برعاية ولي عهد أبوظبي.. انطلاق «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل»

عبد الله بن زايد: الإمارات لا تعرف المستحيل

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت، أمس، الفعاليات الرئيسة للدورة الثالثة من «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل»، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تضمنت جلسات افتراضية، خاطب خلالها نخبة من صناع القرار والمسؤولين والخبراء ورواد الأعمال شباب دولة الإمارات، وفي حوار تفاعلي مباشر، للمساهمة في تطوير قدراتهم ومهاراتهم وخبراتهم، وتعزيز مشاركتهم في صناعة مستقبل دولة الإمارات، ومواصلة الإنجازات في الخمسين عاماً المقبلة.

وركزت جلسات المجلس، التي تعقد هذا العام تحت شعار «واقع جديد، آفاق جديدة»، وتتزامن مع احتفالات دولة الإمارات باليوبيل الذهبي، والتي شهدت مشاركة أكثر من 13 ألفاً من شباب الوطن، على ثلاثة محاور رئيسة وهي: «عالم متغير»، و«فرص جديدة»، و«الخمسون عاماً المقبلة»، والتي حرص من خلالها المتحدثون على تحفيز الشباب لاستكشاف الفرص الجديدة، التي تشكل ركيزة مهمة في رسم ملامح مستقبل دولة الإمارات، وبما يمكنها من الوصول إلى رؤيتها المئوية بريادة وصدارة دول العالم.

صناعة النجاح

وأكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن النجاح يُصنع ولا يُمنح، والإمارات دولة لا تعرف المستحيل، ولا يوجد سقف لطموحاتها وأحلامها، مشيراً إلى أن إنجازات الدولة خلال الخمسين عاماً الماضية دليل على أننا قيادة وشعباً نستطيع تحويل الأحلام إلى واقع مزدهر.

جاء ذلك خلال مشاركة سموه في حلقة نقاشية في انطلاق فعاليات الدورة الثالثة من «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل»، وذلك تحت شعار «واقع جديد، آفاق جديدة» بمشاركة نخبة من كبار القادة وصناع القرار من مختلف دول العالم ومجموعة بارزة من الخبراء في مختلف المجالات، بالإضافة إلى أكثر من 13 ألف شاب وشابة من مختلف أنحاء دولة الإمارات والعالم.

وأكد سموه أن مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل هو تجسيد لنموذج التحديث والتطوير في دولة الإمارات، ويجمع الشباب من الجيل الجديد بالجيل القديم من القادة والمتخصصين الذين يحملون الخبرات والمعرفة لنقلها للأجيال القادمة.

تحديات

وقال سموه: «لقد شهدت الإمارات العديد من التحديات منذ قيام الدولة تختلف جذرياً عن التحديات الحالية، حيث كانت التحديات أصعب والإمكانات أضعف، ولكن كانت هناك رؤية حكيمة لقيادة دولة الإمارات بجانب عزيمة وإصرار الكوادر الوطنية والشبابية في هذا الوقت على تحدي الصعاب وقهر المستحيل.. وبفضل جهودهم أصبحت دولة الإمارات على ما عليه اليوم من تقدم وتطور وازدهار في ظل قيادتها الرشيدة.. وإن الأمل اليوم معقود على الشباب الذين تتوفر لهم كافة الإمكانات لصنع غد أفضل».

وأضاف سموه: «إن توافر كافة سبل النجاح في الإمارات يضع الشباب تحت مسؤولية تحقيق أضعاف الإنجازات التي حققها الشباب في الماضي في ظل ضعف الإمكانات.. ونحن على ثقة بقدرة الشباب على مواجهة هذا التحدي وجعل دولة الإمارات أفضل خلال الخمسين عاماً القادمة».

وتابع سموه: «إن طريق النجاح ليس له نهاية، والتوقف معناه الفشل، ولا بد للشباب أن يدركوا أن التعلم مدى الحياة هو نهج الإمارات التي لا تتوقف أبداً عن صنع المزيد من الإنجازات على كافة المستويات من أجل مضاعفة خطواتها نحو التنمية الشاملة».

قوة دافعة

وفي كلمة خاصة وجهها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى الشباب، قال: «إن الأساس الراسخ الذي قامت عليه دولة الإمارات سيظل القوة الدافعة لكل جهود الدولة التي تضع على رأس أولوياتها تمكين الشباب من خلال الاهتمام بالتعليم وتطوير المجتمع ودفع عجلة النمو الاقتصادي الآن وفي المستقبل».

وتابع سموه: «إن رؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تظل حية في نفوس كل أبناء الوطن، حيث لا زال يتردد صداها في وجدانهم وتدفعهم للمضي قدماً لتعزيز الاتحاد والتنمية والإعلاء من قيم التسامح.. إن قيم زايد النبيلة هي ما نحتاج إلى غرسه في الأجيال القادمة من أجل دعم جهودهم ومسيرتهم وسط عالم مليء بالمتغيرات والتحديات التي أصبحت الآن فرصة لنا للتعلم وتبادل المعرفة والمشاركة».

وتطرق سموه إلى ضرورة العمل على تأهيل الأطفال، مشيراً إلى أنه ينبغي تربية الأطفال على الإصرار والشغف كركيزة لتعليمهم من أجل تشجيعهم على استثمار كل طاقاتهم لتحقيق أهدافهم، وذلك من أجل تنمية روح العزيمة في نفوسهم وعدم الاستسلام للواقع.

وقال سموه: «نهدف إلى بناء إنسان قادر على تقديم 10 أضعاف الجهد المنتظر منه، وإن هذا النموذج هو ثقافة عمل لا تعرف المستحيل وتقود الناس والدول إلى تحقيق النجاح المستمر وعدم التعثر أو الفشل أمام أية متغيرات أو أزمات».

متغيرات وطموحات

وقال محمد خليفة النعيمي، مدير مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي: «عدلنا هذا العام صيغة «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل»، لتتناسب مع المتغيرات الحالية وطموحات الشباب، وفضلنا الإعداد للمجلس، من خلال عقد تجارب تفاعلية مع الشباب، وشمل مختبر اليوبيل صناع المستقبل من الشباب، للمساهمة في صياغة أفكار جديدة لصناعة المستقبل، ونفتخر وعبر «مجلس محمد بن زايد للمستقبل»، بمشاركة أفكارهم اليوم».

ظروف استثنائية

وقالت العنود خليفة الكعبي، مديرة البرامج التعليمية بمكتب شؤون التعليم بديوان ولي عهد أبوظبي: «يحتفي «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل»، الذي يعقد دورته الثالثة في ظل ظروف استثنائية هذا العام، بالشباب وقدرتهم وطاقتهم على المساهمة في رسم ملامح مستقبل دولة الإمارات، وقد أصبح هذا المجلس جسر تواصل يربط قادة دولة الإمارات بشبابها، عبر برامج لتحفيز قادة المستقبل من شباب الوطن للتفكير، والعمل على مواجهة جميع المتغيرات والتحديات».

وأضافت الكعبي: «حرص فريق عمل المجلس على التواصل مع نحو 3 آلاف طالب جامعي داخل الدولة وخارجها، للتعرف على آمال الشباب وطموحاتهم ومخاوفهم وتوقعاتهم للمستقبل، وكانت نتائج الاستطلاع مثيرة للاهتمام، حيث يرى الشباب أن العالم سيواصل التغيير ويعتقد معظمهم أن هذا التغيير للأفضل، كما أنهم يرون أن العالم سيشهد تغييراً جذرياً في الخمسين عاماً المقبلة».

فيديو تسجيلي

واشتملت فعاليات المجلس هذا العام على عرض فيديو تسجيلي خاص، يبرز أهم أحداث «مختبر اليوبيل» الذي تم تنظيمه في فبراير الماضي، وشهد مشاركة أكثر من 100 مشارك من الطلاب والطالبات الجامعيين الإماراتيين .

كما اشتملت فعاليات المجلس كذلك على رحلة إبداعية مع الموسيقى السمفونية، بعنوان «حكايات: قصص سيمفونية»، قدمها المؤلف والموسيقي وقائد الأوركسترا إيهاب درويش في رحلة إبداعية، وبمشاركة 128 فناناً من 20 دولة .

دراسة استطلاعية

ومن المقرر أن يتم غدا الكشف عن نتائج الدراسة الاستطلاعية، التي تعد الأولى من نوعها لمعرفة تصورات الشباب ورؤيتهم حول أجندة دولة الإمارات في المستقبل، وخلال الخمسين عاماً المقبلة، والتي تأتي تحت عنوان «نظرة للمستقبل».

الإمارات أدارت أزمة «كوفيد 19» بحكمة واقتدار

قال سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي: «يزخر تاريخ الإمارات بالعديد من المواقف التي تؤكد على حسن وحكمة إدارتها للأزمات، وتعد أزمة «كوفيد 19» شاهدة على ذلك، حيث استطاعت القيادة الرشيدة إدارة هذه الأزمة على مرأى ومسمع العالم باقتدار، كما عكست جهود الدولة - التي تلخصت وبرز معناها وجوهرها في كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، «لا تشلون هم» - إن الإنسان يأتي في مقدمة أولويات دولة الإمارات، ولقد تعلمنا في مدرسة زايد أن الاستثمار في الإنسان هو أغلى استثمار في الوطن، فبإعلاء قيمة الإنسان نعلي من قيمة الوطن لأن الإنسان هو مرآة وطنه ومجتمعه وقيمه، لتبقى دولة الإمارات وطناً للتسامح والتعايش والخير والعطاء».

واستعرض سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، تأثيرات جائحة «كوفيد 19» على الإمارات والعالم، مؤكداً أن تداعيات وتأثيرات الأزمة كانت كبيرة وغير متوقعة لدرجة قاربت حجم تأثيرات حرب عالمية، حيث أجبرت العديد من الدول على إعادة حساباتها الاقتصادية.

وفي هذا الصدد قال سموه: «قليلة هي الدول التي تمكنت من صد هذا الوباء، وأن تمضي في تنفيذ برامجها وخططها، ولقد كانت الإمارات إحدى تلك الدول، وذلك بفضل امتلاكها الخطط البديلة وعملها الاستباقي على رفع جاهزيتها أمام كافة المتغيرات».

 

Email