بلدية دبي.. 67 عاماً استدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد بلدية دبي مؤسسة رائدة ومحركة لنمو الإمارة وتطورها وهي من أكبر المؤسسات الحكومية من حيث حجم الخدمات التي تقدمها والمشروعات والأعمال التي تقوم بها، وعلى مدار 67 عاماً عملت البلدية في المحافظة على الهوية الطبيعية والتراثية للإمارة وتعزيز مسيرة الريادة والإنجاز والنجاح وتعزيز المكانة الاستثنائية التي تحتلها مدينة دبي في شتى القطاعات.

تأسست نواة البلدية في عام 1954 مبتدئة أنشطتها بكادر لا يتجاوز 7 موظفين، كانوا يعملون في غرفة واحدة، فيما تعتبر سنة 1957 سنة التأسيس لانطلاقها، وترجمت رؤى القيادة الرشيدة في تحويل دبي من مدينة ساحلية إلى مدينة عالمية أصبحت حديث العالم، تحتل الصدارة والريادة، مستندة إلى رؤية تتمثل في بناء مدينة سعيدة ومستدامة ورسالة تشمل تخطيط وتطوير وإدارة مدينة متميزة تتوفر فيها استدامة رفاهية العيش ومقومات النجاح، لتصبح دبي من أكثر مدن العالم حداثة وتطوراً، وتتمتع بمنظومة متطورة من الخدمات والمرافق وفي ظل أكثر اقتصاديات العالم تنوعًا وديناميكية.

وعملت بلدية دبي منذ تأسيس نواتها الأولى على تجسيد رؤى القيادة الرشيدة في تقديم الخدمات لكافة أفراد المجتمع وفق أرقى وأعلى المستويات وتضافرت الجهود على مر السنين من خلال تنفيذ مشروعات نوعية عززت البنية التحتية، لضمان تلبية احتياجات المواطنين والمقيمين على أكمل وجه وإبراز التطور والتقدم الفريد الذي يشهده القطاع الحكومي.

وصدر أول مرسوم بإنشاء البلدية في 28 فبراير 1957 وبموجبه تم تعيين أعيان البلد وتجارها أعضاءً في المجلس البلدي وكان عددهم ثلاثة وعشرين عضواً، وأعطيت للمجلس صلاحيات محدودة أهمها رعاية شؤون المدينة الصحية والعمرانية والعمل على تنظيم البناء وتجميل المدينة وتقديم المقترحات البناءة للحكومة، ومرت البلدية بمجموعة من المراحل التطورية خلال سنوات العمل فيها، وبعد أن توسعت وكبرت مهام البلدية وزادت إداراتها وأقسامها، انتقلت إلى مبناها الجديد والحالي وذلك في عام 1979، حيث افتتح مبنى بلدية دبي الحديث المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، برفقة الملكة إليزابيث ملكة المملكة المتحدة، وواصلت البلدية تطورها ونموها حتى تجاوز عدد العاملين بها 12 ألفاً و800 موظف وعامل.

وخلال مسيرتها الطويلة، تميزت بلدية دبي بإنجازاتها الكثيرة والمتعددة، وحازت العديد من الجوائز الدولية والإقليمية والمحلية، كما ترتبط بلدية دبي بالعديد من اتفاقيات التوأمة والتعاون والصداقة مع المدن العالمية والإقليمية والعربية في مجالات الاستدامة والابتكار وتطوير الأعمال والبيئة والتميز والصحة والسلامة والهندسة والتخطيط والعديد من المجالات الاخرى، وخرجت من رحم البلدية العديد من الدوائر الحكومية في دبي، التي كانت إدارات وأقساماً تابعة لها.

تخطيط حضري

وساهمت بلدية دبي في ترجمة أفكار وتطلعات القيادة الحكيمة للإمارة التي أدركت أن رحلة التنمية الشاملة لن تتحقق دون تبني أدوات التخطيط الحضري الحديث ليتم من خلالها رسم السياسات المناسبة وتنسيق المشاريع المتعلقة بتطوير المدينة وتنظيم نموها وفق رؤية شاملة، وتم إعداد 6 خطط حضرية أسهمت في نقل الإمارة إلى الريادة عالمياً، وشهدت الإمارة ولادة أول خطة تنمية عمرانية شاملة للمدينة في تاريخ دبي «خطة دبي الحضرية 1960-1970» والتي أشرف على إعدادها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، شخصياً، وكانت دبي آنذاك مدينة يافعة تعاني العديد من التحديات، ومهدت الخطة الأولى الطريق للمرحلة الأولى من رحلة التحديث والتي بدأت بمعالجة إشكاليات التنمية ذات الأولوية. ثم وجه الشيخ راشد بن سعيد في عام 1969بتحديث الخطة وهو ما أسفر عنه اعتماد الخطة العمرانية الثانية 1970-1980 لتبدأ بذلك مرحلة التحول الأولى في رحلة دبي الحديثة.

 وفي عام 1985 كلفت الحكومة بلدية دبي بمباشرة العمل على إعداد الخطة الحضرية الثالثة، وإعداد مخطط التنمية الشامل لإمارة دبي، وبعدها وجهت حكومة دبي البلدية بالعمل على إعداد الخطة الحضرية الرابعة في تاريخ دبي، وتم تكليف شركة هارلند بارثلميو أحد بيوت الخبرة الأمريكية والتي أعدت المخطط الهيكلي لمنطقة دبي الحضرية 1992-2012.
وانصبت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تبني النهج المرن القابل للتحديث لتكون الخطة قابلة للتحديث لأية متغيرات في التخطيط وتبني تنبؤات سكانية أكثر واقعية ومدعومة بسياسات اقتصادية طموحة تدعم طموحات الحكومة الرامية إلى تعزيز مكانة الإمارة الاقتصادية بتعزيز مساهمة القطاعات ذات الأولوية.

نمو كبير

ونتيجة للنشاط والنمو الاقتصادي غير المسبوق تم تحديث خطة دبي الحضرية، فقامت حكومة دبي بتوجيه بلدية دبي بإعداد الخطة الحضرية الخامسة 2020 وهو ما كلفت به بلدية دبي المكتب الاستشاري ايكوم العالمية. ثم أخذت حكومة دبي القرار للبدء بإعداد خطة دبي الحضرية السادسة 2040 وبتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، وبمشاركة واسعة من جميع الشركاء في فريق عمل مشترك يمثل مختلف القطاعات والجهات في دبي لتساهم في رحلة التنمية الحضرية وذلك بهدف ضمان مناقشة وتوحيد الرؤى في إطار تخطيطي وتنموي منسجم ومتكامل يضمن مستقبلاً أفضل وتحقق «تنمية عمرانية مستدامة، تعزز الرخاء» بكل قطاعاته، وتهدف الخطة الجديدة إلى اعتماد وتبني نهج تخطيطي وتنموي يسعى إلى تحقيق أعلى المستويات في بيئات حضرية صديقة للإنسان تركز على الارتقاء بالاقتصاد والطاقة والإسكان والصحة وجودة الحياة والترفيه والتكنولوجيا الرقمية، تناسب احتياجات وتطلعات الأفراد والأسر وتسهم في تحقيق أهداف الاستدامة.

 مدينة مستدامة

اليوم، تسعى بلدية دبي من خلال شتى قطاعاتها إلى تحقيق رؤيتها المتمثلة في بناء مدينة سعيدة ومستدامة، ورسالتها التي تشمل تخطيط وتطوير وإدارة مدينة متميزة تتوفر فيها استدامة رفاهية العيش ومقومات النجاح، وتتضمن قطاعات البلدية كلاً من: قطاع الهندسة والتخطيط، قطاع خدمات البنية التحتية، قطاع البيئة والصحة والسلامة، قطاع الخدمات المساندة، قطاع تطوير الأعمال، قطاع الدعم المؤسسي، كما وتشمل استراتيجية بلدية دبي 2021 على 5 محاور رئيسية تدعم تحقيق هذه الرؤية والرسالة وهي: بلدية مبتكرة ورائدة عالمياً، شراكات بناءة وتواصل فعال، نمو المدينة، تميز المدينة، استدامة بيئة المدينة.

ولم تقتصر مشروعات البلدية على تقديم خدمات طرق وأخرى صحية لإرساء قواعد تأسيس المدن ونهضتها لاحقاً، بل تعدتها لتشمل خدمات أخرى كخدمات سياحية وترفيهية وتعليمية وثقافية، لعل أبرزها إصدار مجلة «أخبار دبي» التي تعد أول مطبوعة صحافية نظامية صدرت في دبي عام 1965.

 

 

وتواصل بلدية دبي مسيرة انجازاتها بالتعاون مع الجهات المعنية في إطار تنفيذ رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، نحو توفير بنية تحتية متطورة تدعم استدامة النمو المتسارع، الذي تشهده الإمارة في مختلف قطاعاتها الحيوية، وبما يضمن إدارة المرافق، والاستثمار الأمثل للموارد، والمحافظة على كل المقومات الضرورية، لدعم وتعزيز التنمية المستدامة.

وتعمل قطاعات البلدية كمنظومة متكاملة على مدار الساعة، لتوفير أفضل الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم والزائر، وفق أرقى المواصفات القياسية العالمية، بما يسهم في تعزيز مكانة دبي كواحدة من أفضل المدن في العالم للعيش والعمل.

ويتصدر الاهتمام بتطوير البنية التحتية أجندة حكومة دبي لضمان التنمية المستدامة، وحماية البيئة، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعكس مشاريع البنية التحتية في الإمارة هذا التوجه نحو ريادة المدينة، حيث تدعم هذه المشاريع التي يتم تنفيذها توجهات التنمية الشاملة، وتعزز البيئة الاقتصادية وفق نموذج متميز يضع سعادة المجتمع بجميع فئاته ومكوناته كهدف استراتيجي في مقدمة الأولويات بهدف ترجمة تطلعات قيادة دبي نحو مستقبل الإمارة من خلال منظور شامل ومتكامل، يسهم في تحقيق رخاء وسعادة المواطنين والمقيمين وزائري دبي.

Email