4 أسباب علمية عززت وجهة «المستكشف راشد» لفهم خصائص القمر الجيولوجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حدد الدكتور حمد المرزوقي مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، 4 أسباب جعلت القمر وجهة لمهمة الدولة المقبلة، من خلال «المستكشف راشد» لاستكشاف القمر، تضمنت قربه من الأرض، وتطوير تكنولوجيات فضائية جديدة، فضلاً عن الإجابة عن أسئلة علمية، تساعد في فهم خصائصه، وصولاً إلى اكتشاف المياه على سطحه، الذي يعتبر مصدراً أساسياً للأكسجين لرواد الفضاء.

اهتمام متجدد

وأوضح أنه بعد الوصول إلى سطح القمر في سبعينيات القرن الماضي توقفت الرحلات الاستكشافية له، فيما عاد الاهتمام مجدداً للعديد من المهمات الفضائية للعديد من الأسباب.

وفي مقدمتها مهمة الإمارات لاستكشاف القمر، الذي تحدد نهاية العام 2022 تاريخاً للانطلاق إليه، لتصبح الدولة بذلك الرابعة عالمياً، التي تشارك في مهام استكشاف القمر لأغراض علمية بعد الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتي «سابقاً» والصين، فيما ستكون أول دولة عربية تقوم بمهمة فضائية لاستكشاف سطح القمر، من خلال المستكشف «راشد».

وشرح المرزوقي 4 أسباب جعلت القمر وجهة الإمارات المقبلة، ضمن مشروعاتها المتنوعة لاكتشاف الفضاء، وشملت الأولى قرب هذا الجرم السماوي من الكرة الأرضية، ما سيساعد على اختبار قدرات الدولة قبل الانطلاق في مهمات استكشافية مأهولة إلى المريخ.

بينما تضمن السبب الثاني توفير فرصة لتطوير تكنولوجيات فضائية جديدة، تساعد للوصول إلى المريخ والكواكب الأخرى من المجموعة الشمسية، وتشمل تطوير تقنيات الروبوتات الخاصة بأنظمة مركبات الاستكشاف، واختبار أجهزة ومعدات تقنية، تتم تجربتها للمرة الأولى، تتعلق بالروبوتات والاتصالات والتنقل والملاحة، بهدف تحديد مدى كفاءة عملها في بيئة القمر القاسية.

خصوصاً أن القمر يعد منصة مثالية لاختبار التقنيات والمعدات الجديدة، التي سيتم استخدامها مستقبلاً في بعثات استكشاف الفضاء الخارجي ومنها المريخ، حيث يتيح الهبوط على سطح القمر اختبار تعرض أجهزة الاستشعار، وغيرها من التقنيات لبيئة الفضاء لفترات طويلة، وسيختبر المستكشف «راشد» تقنيات جديدة على سطح القمر كونه البيئة الأمثل لمثل هذه الاختبارات.

وجود مياه

وتابع المرزوقي: إنه من بين أحد أهم الأسباب هو أنه تم مؤخراً اكتشاف كميات مناسبة من المياه على سطح القمر، حيث يعتبر مصدراً أساسياً للأكسجين لرواد الفضاء ومهماتهم، كما أنه يعتبر مهماً جداً باعتباره وقوداً للانطلاق منه إلى الكواكب الأخرى، ومن بينها المريخ.

ولفت إلى رابع الأسباب، التي شملت أن هناك كثيراً من الأسئلة العلمية، التي لم يتم الكشف عن إجابات لها في المهمات السابقة، وبالتالي فإن المهمات الحالية والمستقبلية ستساعد في سبر أغوار القمر، وتوفير فكرة عامة عن تاريخ تكوين القمر، وكوكب الأرض والمجموعة الشمسية، وفهم خصائصه الجيولوجية والفيزيائية على سطحه.

دراسة 

وسيتمكن «المستكشف راشد» من دراسة مواقع جديدة لأول مرة على سطح القمر، حيث سيقوم بالتقاط بيانات وصور نادرة، ومن ثم إرسالها إلى محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء.

ومن المتوقع أن يرسل المستكشف على الأقل 1000 صورة، تتضمن صوراً للهبوط على سطح القمر، والصور السطحية الأولى، وصوراً ليلية للأرض، وصوراً حرارية، وصوراً ذاتية، إضافة إلى إرسال بيانات الملاحة، والتي تتضمن وقت الرحلة وبيانات التضاريس السطحية على سطح القمر، وبيانات وحدة القياس بالقصور الذاتي، ودرجات الحرارة، واستهلاك الطاقة.

خصائص جيولوجية

وسيدرس ويحلل كذلك الغبار على سطح القمر، وإجراء اختبارات لدراسة جوانب مختلفة من سطحه، بما في ذلك التربة القمرية، والخصائص الحرارية للهياكل السطحية، والغلاف الكهروضوئي القمري، وقياسات البلازما والإلكترونيات الضوئية وجزيئات الغبار الموجودة فوق الجزء المضيء من سطح القمر، وسيهبط المستكشف الإماراتي في منطقة لم يختبرها أي من مهمات استكشاف القمر السابقة.

وبالتالي فإن البيانات والصور التي سيوفرها سوف تكون حديثة وجديدة وذات قيمة عالية، وخلال فترة التجربة سيقوم المستكشف بجمع البيانات المتعلقة بالمسائل العلمية مثل أصل النظام الشمسي وكوكبنا والحياة.

تحديات 

ويعتبر الهبوط على سطح القمر من أصعب مهمات استكشاف الفضاء بسبب الدقة، التي تتطلبها إنجاح العملية، حيث تبلغ نسبة النجاح فيها 45% فقط، وتبرز كذلك تحديات تقنية أخرى، بالإضافة إلى بيئة القمر القاسية، ومن المتوقع أن يواجه المستكشف الإماراتي العديد من التحديات المتعلقة بالبيئة الصعبة على سطح القمر، حيث يتصف القمر ببيئة أقسى من بيئة المريخ.

فيما تصل درجة الحرارة إلى 173 درجة مئوية تحت الصفر، في حين تبرز خصائص التربة القمرية الصعبة، والخصائص الحرارية للهياكل السطحية، وغيرها من العوامل، التي قد تشكل تحديات أمام مهمة المستكشف.

 

 

Email