«غلوبال فايننس»: مسبار الأمل أعاد المنطقة لمركز الصدارة العلمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفاد تقرير لمجلة «غلوبال فايننس» الأمريكية، أن مسبار الأمل الذي أطلقته دولة الإمارات نحو مدار المريخ بنجاح أعاد المنطقة لمركز الصدارة العلمية.

ونقلت تصريحات لفاروق الباز، الجيولوجي السابق في الإدارة الوطنية الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، والذي يعمل في المجلس الاستشاري العلمي الدولي رفيع المستوى للبعثة حين قال: «هناك جانبان للمهمة.. الأول هو دفع الروح المعنوية لدولة الإمارات والعالم العربي للقول بأنهم (قادرون على فعل وإنجاز ذلك)»، ويتبدى الجانب الآخر باستكمال ورفد المعلومات العلمية للكوكب الأحمر، التي سبق وأن توصلت إليها كل من الولايات المتحدة والصين. يريد العالم العربي إنجاز جزء من العمل هناك في فضاء بين الكواكب، وفي هذا الصدد، تلفت مروة مزيد، باحثة غير مقيمة ببرنامج الدفاع والأمن التابع لمعهد الشرق الأوسط بواشنطن أن الحضارة العربية ساهمت سابقاً في مجال العلوم، لترى أن النجاح العلمي الأخير -عبر مهمة الأمل- هو عودة لتلك الحضارة بما سيحقق فوائد تجارية.

ومع بلوغ دولة الإمارات عامها الخمسين هذا العام، يدرك العالم أن البلاد قد أسست اقتصاداً قائماً على النفط، برغم شروعها مبكراً في تنويع مصادرها بدرجة أكبر من جيرانها الخليجيين، ولكن الوقت لم يفت، ونستذكر هنا تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في بيان: «أن الإمارات قد قادت العالم العربي لآفاق جديدة في الفضاء السحيق، لأول مرة في التاريخ»، وأن المهمة الفضائية تحمل رسالة أمل وثقة للشباب العربي. لتشير المجلة الأمريكية إلى أن استخدام سموه كلمة «أمل» لم يكن من باب المصادفة، فاسم المركبة الفضائية (الأمل) تم اختياره من بين آلاف المقترحات التي تم تلقيها من خلال حملة على مستوى البلاد.

وتوضح مزيد أن المهمة هي «رواية وتفسير مختلفان لدولة ذات غالبية عربية وما تقدمه للعالم»، فالإمارات العربية المتحدة تؤكد على حقول العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وليس النفط فقط، كما وتعتمد «العلامة التجارية الجديدة»، على حد قولها، على التعاون الدولي. إذ تعاون عمل مركز محمد بن راشد للفضاء مع جامعة كولورادو بولدر، جامعة ولاية أريزونا؛ وجامعة كاليفورنيا، لتصميم وبناء المركبة الفضائية. ولا ننسى إطلاق المركبة من مركز فضاء تانيغاشيما باليابان ودفعه بواسطة صاروخ ياباني.

كما من المعتزم مشاركة البيانات العلمية للرحلة مع أكثر من 200 مؤسسة حول العالم وستركز على الغلاف الجوي للمريخ. في حين أن المهمة استغرقت 6 سنوات فقط لتتكشف فإن اهتمام الإمارات باستكشاف الفضاء يعود إلى سبعينيات القرن الماضي على الأقل، عندما زار الباز لأول مرة بصفته عضواً في فريق أبولو الأمريكي الشهير. وعلى مدى السنوات العشر الماضية أطلقت البلاد 10 أقمار صناعية. وقبل عام ونصف العام، أرسلت رائد فضاء لمحطة الفضاء الدولية. موضحاً فاروق الباز: «كان مسبار الأمل بذرة تشجيع للعالم العربي على التفكير بشكل أكبر». وبدورها أشارت مزيد إلى أنه قد تم تصميم المهمة بشكل خاص «لإرسال رسالة إلى العالم العربي وشبابه»، والتي «يمكن لأي فرد أن يكون جزءاً منها».

Email