مهندسو «محمد بن راشد للفضاء» يجرون الاختبارات الأخيرة للقمر «دي إم سات1»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجرى مهندسو مركز محمد بن راشد للفضاء الاختبارات النهائية الأخيرة على القمر الاصطناعي «دي إم سات1»، الذي يعد أول قمر صناعي نانومتري بيئي لبلدية دبي، فيما يأتي ذلك استعداداً لإطلاقه في 20 مارس عند الساعة 10:7 صباحاً بتوقيت الإمارات من قاعدة «بايكونور» الفضائية في كازاخستان، ليصبح أول قمر اصطناعي نانومتري مخصص للأغراض البيئية تطلقه دبي، مزوداً أحدث تقنيات الرصد الفضائي البيئي في العالم.

وسيقوم القمر برصد وتجميع وتحليل البيانات البيئية وقياس ملوثات الهواء والغازات الدفيئة، وتطوير خرائط لتركيز وتوزيع الغازات الدفيئة في دبي والإمارات بشكل عام، فضلاً عن دراسة التغييرات الموسمية لهذه الغازات ومراقبتها، وسيتم توظيف البيانات التي سيوفرها القمر في مجالات عدة لإيجاد الحلول ووضع خطط طويلة الأمد لمواجهة تحديات تلوث المدن والتغير المناخي، وسيحسب القمر الصناعي النانومتري «دي إم سات 1» معدلات انبعاثات الكربون وتأثيرها في معدلات النمو، ودراسة الأثر البيئي لاستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، ومخرجات استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، بالإضافة إلى المساهمة في تنفيذ النظام الوطني لإدارة انبعاثات الغازات الدفيئة ضمن الخطة الوطنية للتغير المناخي للإمارات 2017 - 2050.

فرصة استثنائية

ويعد مشروع إطلاق القمر «دي إم سات1» فرصة استثنائية لبناء قدرات بحثية وفنية جديدة في مجالات البحث العلمي البيئي على المستوى المحلي، كما سيساهم في فتح آفاق جديدة لتسخير تكنولوجيا الفضاء في خدمة القطاعات البيئية وتحقيق الاستدامة، واستشراف مستقبل الواقع البيئي في دبي، وتعزيز الدور الريادي للإمارة في تبني مشاريع نوعية وإعداد أبحاث رائدة تدعم دراسة التغيرات المناخية، بما لذلك من أثر تجاه تأكيد التزام الدولة بنود اتفاقية باريس للمناخ، التي تنص على توفير معلومات وبيانات حول انبعاثات الغازات الدفيئة، فضلاً عن بناء القدرات الوطنية في مجال دراسة وتحليل ظاهرة الاحتباس الحراري.

ويحتوي القمر النانومتري «دي ام سات 1»، الذي يزن 15 كيلوغراماً، على أجهزة وأنظمة استشعار لرصد غاز الميثان، وثاني أكسيد الكربون وتركيز بخار الماء، وهي مسببات ظاهرة الاحتباس الحراري، ورصد الملوثات والجزيئات الدقيقة في الهواء.

كما يحمل أنظمة اتصال للتواصل مع المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، وسيعمل في الفترة من 3 - 5 أيام على رصد الموقع نفسه أكثر من مرة، وبزوايا تصوير مختلفة وبدقة عالية.. وسيقوم القمر بـ14 دورة حول الأرض يومياً، مع إرسال البيانات إلى المحطة الأرضية من 4 إلى 5 مرات في اليوم.

ويأتي تنفيذ المشروع بالتعاون بين بلدية دبي ومركز محمد بن راشد للفضاء، بالإضافة إلى فرق بحثية محلية وعالمية، إذ قام المركز بالإشراف على المشروع وفق متطلبات بلدية دبي، وبالتعاون مع مختبر تطوير الأنظمة الفضائية في جامعة «تورونتو» في كندا، الذي قام بتصنيع القمر، بما يمتلكه من خبرة طويلة في مجال إطلاق أقمار اصطناعية مشابهة لقمر «دي إم سات 1»، إذ قام المركز بالتخطيط لعملية الإطلاق وإجراء الاختبارات النهائية في موقع الإطلاق.

دعم وتعاون

ويواصل المركز دوره في دعم مشروع بلدية دبي عبر إدارة عمليات جمع البيانات والمعلومات، ومن ثم تزويد البلدية بها، فيما يوجد فريق من المهندسين المختصين والمشرفين على المشروع من مركز محمد بن راشد للفضاء، في موقع الإطلاق في قاعدة «بايكونور» للإعداد للإطلاق، حيث تم تثبيت القمر، الذي استغرق تصنيعه 18 شهراً، على متن صاروخ الإطلاق قبل أيام، لبدء مرحلة التحضيرات والتجارب والاختبارات الأولية التي تم الانتهاء منها بكفاءة.

Email