يدعم أسر المتوفين مادياً ومعنوياً

فريق التطوع الإنساني بصمة ملهمة في زمن الوباء

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعدّ التطوع ثقافة مجتمعية راسخة في الإمارات، وهو منهج يجسد المشاعر النبيلة لشعب الإمارات التي تستهدف القيام بأعمال الخير، ويعبّر عن الرقي الحضاري للدولة، ويعكس عمق قيمها وموروثاتها الإنسانية التي غرستها في نفوس أبنائها، كما يشكل أحد جوانب الروح الإماراتية المرتكزة على القيم الإنسانية وتكريسها في نواحي الحياة كافة.

ويترجم عمل فريق التطوع الإنساني التابع لمركز التحكم والسيطرة لمكافحة فيروس كورونا، تلك القيم والموروثات الراسخة، مظهراً عظمة الروح الإنسانية، ومبادرة أبناء الإمارات إلى تقديم جميع أشكال العون والمساعدة لمختلف أفراد المجتمع.

ويجمع أعضاء الفريق الـ21 على أن تلبية نداء الواجب الإنساني والتطوع، تضع الجميع على قدم المساواة، وتؤكد نهج الدولة القائم على الأخوة الإنسانية، التي لا تنظر إلى عرق أو دين أو جنسية، بقدر نظرتها وتقديرها للعلاقة السامية التي تضع الحياة الإنسانية في مقدمة أولوياتها.

البيان التقت أعضاء الفريق، وتحدثت إلى عدد منهم بهدف التعرف عن قرب إلى الخدمات الجليلة التي يقدمونها، والدعم الذي يوفرونه لمن فقد معيلاً أو أحداً من أفراد أسرته بسبب كورونا ودورهم المحوري في الحفاظ على كرامة المتوفين جراء الإصابة بالفيروس في مشهد إنساني بامتياز.

وأكد أحمد حريمل قائد الفريق ومستشار مركز نموذج دبي، التابع للأمانة العامة للمجلس التنفيذي في دبي، أن الإمارة تقدّم الدعم لذوي المتوفين جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد من مختلف الجنسيات، عن طريق الفريق الذي يتبع مركز التحكم والسيطرة لمكافحة فيروس كورونا في دبي، إذ أوكلت له مهمة جليلة تتمثل بتسهيل وتسريع كل الإجراءات المتعلقة بالوفاة، إكراماً للمتوفّى وتيسيراً على أهله وتخفيفاً عنهم، لتسهيل إجراءات التشييع والدفن لمختلف الجنسيات.

وأفاد بأن الفريق يضم 21 موظفاً وموظفة يمثلون 8 جهات حكومية في دبي تشمل القيادة العامة لشرطة دبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، ومحاكم دبي، وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، وهيئة الصحة ومؤسسة دبي المستقبل، وبلدية دبي، والنيابة العامة في دبي، ويعمل في سياق رؤية حكومية، وبروح جماعية واحدة، باعتبار كل عضو فيه شريكاً في فرق مصممي الخدمات الحكومية المشتركة، بهدف التحسين والتطوير والتسهيل على ذوي المتوفين. وحول المؤسسات والهيئة الرسمية الداعمة، ذكر حريمل إلى توافر هذا الدعم من قبل وزارتي الخارجية والتعاون الدولي، والصحة ووقاية المجتمع، والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية، وهيئة الصحة في دبي، والقيادة العامة لشرطة دبي، وبلدية دبي، وهيئتي الطرق والمواصلات، وتنمية المجتمع، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري.

وأشار إلى أن توفير الدعم مكن الفريق من تقديم العديد من المبادرات الإنسانية في هذا الإطار، من خلال تطبيق منهجية التصميم الإبداعي للخدمات ضمن فريق «بناة المدينة» التابع للأمانة العامة للمجلس التنفيذي في إمارة دبي، والذي يعمل على تحسين الخدمات الحكومية المشتركة في الإمارة.

ولفت إلى العلاقة المتينة التي تربط الفريق، والمعايير الأساسية التي تجمعهم، والمتمثلة بشغفهم ورغبتهم قي خدمة الوطن، فضلاً عن تنسيقهم بين الجهات الحكومية المحلية والاتحادية المختصة، ومتابعة تنفيذ القرارات والإجراءات المتعلقة بحالات الوفاة بسبب الإصابة بالفيروس، لتقديم الدعم المادي والمعنوي اللازم لهم إذا لزم الأمر، ومعاونتهم في كل الإجراءات الخاصة بالدفن أو بترميد الجثامين، وفقاً لديانة المتوفّى، في مبادرة تعكس تسامح المجتمع الإماراتي.

ورأى العميد سعيد بن سليمان عضو فريق التطوع الإنساني أن استراتيجية حكومة دبي تستند إلى خطط استباقية، تضع العنصر البشري، والحياة الإنسانية فوق كل اعتبار، مؤكداً أن تشكيل الفريق بتوجيه من مركز التحكم والسيطرة، يترجم رؤى واستراتيجيات الحكومة، التي لا تفرق بين عرق، أو لون أو دين أو هوية.

ولفت إلى أن توقف حركة الطيران نتيجة إغلاق المطارات على مستوى العالم عند انتشار الفيروس، وقرار النائب العام الاتحادي الذي جاء في وقته بالنسبة للتعامل مع وفيات كوفيد إبان فترة الإغلاق دفعا إلى اللجوء للخطة الاحتياطية التي ترمي إلى مباشرة العمل على دفن الموتى كل حسب معتقده ودينه إذ تكفلت الحكومة بالمصاريف كافة وتولى الفريق دعم هذه الرؤية.

وأشار إلى صعوبة إحصاء عدد ساعات التطوع اليومي، نظراً لتواصل العمل واستمراره أحياناً لأيام متتالية من دون راحة، بالإضافة إلى ضرورة تطبيق تعليمات الحكومة بالتيسير والتخفيف على الناس والسعي لتسديد ما على المتوفّى بكورونا من التزامات عبر مظلة الجمعيات الخيرية، قائلاً: «نبذل ما في وسعنا كي لا نترك محتاجاً، فهذا ديدن مجتمعنا الذي لا يحيد عنه».

وأضاف: المبادرة ذاتية، عنوانها الرئيس الإنسانية والتسامح ولا تفرق بين الناس، وترجمة لهذا التوجه نقوم بتصوير طقوس الدفن ونرسلها لذوي المتوفّى، ليحضروا مراسم دفن موتاهم، إذ تردنا عبارات شكر وثناء، مختتماً إن الانتصار على الجائحة يحققه التعاون والالتزام بالتعليمات، مستعرضاً قصة أمريكي تم دفنه وإرسال مراسم الدفن مصورة بالفيديو لعائلته وفوجئنا برسالة شكر من أسرته عبر السفارة الأمريكية.

قنوات

وحول التواصل مع ذوي المتوفين قال النقيب عادل علي القادري: يقوم دوري على حل المشكلات، من خلال الاستعانة بالمسؤولين لاتخاذ القرار عبر مجموعة قنوات تواصل مع المستشفيات الحكومية والخاصة التي بدورها تبلغهم وتزودهم أرقام التواصل لذوي المتوفّى، إذ يتم تعريفهم بإجراءات الدفن أو الترحيل خارج الدولة.

وأضاف الفريق بمثابة مرشدين يعرفون بالإجراءات ويذللون الصعاب إن وجدت، مشيراً إلى أن المكالمات لا تتوقف حتى ساعات الفجر لأن فريق العمل الإنساني سخر نفسه لتأدية 24 ساعة عمل.

وأضاف: اصطدمنا بالعديد من القصص ونجحنا في توفير أوجه الدعم اللازمة للحالات ومن القصص المؤثرة فقدان أحد الأشخاص لوالدته واليوم الثاني لأبيه، وحالة شخص فقد أخته وعمته وأمه، وواحد أنهى إجراءات دفن أمه ليلحقها الأب، ونحن هنا نخفف من وقع الفاجعة عليهم، ونسعد بهذا الدور الأخلاقي.

تنسيق

أما إيمان بن طوق التي تعمل في هيئة كهرباء ومياه دبي، والتي يقوم دورها على التنسيق بين الأعضاء وتذليل العقبات في حال حدوثها، وإتمام الإجراءات الخاصة بوفيات كوفيد، ودعم الأسر ولا سيما من تفقد معيلها، فقالت: «إن كافل أسرته الذي يتوفّى نحن بمقام أسرته».

وقالت «من خلال وجودي في الفريق، استشعرت كيف تعمل حكومة دبي وتترجم شعاراتها إلى واقع ملموس فلا تفرق بين أحد في تعاملها مع الجائحة ووجهت بتوفير الرعاية والدعم ومن ضمنها رسوم وإجراءات الدفن وتخليص المعاملات المجانية بشكل كامل».

وتابعت: منذ تشكيل الفريق قبل قرابة عام نشعر بأننا أسرة واحدة تجمعها أهداف وغايات سامية، نتعامل مع الحالات بشكل إنساني، ونعدهم أسرنا نبكي لخسارتهم عزيزاً، ونضمد جراحهم قدر الإمكان هكذا عودتنا حكومتنا الرشيدة، ونحن نمثل حلقة الوصل بين الحكومة وأهالي المتوفين الذين في كثير من الأحيان تعجزهم القدرة على التصرف فننجز كل المطلوب لهم للتحفيف عنهم.

وزادت: نعمل ليل نهار ولا نتعب ولا نمل لأن الوطن هو بوصلتنا والإنسان هو محور عملنا فنعمل على خدمة الناس، ونشعر بالفخر بتكليفنا بهذه المهمة الحساسة ونستشعر عظم الأمانة الملقاة على عاتقنا، وهو ما ننقله لأبنائنا وأسرنا الذين يتعلمون منا معنى المواطنة الحقيقية والإصرار وأننا نعمل للجميع، مؤكدة أن التمكين الذي يحصلون عليه من القيادة هو دليل على تمسك الدولة بمبادئها الإنسانية وقيمها.

دعم كامل

وقالت الدكتورة حنان عبيد مدير إدارة السياسات والمعايير الصحية قطاع التنظيم الصحي في هيئة الصحة بدبي قامت هيئة الصحة في دبي، ممثلة بقطاع التنظيم الصحي، بدعم فريق وفيات «كوفيد 19» المشكل على مستوى إمارة دبي، بغرض وضع آلية عمل واضحة للتعامل مع حالات الوفيات بالفيروس، والتعاون مع المستشفيات الحكومية والخاصة في الإمارة لتسهيل الإجراءات لذوي المتوفّى.

وأضافت: «قامت الهيئة بإعداد دليل لمعايير خدمات حفظ الجثث في المستشفيات، يتطرق إلى كيفية التعامل مع الجثامين الخاصة بـ«كوفيد 19» في المستشفيات، وفقاً لأفضل الممارسات والمعايير العالمية، لحين الانتهاء من الإجراءات الخاصة بدفن أو حرق الجثامين، وذلك لضمان سلامة العاملين من الطاقم الطبي، وكذلك لتوفير الدعم اللازم لذوي المتوفّى للتعامل مع هذا الوضع الصعب»، موضحة أن ذلك يأتي ضمن جهود الهيئة لدعم توجهات الحكومة للتصدي للجائحة مع حفظ الحقوق والاحترام والخصوصية للموتى والأهل والأخذ في الاعتبار اختلاف الديانات والثقافات إضافة إلى التنسيق مع الجهات ذات الاختصاص والمعنية كافة بتسهيل واستكمال الإجراءات الإدارية والقانونية والشرعية ذات الصلة.

أعضاء

يضم فريق التطوع: أحمد حريمل، الدكتورة حنان عبيد، عادل القادري، سعيد بن سليمان، فيصل الملا، خليفة القامة، عيسى أميري، طارق هلال، شريفة جاسم، أحمد الهاشمي، خالد شريف، علي أهلي، فاطمة العتيبي، شعيب العوضي، إبراهيم الفلاسي، خالد الكعبي، بدرية الحرباوي، ميثاء القرقاوي، إيمان بن طوق، أسماء العبيدلي، وأحمد الملا.

Email