«التنبيت» يحمل بشائر الخير لمزارعي النخيل في الدولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشق بشائر النخيل في الدولة طريقها للظهور عادة في الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر وبداية يناير، وتظهر الثمار «العذوق» في أصناف معينة عرفت بأسبقيتها في الثمار مثل «النغال» ويأتي بعدها تباعاً الأصناف الأخرى، وهو ما يضع المزارعين في حالة استنفار، ويفرض عليهم مسؤولية البحث عن حبوب اللقاح «النبات» من ذكر النخلة «الفحل».

3 أنواع

ويقع على عاتق عملية «التنبيت» جودة الثمر في نهاية الموسم، فاختيار الأصناف الجيدة يتطلب خبرة ودراية، إذ يقسم النبات إلى ثلاثة أنواع، وهي الحار والمتوسط والبارد، ولكل منها معيار محدد في عملية التلقيح، لافتاً إلى أن أفضل أنواع «الفحول» التي تنبت من «نواة» ولكن بشرط أن لا يتم اقتلاعها ونقلها إلى مكان آخر، بل تركها في مكانها والاستفادة من أبنائها «الفسائل» التي تشابه الأب في سماتها حتى بعد نقلها.

وفي هذا السياق يتحدث الدكتور خليفة بن دلموج أحد المختصين في زراعة النخيل في منطقة الذيد بإمارة الشارقة عن أهمية عملية «التنبيت» قائلا: إن تنبيت النخلة هي الخطوة الأهم في الموسم، فإذا كانت كمية النبات التي يتلقاها «العذق» ناقصة سوف يصعب «نضوج» الثمر أي يحدث به بعض التشوهات في الحجم، أما في حال تجاوز الكمية عن الاحتياج المطلوب فإنه أيضاً يتسبب في حرق الثمر وتساقطه قبيل بلوغه، لافتاً إلى أن تنبيت النخلة هو العامل الأهم الذي يتحكم في جودة الثمر.

كمية النبات

وأوضح أن كمية النبات التي يتطلبها كل نوع من النخيل تختلف من مكان لآخر، ويرجع ذلك إلى اختلاف حرارة الطقس والحرارة الباطنية للأرض وملوحة المياه التي تؤثر على لذة التمر ولونه، مشيراً إلى أنه كلما انخفضت نسبة الملوحة قلت كمية النبات التي تحتاجها النخلة، حيث تتطلب بعضها 10 «عطلان» في مكان ما، بينما الصنف ذاته في مكان آخر يتطلب ثلاثين «عطلاً»، وهذا يعتمد على خبرة المزارع والإلمام بجميع التفاصيل.

نصيحة لشراء اللقاح

وأشار إلى أنه من الضروري عند شراء (النبات) يجب التأكد من كمية البودر التي يتضمنها، ويكون من خلال شق غلاف النبات وتحريكه على اليد فإذا سقطت منه حبات البودر المشابهة لدقيق القمح فهو جيد، وإذا كان بخلاف ذلك لا ينصح بشرائه، إضافة إلى ذلك لا بد من التأكد من نضج النبات من خلال الضغط عليه باليد والاستماع إلى أصوات الفرقعات كما هو في الطريقة السابقة، لافتاً إلى أن أفضل أنواع النبات هي التي تتسم بكبر حجمها وصغر حبوبها وكثافة بودرها، فكلما كانت الحبوب أصغر أصبحت النتائج أفضل، ويفضل تلقيح النخيل بعد مرور 12 إلى 84 ساعة من تفتح «العذق».

ولفت بن دلموج إلى أن هناك العديد من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض ملاك النخيل، ومنها عدم التخفيف عن النخلة بقص «عذوقها» والتي تصل في بعض الأحيان إلى ثلاثين «عذقاً»، وهو ما يؤثر على حجم حبات الرطب والتمر، فكلما كانت الأعداد كبيرة قل حجم حباتها، لذلك ينصح دائما بالتخلص من الأعداد الزائدة بقطعها، وترك ما يقارب 7 عذوق في النخلة الواحدة .

Email