يشكّل قرار إعادة هيكلة غرفة تجارة دبي وتشكيل 3 غرف تجارة للإمارة تشمل غرفة تجارة دبي، وغرفة دبي للتجارة العالمية، وغرفة دبي للاقتصاد الرقمي، نقلة نوعية ثلاثية الأبعاد في دور الغرفة ومهامها، ويتجسّد أول هذه الأبعاد في ترسيخ دور الغرفة في دعم مجتمع الأعمال والمساهمة في نمو قطاعات الاقتصاد التقليدي محلياً، أما البعد الثاني فيتمثل في تعزيز مساهمتها بتحفيز تجارة دبي الخارجية وتعزيز ارتباطها التجاري مع العالم، فيما يكمن البعد الثالث في تولي مهمة التوسع والتطوير لقطاعات الاقتصاد الرقمي الجديد.

دعم التنافسية

ويساهم الهيكل الحديث في تعزيز تركيز كل غرفة على محور حيوي وتكريس الجهود والطاقات ضمن تخصص كل منها بفعالية وكفاءة لمواصلة دعم مكانة دبي على خارطة الأعمال العالمية والارتقاء بإمكاناتها الاقتصادية والتنافسية، وتشكل هذه الخطوة مرحلة جديدة في سجل الغرفة الحافل بالإنجازات وتدعم مهامها الرئيسية المتمثلة في تمثيل ودعم وحماية مصالح مجتمع الأعمال في دبي من خلال خلق بيئة محفزة للأعمال، والترويج لدبي كمركز تجاري عالمي، ودعم نمو الأعمال في الإمارة.

وتأسست غرفة تجارة وصناعة دبي في عام 1965 بمرسوم أميري أصدره المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، الذي أدرك أهمية الدور الذي يمكن لغرفة التجارة أن تقوم به في تنظيم العمل التجاري ودعم الاقتصاد الوطني لدبي.

وبذلك، بدأت غرفة دبي أنشطتها من خلال 450 عضواً يديرهم مجلس إدارة يتكون من 12 عضواً. وزاد عدد الأعضاء ليصل إلى أكثر من 245000 عضو بحلول بداية عام 2020، ممثلين جميع القطاعات الاقتصادية.

توسيع النشاط

ومع الازدياد التدريجي في عدد الأعضاء، وسعت الغرفة نشاطها في دبي عبر مقر رئيسي، وفرع، ومكتبين لخدمة أعضائها في مختلف المناطق في الإمارة، حيث يقع المقر الرئيسي في ديرة، ويقع الفرع في المنطقة الحرة لجبل علي، ويقع المكتبان في المنطقة الحرة لمطار دبي (جافزا) ومركز جمارك الميناء الجاف – العوير.

وتسعى غرفة دبي باستمرار إلى تطوير خدماتها وتسهيل إجراءات تأسيس الشركات في دبي مما يعزز مكانة الإمارة كمركزٍ تجاري عالمي.

وبتفاعلها المستمر مع المتغيرات والتطورات العالمية، تعمل الغرفة على تطوير وتحسين أدائها وخدماتها لتمارس دورها الريادي محلياً وإقليمياً وعالميًا، وتشمل خدماتها توفير البيانات والتقارير الاقتصادية، والتوثيق التجاري، والخدمات القانونية وإتاحة فرص لقاءات الأعمال وتوفير حلول الأعمال للشركات العاملة في دبي.

وتواصل الغرفة تجسيد مسيرتها الناجحة والزاخرة بالإنجازات المرتبطة بتاريخ إمارة دبي خلال العقود الماضية، حيث تحولت لأكبر وأهم غرف التجارة والصناعة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وواحدة من أبرز مراكز وجهات الأعمال على مستوى العالم بأسره، بفضل رؤيتها الطموحة والمستقبلية المرتكزة على الابتكار والإبداع والمعرفة في شتى الجوانب.

ولا شك أن الاستراتيجيات المختلفة التي انتهجتها غرفة دبي كانت دائماً ما تتوافق وتنسجم مع الاستراتيجية العامة لإمارة دبي في كل مرحلة من مراحل التطور والنمو، وسيلاحظ كل متابع وباحث في تاريخ تطور غرفة دبي خلال العقود الخمسة الماضية، أن رؤية غرفة دبي تواكبت خطوة بخطوة مع تقدم إمارة دبي.

فرادة عالمية

وأسهم دور الغرفة المحوري في تنمية القطاع الاقتصادي بالوصول بالإمارة نحو التميز والتفرد على مستوى العالم وإبراز مكانتها كمركز للأعمال والخدمات عبر تكريس شبكة علاقاتها الدولية وتوظيف كافة الإمكانات والقدرات لتكون دبي محوراً رئيساً وفعالاً في عملية التنمية المستدامة في دولة الإمارات ومنطقة الخليج والشرق الأوسط.

وتميّزت غرفة دبي منذ تأسيسها 1965 بمكانة محلية وعالمية رائدة خولتها لعب دور مهم في دعم مجتمع الأعمال المتنامي والمتنوع في دبي، باعتبارها صوت مجتمع الأعمال وممثل القطاع الخاص في الإمارة.

وانطلاقاً من التزامها بتطوير قطاع الأعمال ودعم مسيرة التنمية الشاملة في دبي، تضع الغرفة على رأس أهدافها خلق بيئة محفزة للأعمال ودعم نموها وتعزيز دبي مركز تجاري عالمي وتعتبر هذه الأهداف أحد أهم الدعائم الأساسية لاستراتيجيتنا المرتكزة على خدمة العملاء وتعزيز القدرة التنافسية للشركات والمؤسسات.

فرص واعدة

واستطاعت الغرفة خلال الفترة الماضية تحقيق العديد من أهدافها، ونجحت في ترسيخ مكانة دبي وجهةً عالميةً لمجتمعات الأعمال وأرضاً للفرص الواعدة والاستثمار في المستقبل من خلال شريحة واسعة من الخطط الاستراتيجية التي حققت قيمة مضافة لكل أعضائنا.

ومع التحول العالمي المتسارع نحو الخدمات الإلكترونية والذكية في تكريس لمفهوم جديد في ممارسة الأعمال، عززت الغرفة من خلال موقعها الإلكتروني وتطبيقاتها الذكية تعزيز مفهوم الغرفة الذكية الذي يحظى بصدى واسع بين أعضائها وعملائها. فمع توجه المزيد من الشركات في الإمارة للاستفادة من خدماتها الإلكترونية المتكاملة، تمضي قدماً في جهود الاستثمار في مبادرات التحول الذكي التي بلغت نسبتها 98% من خدماتها الأساسية.

وجنت غرفة دبي العام الماضي ثمار استثمارها في التقنيات الرقمية خلال الفترة الماضية، مع بلوغ نسبة التحول الذكي في خدماتها الأساسية 98%، الأمر الذي مكّن عملاءها من إنجاز جميع معاملاتهم عن بعد بيسر وسهولة وفق أفضل المعايير العالمية.

وقامت الغرفة بإنجاز 659000 معاملة إلكترونية خلال العام 2020، حيث انتظر 79.4% من العملاء أقل من 5 دقائق لإتمام معاملاتهم الإلكترونية. وقد انضم إلى عضوية غرفة دبي 16614 شركة جديدة في العام 2020، ما رفع إجمالي عدد الأعضاء إلى أكثر 261000 شركة، في حين بلغت قيمة صادرات وإعادة صادرات أعضاء غرفة دبي 185 مليار درهم خلال العام الماضي وأصدرت 632436 شهادة منشأ.