«تريندز» يكشف «أدوات تنفيذ المشروع الإخواني في أوروبا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

صدرت عن «تريندز للبحوث والاستشارات» دراسة جديدة تحت عنوان «أدوات جماعات الإسلام السياسي وآلياتها لتحقيق أهدافها ومشروعاتها في أوروبا»، تسلط الضوء على نشأة جماعة الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي بوجه عام في أوروبا، والاستراتيجية التي تتبعها للتغلغل في المجتمعات الأوروبية.

وتوضح الدراسة أن جماعة الإخوان المسلمين نشطت في الدول الأوروبية منذ ستينيات القرن العشرين، واتبعت استراتيجية طويلة المدى وضعها مؤسسها حسن البنّا، ليكون «الإخوان» أول من أنشأ مراكز ثقافية إسلامية ومساجد في أوروبا، فضلاً عن بناء المجتمعات المتنوعة الاتجاهات من (النساء والطلاب والعاملين، إلخ)، وذلك بهدف تشكيل قاعدة جماهيرية داعمة لبرامج الجماعة وأنشطتها في داخل أوروبا وخارجها. وأظهرت الدراسة أن المنظمات الإخوانية في الغرب لا تتصرف بمعزل عن غيرها، كما أن وجودها في الغرب لم يمنع ارتباطها العام بجمهور معين في الشرق الأوسط؛ فعلى سبيل المثال تتواصل قواعد «الإخوان» في ألمانيا مع الإخوان المسلمين في تركيا وسوريا، بينما تعمل منظمات «الإخوان» في بريطانيا مع قواعدها في العراق ومصر وغزة، وترتبط المنظمات الإسلامية في فرنسا ارتباطاً مباشراً بالأحزاب السياسية في الجزائر وتونس، إذ تجمعهم علاقات تنظيمية وأهداف مشتركة تدور حول الحفاظ على تنظيم «الإخوان» كلاعب سياسي في العالم العربي.

وتكشف الدراسة أن جماعة «الإخوان المسلمين» تمتلك مراكز في دول أوروبية كبرى، مثل بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى المؤتمرات والاجتماعات الدورية والسنوية التي تنظم لجذب أكثر من 170 ألف زائر، والتي تستهدف تعزيز مشاعر الثقة عند المسلمين هناك من خلال ندوات سياسية ودينية متكررة لصالح «الإخوان». وتوضح الدراسة أن جماعة الإخوان تسعى إلى الضغط على صناع القرار الأوروبيين لتلبية مطالبها، وقد أدركت بعض الدوائر الأوروبية مخاطر الجماعة، إذ عبرت هذه الدوائر عن قلقها من نشاط الجماعة، وما يمكن أن يترتب عليه من مخاطر تهدد هذه الدول.

وتكشف الدراسة أن جماعة الإخوان المسلمين توظف العديد من الأدوات لتنفيذ أهدافها في أوروبا، وأهمها الأدوات السياسية والأمنية، حيث استغلت المناخ الديمقراطي السائد في هذه الدول والذي يسمح بحرية التعبير والتنوع الديني، من أجل التغلغل في هذه الدول ونشر فكرها بين الأوساط الاجتماعية، ولاسيما الشبابية منها. وعلى سبيل المثال حاولت الجماعة أن تبدو وكأنها تساعد هذه الدول في مواجهة الإرهاب، فقد تمكن المجلس الإسلامي في بريطانيا (MCB) الذي يمتلك علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين في أن ينضم إلى المجلس الاستشاري الوطني للمساجد والأئمة (ميناب) لمحاربة التطرف. كما استغلت الجماعة والمنظمات الأخرى المرتبطة بها المناخ الديمقراطي في تشكيل خلايا سرية تعمل على تجنيد عناصر جديدة وضمها إلى الجماعة.

كما لجأت الجماعة إلى الأدوات الاقتصادية لتنفيذ أهدافها في أوروبا، من خلال الاستثمار في مجموعة من البنوك والشركات المالية والعقارية في أوروبا، وقد تم تأسيس هذه المؤسسات لتكون بعيدة عن الرقابة، وتتمتع بغموض كبير، وكانت الفرضية الأساسية للجوء إليها هي الحاجة إلى بناء شبكة في الخفاء، بعيداً عن أنظار الحكومات وأجهزة الأمن، ومن أهم هذه المؤسسات بنك التقوى وبنك أكيدا الدولي وشركات «الأوف شور». كما وظفت الجماعة العديد من الأدوات الثقافية لتنفيذ أهدافها في أوروبا من خلال المدارس والجامعات والكليات والتجمعات الشبابية التي تعد ساحة خصبة لنشر أفكارها وتدعيم نفوذها. وقد استهدفت الجماعة الجامعات المنتشرة في الدول الأوروبية، خاصة تلك التي يتواجد بين طلابها جاليات عربية وإسلامية، حيث رصدت أموالاً طائلة بهدف تشكيل عدد من اللجان الإدارية تكون مهمتها التنسيق مع هذه المدارس والجامعات.

وتشير الدراسة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين استخدمت أيضاً عدة أدوات إنسانية لتوسيع انتشارها ووجودها في القارة الأوروبية، وقد تمثلت هذه الأدوات في مجموعة من منظمات الإغاثة الإسلامية التي انتشرت في عدد من الدول الأوروبية، ومن أهمها منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا ومنظمة الإغاثة الإسلامية في إسبانيا. كما لجأت إلى العديد من الأدوات الدينية، من خلال مجموعة من المجالس الخاصة بإدارة الشؤون الدينية للمسلمين في الدول الأوروبية وإصدار الفتاوى في المسائل والقضايا التي يرغبون في معرفة موقف الإسلام منها، وقد توزعت هذه المجالس في العديد من الدول الأوروبية.

وخلصت الدراسة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى من خلال هذه الأدوات إلى التغلغل في المجتمعات الأوروبية، وتغيير هويتها، لتشكل بذلك تهديداً حقيقياً لأمنها واستقرارها، الأمر الذي يفرض على الدول الأوروبية التحرك لتحجيم أنشطتها وفرض المزيد من الرقابة عليها.

Email