أحمد المطوع.. أصغر مؤسس لمتحف تاريخي في العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحمد المطوع شاب إماراتي وأحد الطموحين في طريق التميز والتفوق في تخصص علمي دقيق يخدم به دولته الإمارات ووطنه، هذا التخصص هو هندسة الميكاترونكس وأنظمة الروبوتات.. الذي يدرسه الآن في جامعة ليفربول في بريطانيا.. لكن ورغم طموحه وتخصصه العملي جداً، إلا أن هوايته تختلف اختلافاً كلياً عن طبيعة دراسته، وهو لا يعتبر هذا الاختلاف اختلافاً جوهرياً، خاصة أن هوايته، كما يقول، تتصل بحب الوطن وتاريخه وجذوره، وتحاكي مراحل أصيلة من عمر الإمارات وتراثها وذكرياتها.

هواية أحمد المطوع دفعته لتأسيس متحف (أحمد المطوع لذكريات الإمارات)، ليكون، كما يقول، هو أصغر مؤسس وأصغر صاحب متحف في العالم، حيث لم يتجاوز عمره 19 عاماً، ويؤكد ذلك بكل تحدٍ، مشيراً إلى أنه أجرى بحثاً دقيقاً على المستوى الدولي، قبل أن يصل إلى معلومة أنه أصغر صاحب متحف في العالم.

وفي تفاصيل قصة هوايته ومتحفه، يقول أحمد المطوع لـ«البيان»، إنه كان شغوفاً بتاريخ وتراث دولته.. دولة الإمارات منذ الصغر، وأن هذا الشغف هو الذي دفعه في مرحلة مبكرة من حياته للبدء في جمع العملات القديمة للدولة وكذلك الطوابع التاريخية وبعض المقتنيات الأثرية، التي كانت هي أساس متحفه.

ويستعرض المطوع مجموعة العملات النقدية الورقية والمعدنية النادرة لمختلف الفئات، التي تم استخدامها في مراحل تاريخية متعاقبة، والتي يعود تاريخها إلى عام 1780 بداية من الريال الفرنسي ثم الروبيات الهندية وحتى اليوم، بما في ذلك الإصدارات الأولى من كل فئة الدرهم الإماراتي.

ويقول: كل فئة وكل عملة تحكي مرحلة مهمة من التاريخ.. تاريخ الدولة المديد والمتأصل في جذور الحضارة، ولأهمية هذا النوع من المقتنيات يتعامل أحمد المطوع مع العملات ويستعرضها بحرص شديد، كما أنه يحفظها بطريقة جديدة لتفادي أي عوامل قد تؤدي إلى تلفها أو تغيير لونها أو حالتها الطبيعية.

الأمر نفسه بالنسبة للطوابع، التي يعتز بها كثيراً وخاصة الطابع الذي يحاكي طموحات دولة الإمارات في الفضاء، والذي يعود تاريخه إلى عام 1964، ويؤكد أحمد المطوع أن الإمارات بدأت تحدياتها منذ زمن بعيد، وهي تستشرف المستقبل بنهضته وتقدمه، ضمن سباق مع الزمن نجحت فيه وتفوقت وأصبح لها الريادة في مختلف المجالات.

ويمتلك أحمد أكثر من 3000 طابع يحمل بصمات لدولة الإمارات منذ زمن بعيد حول توجهها نحو الفضاء ومنها التي تحمل صورة للمسبار الذي سيبلغ الفضاء وبالفعل حققت الدولة رؤية طموحة استشرفت بها المستقبل.. الطوابع كما يشير تحمل مناسبات وذكريات تعكس اسم المتحف وكنوزه الأثرية التاريخية، من العملات والطوابع والمقتنيات الأخرى، التي تخلص تاريخ دولة الإمارات ونشأتها وقيام الاتحاد والنهضة الشاملة والتقدم والازدهار الذي تحقق.

في ضوء ذلك، لا يرى أحمد المطوع اختلافاً بين تخصصه الدراسي العملي الدقيق وبين هوايته، فكلاهما يتصل بحب الوطن والاعتزاز بتاريخ الدولة ووجهها الحضاري المشرق.

ويرى أحمد المطوع أنه يسير في خطين متوازيين، أحدهما يخدم به مستقبل وطنه، والآخر يخدم تاريخه.

Email