مهمات المريخ تستشرف أفق المستقبل الفضائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد حدث الانطلاق إلى المريخ في 2020 عدداً من المستجدات التي ميزته عن سواه، وذلك بمعزل عن واقع حصوله في عز الجائحة فعام الانطلاق هذه المرة شهد زحمةً ثلاث مهمات ناجحة تدحض مقولة المريخ الغول مبتلع المركبات الفضائية، أما أبرز الخصائص المميزة للعام فكان دخول لاعبين جدد على الساحة، وفق ما أشار موقع «نايتشر» العلمي، هم الإمارات التي باتت الدول الخامسة في العالم التي تصل بنجاح إلى الكوكب الأحمر تلتها الصين وتمكنتا على غرار وكالة الفضاء الأوروبية والهند من تحقيق النجاح في المهمة من المرة الأولى.

ويأتي توسع النادي الحصري للدول العاملة على استكشاف ما بعد الأرض والقمر محط ترحيب دائم، علماً بأننا لا نزال بعيدين جداً عن «دمقرطة الفضاء العميق» في مشهد بدأنا نختبره في مدار الأرض ونلمح بوادره فيما يتعلق بالقمر.

وولدت فكرة مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ عبر مسبار الأمل للإجابة على أسئلة علمية محددة جداً تتعلق بالاتصالات العمودية داخل الغلاف الجوي بدءاً من طبقة التروبوسفير وصولاً لانفلات الغلاف الجوي.

وتتقاطع المهمة من هذا المنطلق مع مسبار «مافن» التابع لوكالة «ناسا» الأمريكية ويذكر أن الإمارات قد عملت بشكل وثيق مع أعضاء مهمة المسبار «مافن»، وشكل كل من التعاون الدولي وتبادل المعرفة نقاطاً أساسية جوهرية في مهمة مسبار الأمل الإماراتية.

وفي السياق تعتبر أهداف مهمة «تيانون-1» الصينية مختلفة لكن مكملة لمهمة «الأمل» لجهة تركيزها على سطح المريخ والعمليات الجوفية غير العميقة وبيئة الكوكب الأحمر.

ومقارنةً بالإمارات والصين تعتبر «ناسا» مخضرمة في مجال استكشاف كوكب المريخ، ومع ذلك تشكل مركبة «المثابرة» تبدلاً ملحوظاً في منظور وكالة الفضاء الأمريكية ويعدّ حيز الابتكار الأبرز للمهمة تلك الخطوات الأولى المتمثلة بالعودة بنماذج من المريخ.

وبات شعار «اتبع الماء» الذي قاد عمليات «ناسا» لاستكشاف المريخ منذ التسعينيات بالياً اليوم، حيث حل مكانه مبدأ «اتبع إمكانية السكن» وقد أطلقت مركبة «كيوريوسيتي» هذا التيار الجديد أما مركبة «بيرسيفيرانس» فتعمل على تثبيته. لكن وقبل كل شيء وفي أن الناحية العلمية تتسم بالتشويق، إلا أنه لدى «بيرسيفيرانس» مبدأ تطلعي واضح يميزها عن بقية العربات المتجولة السابقة للوكالة.

ويبقى الابتكار الأهم كامناً في أولى خطوات العودة بنماذج، وقد واجهت المشاريع الفعلية للعودة بنماذج من كوكب المريخ تحديات في إمكانية تحولها لواقع نظراً لجسامة التحديات التقنية.

أما اليوم يذهب تطلّع «بيرسيفيرانس» إلى المستقبل أبعد من مجرد العودة بنماذج، وينطوي بذلك على مجموعة غير مسبوقة من التجارب التكنولوجية، أولاً ستحاول مروحية «إنجينيويتي» أداء أول رحلة مضبوطة على كوكب آخر بوصفها نظاماً قائماً ومستقلاً بذاته. وستقوم «موكسي» التابعة للمركبة بإطلاق الأوكسجين في الغلاف الجوي للمريخ بعد تركيبه محلياً من غاز ثاني أكسيد الكربون.

Email