تحليل إخباري

إنجاز تاريخي لمستقبل الطاقة النظيفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمثل التشغيل التجاري للمحطة الأولى من محطات براكة الأربع، وضخ إنتاجها بشبكة الكهرباء الوطنية، والذي يتزامن مع احتفالات الدولة بعام الخمسين، إنجازاً تاريخياً يؤكد الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة في الاستغلال الأمثل للطاقة المستقبلية، وبما يسهم في التغيير الإيجابي، من خلال إنتاج طاقة كهربائية مستدامة وصديقة للبيئة، والمساهمة بشكل كبير في مواجهة التغير المناخي، وتوفير وظائف وتطوير قطاعات صناعية جديدة، والبحث والتطوير والتقدم التكنولوجي، ووضع الدولة في مصاف أفضل دول العالم، فبعد 12 عاماً من العمل الدؤوب في موقع براكة للطاقة النووية السلمية، تكللت جهود العاملين والشباب الإماراتيين، بالتعاون مع الخبراء الكوريين بنجاح منقطع النظير، حيث بذلوا جهوداً مضنية، لتحقيق الحلم الإماراتي في إيجاد طاقة نظيفة، تخفض البصمة الكربونية، فعند تشغيل المحطات بالكامل ستحد محطات براكة من كمية الانبعاثات نفسها، التي تمتصها 350 مليون شجرة لأكثر من عشر سنوات، وهو ما يعادل زراعة كل شخص موجود في الدولة لـ35 شجرة بشكل سنوي، وعند التشغيل الكامل للمحطات، فإنها أيضاً ستوفر طاقة كهربائية تكفي لتشغيل برج خليفة أكثر من 3700 مرة في اليوم، أو إنارة أكثر من 500 ألف منزل.

وتشكل محطات براكة الأربع جزءاً محورياً من خطط دولة الإمارات لخفض البصمة الكربونية، بنسبة 70% على مدى السنوات الـ 30 المقبلة، حيث ستوفر محطات براكة عند تشغيلها طاقة آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة، وتحد من انبعاث ما يصل إلى 21 مليون طن من الغازات الكربونية الضارة بالبيئة سنوياً.

ولضمان إنجاز كل عنصر من عناصر البرنامج النووي السلمي الإماراتي بطريقة استراتيجية ومنظّمة، قامت المؤسسة والشركة التابعة لها، شركة نواة للطاقة، بتطوير الاستراتيجية المؤسسية 2020 - 2024، والتي تركز على تلبية استراتيجيات إنتاج طاقة كهربائية آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة من المحطات الأربع بأمان، وعلى درجة عالية من الفاعلية، وضمن الجدول الزمني المحدد، وتأمين سلسلة إمداد قيمة وفعالة للقطاع النووي الإماراتي، لضمان توفير منتجات وخدمات علية الجودة في الوقت المناسب، وتطوير كفاءات في مجال الطاقة النووية، ودعم برنامج التوطين، وترسيخ ثقافة تشغيل نووي فريد من نوعها، والتي تمكن فريقاً متعدد الثقافات عالي الأداء من التعايش معاً، وفقاً للقيم المؤسسية.

وما يحسب لمؤسسة الطاقة النووية أنها وفرت منذ اللحظة الأولى في بناء المحطات النووية السلمية تدريباً مكثفاً لمجموعة كبيرة من الشباب والشابات المواطنين، ليصبحوا مؤهلين، وليكونوا مشغلي مفاعل ومديري تشغيل المفاعلات في الدولة، ومن خلال المبادرة التعليمية لبرنامج رواد الطاقة استقطبت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية طلبة الثانوية العامة المتفوقين من القسم العلمي وخريجي كلية الهندسة والخبراء من مختلف التخصصات، ليصبحوا رواداً في قطاع الطاقة النووية، وأصبحت نسبة العاملين في براكة نحو 60%.

Email