التزام المجتمع بالإجراءات الاحترازية يحاصر «كورونا»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حققت دولة الإمارات خطوات سباقة في منع انتشار فيروس «كوفيد 19»، وتقليل الإصابات وزيادة عدد حالات الشفاء، فضلاً عن جهودها الكبيرة في حملة التطعيم التي ستستمر طوال شهر رمضان المبارك كجزء من الجهود المبذولة للوصول إلى المناعة المجتمعية، إلا أن هذه الجهود الحكومية ستصل إلى مرحلة متقدمة حين تتعاضد مع الالتزام المجتمعي بالإجراءات الاحترازية النابع من حس المسؤولية عند الأفراد، والذي أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حين قال «الجميع مسؤول عن الجميع».

ومراعاة للعادات والتقاليد الاجتماعية شددت البروتوكولات المعتمدة من اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، على إتاحة الفرصة لأداء الشعائر الرمضانية في بيئة صحية، مع التأكيد على منع التجمعات وتجنب الزيارات العائلية، مع السماح بالتبرع بالطعام فقط من خلال المؤسسات الخيرية، مع تشديد الرقابة لضمان التقيد الصارم بالإجراءات الاحترازية وتوقيع الغرامات بحق المخالفين.

وأكد عدد من الأدباء والإعلاميين أهمية الإجراءات الاحترازية خلال شهر رمضان المبارك، حيث اعتاد الناس خلال هذا الشهر في الحالات العادية على الزيارات والاجتماعات الأسرية، وهذا ما بات غير مقبول في ظل استمرار جائحة كورونا.

يقول الباحث الدكتور محمد بن جرش: لا زلنا نتذكر اللحظة التي انتشرت فيها الجائحة، دون سابق إنذار، وبدأت الإجراءات الجديدة في حياة الناس مثل التباعد الاجتماعي وعدم المصافحة، وإلغاء الزيارات. وأضاف: كان هذا من أجل سلامة الجميع الذين وجدوا أنفسهم في مرحلة الحذر في بداية انتشار الجائحة التي كانت مخيفة والكل يتساءل كيف يمكن تفادي الإصابة، ولهذا كان الالتزام واضحاً.

وأوضح بن جرش: خلال رمضان من العام الماضي كان هناك مرحلة التعقيم ولم يكن هناك سهولة في الحركة والتنقل، وذكر: مرَّ عام على بدء جائحة كورونا وعلمتنا الكثير من الدروس، فحقق الدول التي التزمت بالإجراءات عدد الإصابات أقل.

وشدد وليد المرزوقي الكاتب والإعلامي في قناة سما دبي، على أهمية الاحترازات، وأوضح: هناك عدد كبير من الناس قد تلقوا اللقاحات، ولكن عليهم بذات الوقت الحفاظ على الآخرين من الذين لم يحصلوا على اللقاح بسبب الأمراض المزمنة أو بسبب أمراض تمنع دون حصولهم على اللقاح. وأضاف: إن

استمرار التشديد على الإجراءات التي تحد من انتشار الفيروس خلال شهر رمضان مهمة جداً، للحد من العزائم والتجمعات. وتابع: خاصة وأن العام الماضي في ظل الجائحة لم يشهد التجمعات بسبب فترة التعقيم الوطني.

الكاتبة فاطمة المزروعي قالت: هذه الإجراءات مهمة للغاية، خاصة وأن رمضان الماضي كان هناك الكثير من التشدد، وكان هذا لصالح المواطنين والمقيمين. وأضاف: حرصت القيادة الرشيدة على استمرار الإجراءات، ونحن علينا ألا ننسى أهمية هذا بوجود كبار السن.

وأوضحت: في رمضان تكثر عادة الزيارات من باب صلة الرحم، ولكن أتمنى أن تقل هذه الزيارات وتقتصر على التواصل بالهاتف. وأضافت: وإن كانت عادة تبادل الأطباق جيدة قبل كورونا لكن ممكن أن تضر، ونتمنى عدم الاستمرار بها. وتابعت: يجب أن تكون هناك الكثير من الإجراءات الاحترازية عند الذهاب للمساجد منها أن يكون الوضوء في المنزل وتعقيم سجادة الصلاة والتشجيع على أن تؤدي المرأة مع أطفالها صلاة التراويح في المنزل.

وقال الكاتب والمخرج المسرحي صالح كرامة العامري: تأتي القرارات بالتشديد على الإجراءات الاحترازية في شهر رمضان المبارك، تأكيداً على الصحة وتذكير الناس بأهمية عدم تبادل الزيارات والتجمعات خلال الشهر الفضيل.

وأوضح العامري: الناس لا تتقيد أحياناً ولا تتوخى الحذر، ومن أجل هذا فإن استمرارية الإجراءات تأكيد على أهميتها.

تعميم

أصدرت «اقتصادية دبي»، أمس، تعميماً بشأن تقديم خدمة الطعام خلال فترات الصيام في شهر رمضان، حيث أجاز التعميم للمطاعم في دبي توفير خدمة تقديم الطعام للزبائن من دون تركيب الستائر أو تغطية الواجهات.ويأتي هذا التعديل ليحل محل التعميم المعمول به منذ سنوات، والذي كان يُلزم المطاعم والمنشآت بتركيب الستائر أو تغطية الواجهات كشرط لتقديم الطعام خلال فترات الصيام في رمضان.

وأوضحت «اقتصادية دبي» أن التعميم سيدخل حيز التنفيذ من اليوم الأول لشهر رمضان الكريم ومن دون تصريح مُسبق من قِبل الدائرة، ليتماشى هذا الإجراء مع الممارسات المعتادة والمعمول بها بهذا الخصوص لدى المطاعم في دبي. (دبي- البيان)

Email