ تعليقها حضورياً، وتمّ الدمج بين مختلف أشكال التعليم من خلال منصات وتطبيقات إلكترونية كـ«Teams, Blackboard, Zoom, Skype, Google Classroom Moodle, Edmodo»، بالإضافة لاعتماد البث التلفزيوني والإذاعي، كما شكلت وسائل التواصل الاجتماعي مساحة واسعة من الوسائل، التي تم اعتمادها في العملية التعليميّة، في حين أبقت بعض الدول على تسليم المواد والمحتوى التعليم بشكل ورقي وخصوصاً للمتعلمين، الذين يعانون من مشاكل تقنيّة، مشيرة إلى أن هذه التنوع أظهر مدى رغبة الدول في تأمين استمرار العمليّة التعليميّة، وذلك باستخدام شتى الوسائل المتوافرة، ضمن إمكانات الدول وظروفها اللوجستية والتقنية.

وذكرت أن اليونيسكو أجرت دراسة حول هذا السبب، وأفاد أكثر من نصف المشاركين بالدراسة، وبواقع 54% عن مشاكل واجهوها تتعلق بتوفير البنية التحية من تغذية الإنترنت، بينما شكل توافر الأجهزة لدى المتعلمين عائقاً آخر، حيث تابع 61% من المتعلمين دراستهم عبر الجهاز المحمول، بينما تابع 36.4% من الطلبة دراستهم، عبر أجهزة الهاتف المحمول والجهاز اللوحي، و12.2% من المتعلمين يتشاركون الأجهزة مع باقي أفراد الأسرة.

خيارات

وأوضح الدكتور عبدالسلام الجوفي مستشار مكتب التربية العربي لدول الخليج، وعضو اللجنة التوجيهية العليا للتعليم 2030، أن التعليم عن بعد ليس بجديد على الساحات العربية، فكان خبراء التربية في العالم العربي والمنظمون التربويون يتحدثون عن الخيارات التعليمية الأخرى، ومنها التعلم عن بعد والتعليم الدامج والصف المقلوب والتعليم الإلكتروني، ولكن بدايات التطبيق كانت خجولة في العالم العربي، وسرعت الجائحة بإيجاد الحل على أرض الواقع وجاءت بالتعليم عن بعد، وأصبح هناك ممارسات وتجارب جديدة منها الناضجة والرائعة.

تحديات

وتابع: إن العالم العربي صادف تحديات كبيرة في هذا الجانب منها تقنية وتمولية، وأخرى تشريعية وتحديات في جاهزية المعلمين والمعلمات للقيام بهذا العمل، مفيداً بأن التحول للتعليم عن بعد أو التعليم المدمج ليس فقط تحولاً إلكترونياً، وإنما تحول في الآليات والطرق ومواءمة المناهج الدراسية، وبالتالي تحتاج إلى جهود كبيرة في دعم البنية التحية للمدارس، وفي الدول العربية هناك فجوة في التجهيزات التقنية والبنية التحية.

تحليل

وقالت الدكتور عائشة السيار الخبيرة التربوية وصاحبة مجموعة مدارس: أصبحت مراكز الاستطلاع وقياس الرأي العام من الأذرع المهمة جداً لصانعي القرار في مختلف المجالات.

وأوضحت: إن الدول تلجأ عادة إلى استطلاعات الرأي لدراسة ظواهر معينة، والوقوف على أسبابها، ونتائجها، وخطط التعامل معها، ولعلَّ قضية التعليم عن بعد، التي فرضت نفسها واقعاً حقيقياً، وأصبحت من ضرورات العصر نظراً للظروف الحالية من أهم القضايا، التي يتم طرحها في استطلاعات الرأي.

وقالت: إن اختيار عدد كبير من المستطلعة آراؤهم لجاهزية البنية التقنية يمثل مؤشراً يضيء أمام الجهات المعنية وضع الخطط الاستراتيجية طويلة الأمد، معتبرة أن البنية التقنية لا تتحقق بين ليلة وضحاها، وإنما هي استراتيجيات وسياسات وخطط تراكمية ومشاريع عمل مستدامة، تقتضي التطوير باستمرار.

 

الابتكار التكنولوجي

قالت تامي مورفي، رئيسة لجنة التعليم في مجموعة «جيمس للتعليم» والمديرة والرئيسة التنفيذية لأكاديمية جيمس دبي الأمريكية، إن الابتكار التكنولوجي يشكل ركيزة أساسية لتقديم المناهج الدراسية، وهو أمر نضعه نصب أعيننا، لتلبية احتياجات طلابنا وعائلاتهم في المستقبل. وأشارت إلى أن مشاركة أولياء الأمور أصبح جانباً أساسياً في إنجاح التعليم عن بعد، لذلك على المدارس أن تستمع لاحتياجات أولياء الأمور والعمل معهم.

Email