الإمارات تحيي يوم الأرض بترسيخ نهج الحفاظ على البيئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

شاركت دولة الإمارات العالم أمس احتفاله باليوم الدولي للأرض الذي أقرته هيئة الأمم المتحدة في 22 أبريل من كل عام كمناسبة للعمل على معالجة أسباب تراجع مستويات التنوع البيولوجي وظاهرة الانحباس الحراري وغيرهما من التحديات البيئية التي يشهدها العالم، وتحيي الدولة المناسبة بترسيخ نهج الحفاظ على البيئة وتحسين إدارة مواردنا الطبيعة. 

وتكتسب المناسبة هذا العام أهمية استثنائية لتزامنها مع جائحة كورونا، حيث أكد برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن تغير المناخ وتراجع مستويات التنوع البيولوجي تعتبر من أبرز أسباب انتقال الأمراض المعدية مثل (كوفيد19) من الحيوانات إلى البشر.

ويتزايد القلق العالمي بشأن عواقب فقدان التنوع البيولوجي وتغيراته التي تتسبب في وقوع اختلالات كبيرة في النظم الإيكولوجية مما يؤثر بدوره على السلع والخدمات التي تتيحها لاستمرار الحياة.

ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة يفقد العالم نحو 4.7 ملايين هكتار (أكبر من مساحة دولة الدانمارك) من الغابات سنوياً، فيما يُقدر عدد الأنواع الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض حالياً بمليون نوع.

وتستمر درجة حرارة الأرض في الارتفاع، حيث كان عام 2020 واحداً من أكثر الأعوام الثلاثة /2018 - 2019 - 2020 / دفئاً على الإطلاق، إذ اختلطت الأحداث المناخية المتطرفة مع تداعيات جائحة (كوفيد19)، وبحسب تقرير حالة المناخ العالمي الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية في عام 2020 حوالي 1.2 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل الصناعة، وهذا الرقم «قريب بشكل خطير» من حد 1.5 درجة مئوية الذي دعا العلماء إلى عدم تخطيه من أجل درء أسوأ آثار تغير المناخ.

بدوره أشار تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لعام 2020 إلى أن تركيزات غازات الدفيئة الرئيسية استمرت في الزيادة في عامي 2019 و2020، فيما تعاني المحيطات من ظاهرة التحمض وإزالة الأكسجين التي تؤثر بشكل كبير على الحياة البحرية وخصوصاً مصايد الأسماك.

 وفي الإمارات تولي الدولة منذ تأسيسها اهتماماً كبيراً لقضايا الحفاظ على البيئة واستدامتها، حيث اتخذت خطوات مهمة في سبيل دعم الجهود العالمية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري كجزء من مسؤوليتها العالمية في مواجهة التغير المناخي، وكانت من أولى الدول في وضع وتنفيذ الاستراتيجيات والسياسات التي عززت مكانتها كمركز عالمي رائد للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.

وتعد حماية التنوع البيولوجي إحدى الركائز الأساسية في سياسة المحافظة على البيئة في دولة الإمارات التي قطعت شوطاً كبيراً في مجال حماية الموائل الطبيعية البرية والبحرية، كما وضعت حزمة من القوانين والتشريعات الهادفة إلى حماية الحياة الفطرية بالإضافة إلى إعداد الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي.

الحفاظ على البيئة

وأكد المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، إن يوم الأرض مناسبة عالمية ينبغي استغلالها لرفع الوعي تجاه أهمية الحفاظ على البيئة وحسن إدارة مواردنا الطبيعية للحفاظ عليها من الهدر، وخلق فرص أفضل للعيش على كوكب الأرض لنا وللأجيال القادمة.

وقال المرر: «يحتفل العالم بيوم الأرض هذا العام تحت شعار (إعادة إحياء الأرض)، وهو ما يتطلب من كافة الجهات المعنية وكل أفراد المجتمعات في دول العالم إلى غرس ثقافة الحفاظ على البيئة وتهيئة كوكب الأرض لحياة أكثر صحة وإنتاجية وفق أفضل الممارسات العالمية المستدامة. يمثل تطوير قطاع الطاقة ركيزة أساسية في الجهود العالمية للحفاظ على كوكبنا من خلال رفع كفاءة الطاقة والتوسع في استخدام الطاقة المتجددة وضمان عمل مختلف القطاعات بما لا يضر البيئة».

وأضاف: «تولي دائرة الطاقة في أبوظبي أهمية قصوى لتطوير قطاع الطاقة من خلال عدد من السياسات واللوائح التنظيمية من أجل خلق منظومة متكاملة لإدارة الطاقة والموارد الطبيعية تقودها مجموعة من المبادرات والبرامج المبتكرة، التي تسهم بدورها في رفع كفاءة الطاقة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، واعتماد أحدث النظم المستدامة في إدارة محطات الطاقة والمياه، بالإضافة إلى رفع وعي القطاعات وكل أفراد المجتمع نحو ترشيد الاستهلاك الذي يصب في إعادة ازدهار البيئة وخلق مناخ أفضل للعيش والعمل والاستثمار في أبوظبي».

 
Email