تم التقاطها من ارتفاع 13 ألف كم عن سطح الكوكب الأحمر

حمدان بن محمد ينشر صوراً لقمة جبل أوليمبوس بالمريخ التقطها مسبار الأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

نشر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، فيديو يظهر صوراً لقمة جبل أوليمبوس، أعلى قمة وبركان في المجموعة الشمسية، التقطتها الأجهزة العلمية لمسبار الأمل من ارتفاع 13 ألف كم عن سطح كوكب المريخ، ودوّن سموه: «قمة جبل أوليمبوس.. أعلى قمة وبركان في المجموعة الشمسية.. يبلغ طوله تقريباً ثلاثة أضعاف قمة جبل إفرست. صورة التقطها مسبار الأمل من ارتفاع 13 ألف كم عن سطح كوكب المريخ».

ونشر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ صوراً جديدة للكوكب الأحمر التقطها «مسبار الأمل»، وهو ما يؤكد كفاءة المسبار وأنظمته الفرعية وأجهزته العلمية وجودتها، والتواصل السلس والفعال مع مركز التحكم في مركز محمد بن راشد بمنطقة الخوانيج في دبي.

كما يؤكد أن مهمة المسبار تمضي وفق الخطط الموضوعة والمدروسة، والتي تم فيها حالياً اختبار الأجهزة العلمية تمهيداً لتهيئة المسبار للمرحلة التالية من المهمة، وهي مرحلة الانتقال إلى المدار العلمي عبر مجموعة عمليات لتوجيه مسار المسبار لنقله إلى هذا المدار بأمان.

ويأتي نشر هذه الصور التي التقطتها الأجهزة العلمية لـ «مسبار الأمل» بالتزامن مع مرور شهر على وصوله بنجاح إلى مدار الالتقاط حول المريخ في التاسع من فبراير الماضي، لتصبح الإمارات بذلك خامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي.

وسبق للمسبار أن التقط في اليوم التالي لوصوله أول صورة له للمريخ، وذلك من على ارتفاع نحو 25 ألف كيلومتر فوق سطح الكوكب الأحمر.

21 دورة

ومنذ وصوله إلى مدار الالتقاط دار «مسبار الأمل» حول المريخ 21 مرة بواقع دورة واحدة كل 33 ساعة في مدار الالتقاط البالغ 1073 كلم إلى 42454 كلم، وخلال هذه الفترة أجرى فريق العمل بنجاح جميع عمليات الفحص لأنظمة المسبار، ويجري حالياً استكمال هذه الفحوصات البالغ عددها 120 بالكامل قبل بدء عمليات الانتقال إلى المدار العلمي المقرر أن تبدأ يوم 22 مارس الجاري، كما التقط الفريق 825 صورة لإجراء عمليات المعايرة للأجهزة العلمية التي يحملها المسبار على متنه، وللتأكد من كونها تعمل بكفاءة.

وتظهر الصور التي ينشرها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» الكوكب الأحمر في أوقات وحالات مختلفة، وتعد هذه الصور التاريخية الأولى من نوعها التي يتم التقاطها بمثل هذه الأجهزة العلمية عالية الكفاءة والدقة.

ويظهر في الصورة الأولى، التي التقطتها كاميرا الاستكشاف الرقمية، بركان «أوليمبوس مؤنس»، الذي يعد أكبر بركان على كوكب المريخ وأكبر بركان في المجموعة الشمسية.

أما الصورة الثانية التي التقطها مطياف الأشعة فوق البنفسجية من على ارتفاع 36 ألف كيلومتر، إذ يمثل كل لون الضوء المجمّع عند طول موجي فوق بنفسجي مختلف، ويوفر معلومات فريدة حول الغلاف الجوي العلوي للمريخ من حافة الفضاء ومدى تواجد ذرات الهيدروجين والأكسجين وأول أكسيد الكربون.

وبفضل مثل هذه الصورة وما ستبينه من دلالات سيسهم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» في تحسين معرفة المجتمع العلمي بكيفية ارتباط الغلاف الجوي العلوي والسفلي للمريخ وكيفية فقدان الغلاف الجوي ببطء في الفضاء على مدار تاريخ النظام الشمسي.

أما الصورة الثالثة، فتعد صوراً حرارية التقطها مطياف الأشعة تحت الحمراء، حيث يظهر الجانب الليلي للمريخ. ويمكن ملاحظة تضاريس «أرض العرب» على كوكب المريخ في الصورة (خمول حراري منخفض وبالتالي درجات حرارة ليلية باردة).

المهمة وفق المخطط

وقال المهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، إن نشر الصور التي التقطتها الأجهزة العلمية على متن المسبار يؤكد أن المهمة تسير وفقاً لما تم التخطيط له منذ البداية.

وأضاف أن مسبار الأمل على وشك بدء المرحلة الخامسة من مهمته الفضائية لاستكشاف المريخ يوم 22 مارس الجاري، وهي مرحلة «الانتقال إلى المدار العلمي»، ثم لاحقاً المرحلة السادسة والأخيرة، والتي تبدأ في أبريل المقبل، وهي المرحلة العلمية، حيث يبدأ المسبار مهمته الاستكشافية الخاصة برصد وتحليل مناخ الكوكب الأحمر.

وأكد أن فريق عمل المشروع من الكوادر الوطنية الشابة تعاملوا مع كل مرحلة من مراحل المهمة الفضائية للمسبار بكل دقة وكفاءة ومهارة وفقاً لتحديات ومخاطر كل مرحلة وطبيعتها الخاصة وتحدياتها النوعية.

كفاءة الأجهزة

بدورها، قالت المهندسة حصة المطروشي، نائب مدير المشروع للشؤون العلمية: إن الصور التي أرسلها المسبار بنجاح، سواء تلك التي التقطها في اليوم التالي لوصوله، أو تلك التي التقطها خلال عمليات المعايرة الأخيرة، تؤكد كفاءة الأجهزة العلمية التي يحملها المسبار على متنه، وتؤكد أيضاً نجاح فريق العمل في إجراء عمليات المعايرة لهذه الأجهزة بكل دقة ومهارة.

وأضافت أن فريق العمل استكمل كل الاستعدادات اللازمة لبدء عمليات نقل المسبار بأمان إلى المرحلة التالية من المهمة وهي «الانتقال إلى المدار العلمي»، ولاحقاً المرحلة العلمية التي سيقوم مسبار الأمل خلالها وعلى مدار سنة مريخية كاملة بتوفير أول صورة كاملة عن مناخ الكوكب الأحمر والظروف الجوية على سطحه على مدار اليوم وبين فصول السنة، ما يجعله فعلياً أول مرصد جوي للكوكب الأحمر في تاريخ مهمات استكشاف المريخ.

كاميرا الاستكشاف

ويحمل «مسبار الأمل» على متنه 3 أجهزة علمية، هي: كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI وهي كاميرا رقمية متخصصة لالتقاط صور ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ، وتستخدم أيضاً لقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، حيث تشكل الكاميرا أحد الابتكارات الناجحة والمصممة خصيصاً لتحقيق أهداف المسبار في دراسة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.

وتعتبر كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI، كاميرا إشعاعية متعددة الطول الموجي، قادرة على التقاط صور بدقة 12 ميغابيكسل مع الحفاظ على التدرج الإشعاعي اللازم للتحليل العلمي المفصل. وتتكون الكاميرا من عدستين إحداهما للأشعة الفوق بنفسجية والأخرى للأطياف الملونة تستخدم لالتقاط صور ذات تفاصيل واضحة للمريخ.

ويمكن للبعد البؤري القصير للعدسة أن يخفض من مقدار الزمن اللازم للتعريض الضوئي إلى وقت قصير جداً لالتقاط صور ثابتة أثناء الدوران حول الكوكب، ما يرفع من درجة دقة وجودة الصور رغم السرعة المرتفعة التي يدور بها المسبار حول المريخ، فخلال وجوده في المدار العلمي يدور المسبار دورة كاملة حول الكوكب الأحمر مرة كل 55 ساعة.

أمّا في ما يخص عدسة الأشعة فوق البنفسجية فسيكون نطاق التردد للموجات قصيرة الطول بين (245-275) نانومتر، بينما سيكون نطاق التردد للموجات الطويلة بين (305 – 335) نانومتر، أما بالنسبة لنظام العدسة الأخرى فسيكون تردد اللون الأحمر (625 – 645) نانومتر، واللون الأخضر (506 – 586) نانومتر، واللون الأزرق (405 – 469) نانومتر.

درجات الحرارة

ويحمل مسبار الأمل أيضاً جهازاً ثانياً وهو المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS، الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي. وقد تم تطوير هذا الجهاز لالتقاط ديناميكيات الغلاف الجوي المتكاملة للمريخ، باستخدام مرآة المسح الضوئي لتوفير 20 صورة في الدورة الواحدة بدقة تبلغ من 100 إلى 300 كم لكل بيكسل.

ويستهدف هذا المقياس الطيفي دراسة الغلاف الجوي السفلي للمريخ في نطاقات الأشعة تحت الحمراء، وتوفير معلومات من الغلاف الجوي السفلي بالتزامن مع ملاحظات من كاميرا الاستكشاف.

الأوكسجين

أما الجهاز الثالث الذي يحمله المسبار لدراسة كوكب المريخ، فهو المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية EMUS، الذي يقيس الأوكسجين وأول أوكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للمريخ والهيدروجين والأوكسجين في الغلاف الخارجي للمريخ. وهو مقياس فوق بنفسجي مصمم لمراقبة التغيرات المكانية والزمنية للمكونات الرئيسة في الغلاف الحراري للمريخ.

› مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ ينشر صوراً جديدة بعد شهر من وصول المسبار إلى مدار الالتقاط

› اللقطات تؤكد أن الأجهزة العلمية الثلاثة التي يحملها المسبار تعمل بكفاءة

› الانتهاء من جميع الاختبارات وفحص الأنظمة في فترة زمنية أقل من المخطط لها

› فريق العمل مستعد لبدء عمليات الانتقال إلى المدار العلمي 22 الجاري حيث يتم إجراء عمليتين لتوجيه المسار

› نجاح مجموعة من عمليات المعايرة للأجهزة العلمية التقط الفريق من خلالها 825 صورة يؤكد كفاءة الأجهزة

Email